هاجر محمد أحمد تكتب: ثقافة الاعتذار بعد فوات الأوان

الأحد، 12 أكتوبر 2014 08:01 م
هاجر محمد أحمد تكتب: ثقافة الاعتذار بعد فوات الأوان ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مما لاشك فيه أن ثقافة الاعتذار هى الثقافة المندثرة فى مجتمعنا بسبب تمسك البعض بآرائهم ورفضهم لفكرة إبداء الندم عن أخطائهم سواء كانت لفظية أو سلوكية أو عيبًا من عيوب الشخصية ولكن لماذا لا يعترف كل شخص بخطئه للأخر وبناء عليه يقوم بتغيير وإصلاح عيوبه لماذا تنتهى أفضل العلاقات الإنسانية بسبب أخطاء يمكن إصلاحها بين الأصدقاء أو المحبين.

التعود على الصفح والغفران هو أفضل ما يميز الإنسان لأن منح هذا الصك يريح النفس من الداخل لماذا يتحجج يتحجج الجميع بأن الأوان والوقت فات أو مر، فالله نفسه يتقبل ذنوب عباده فمال بال العباد لا يصبروا على هفوات بعضهم التافهة، حين نخطئ فى حق من نحب بالإلحاح أو السؤال الزائد ولكن كل ذلك بسبب كثرة وفيض المحبة وأحيانًا أخرى نخطئ فى حق نفس المحب باللوم والعتاب أو الشك وأيضًا ذلك بسب الاحتياج الدائم للأمان والشعور بأن هذا المحب هو الأب والأخ هو المرسى للحنان فى شواطئ الوحدة.

إن هذا الخطأ سيتكرر كثيرًا من أغلب المحبين الذين يأثرون أنفسهم بحبيب واحد ما سيدفع الحبيب إلى الملل والشعور بالقلق من الحياة القادمة وسيقوم بإنهاء العلاقة ولكن للأسف المحب الملح فى الطرف الأخر لن يستطع الخيانة أو استبدال محبة الأول دونما شعور سيحاول دائمًا الاعتذار عن خطئه أو محاولة الوصول لأسباب أخرى لمواصلة حياته، التى ستكون مرهونة بمعرفة أسباب الانفصال لأن أسوأ شعور ممكن أن يشعر به المحب الشغوف هو شعور النهاية بسبب شغفه لأنه سيتحول بعدها لمعقد نفسيًا وسيحاول إساءة معاملة كل من يقترب منه لأنه منذ البداية رفض اعتذاره وشعوره بذنب إلحاحه
وإن لم يتحول لمعقد سيتحول لمنكسر يوافق على أول من يقدم له الحنان.

والأولى والثانية أمور مريرة فالأولى هى حكم إعدام دون سجان، والثانية هى حكم إعدام مع سجان يومى وكل ذلك بسبب عدم قبول الطرف الأخر لثقافة الاعتذار بالرغم بأن الطرف المعتذر لا يستطيع التوقف عن احترام الكنية السابقة لمحبوبة ويسيطر عليه شعور أن الأبقى والأوفى والأخلص على الإطلاق لن يترك محبوبة بلا أسباب ويقوم بالاعتراف يوميًا بخسارة رهان قد راهنه مع قلبه أن يسعد ويحب حبيبه حتى آخر الكون وللأسف يشعر من قطع العلاقة أن تكرار السؤال عن الأسباب انعدام كرامة من الطرف الآخر أو استكمال لمسلسل الإلحاح ولكن فى الواقع الاعتذار الكثير ومحاولة معرفة الأسباب هى ثقافة الحب من شخص وفى مهتز الشخصيه وفى الغالب بيقدم اعتذاره المحمل بمعانى لا تتركنى لا تضيعنى لا أستطيع أن أخونك وذلك كلما اقترب منه طرف جديد بسبب خوفه من أي علاقة جديدة فستجده يحاول إرجاع من خسره فأرجوكم ارحموا أحبابكم السابقين اعلموهم بالأسباب أو تقبلوا اعتذارهم مدام الاعتذار فى أمور بعيدة عن الشرف والأخلاق حتى لا تولدوا معقدين وجرحى فى شواطئ الحياة فالكون فيه الكثير من الحيارى لا تزودهم واحدًا وأن نهتم مع أحد فاجعلوه يكرهكم حتى يذهب ليحبه غيركم فتلك أخلاق النبلاء.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة