قال الدكتور مدحت عبد الحميد أستاذ ورئيس قسم علم النفس بجامعة الإسكندرية، إن الخرس الانتقائى أو البكم الاختيارى يعنى أن الطفل قد يلجأ إلى الصمت فى المدرسة بينما يتكلم فى البيت أو العكس يتكلم بصورة طبيعية فى المدرسة، ويصمت فى المنزل وهذا الاضطراب يقع ضمن اضطرابات القلق للأطفال، وقد سمى بذلك لأن الطفل يختار فيه بإرادته وبصورة واعية أن يصمت ويمتنع عن الكلام فى بعض المواقف، وعلى هذا نجد أن الطفل يستبدل اللغة والألفاظ بأساليب أخرى غير الكلام حتى يتواصل داخل الفصل الدراسى مثل الإشارات والإيماءات أو الكتابة.
وأشار دكتور مدحت إلى أن الرابطة الأمريكية للطب النفسى فقد عرفته فى دليلها التشخيصى والإحصائى الخامس والأخير بأنه الامتناع المستمر عن التحدث فى مواقف اجتماعية محددة، مثل المدرسة أو النادى أو الشارع رغم إمكانية التحدث فى مواقف أخرى.
ولفت إلى أن هذا الاضطراب يتداخل مع التحصيل الدراسى أو العلاقات الاجتماعية، ولتشخيص هذا الاضطراب فإنه لابد وأن يحدث ويستمر لمدة شهر على الأقل، ولا يعزى إلى فشل الطفل فى التحدث إلى نقص المعرفة ولا لاضطرابات التواصل مثل اضطراب الطلاقة اللفظية أو لاضطراب طيف التوحد، أو الفصام أو أى اضطراب آخر بمعنى أن يكون نفسيا وباختيار الطفل.
وقال دكتور أبوزيد "يبدأ هذا الاضطراب عادة قبل سن الخامسة ولكنه يبدو بصورة أوضح عند دخول الطفل المدرسة، حيث زيادة التفاعل الاجتماعى، وزيادة المهام الأدائية المطلوبة من الطفل مثل القراءة بصوت مرتفع.. وقد يختفى هذا الاضطراب ولكن تظل أعراض القلق الاجتماعى قائمة كما هى، ويتصف الطفل الذى يعانى من الخرس الانتقائى بالخجل الاجتماعى، والخوف من الغرباء، والعزلة والانسحاب الاجتماعى، وعدم القدرة على التواصل، وصعوبة التعبير عن المشاعر والأحاسيس.
أما عن أسباب هذا الاضطراب، أكد أنها تختلف من طفل لآخر نظرا لاختلاف الظروف النفسية والفروق الفردية.
