بالصور..مشروع ترميم هضبة أم السيد بشرم الشيخ وصراع قضائى بين الحكومة والأهالى..أهالى جنوب سيناء يستعينون بنحاتين واستشاريين لترميم الهضبة بتكلفة 30 مليون جنيه ويكشفون غياب مشروع الحكومة

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014 07:48 م
بالصور..مشروع ترميم هضبة أم السيد بشرم الشيخ وصراع قضائى بين الحكومة والأهالى..أهالى جنوب سيناء يستعينون بنحاتين واستشاريين لترميم الهضبة بتكلفة 30 مليون جنيه ويكشفون غياب مشروع الحكومة حافة هضبة أم السيد بشرم الشيخ
كتبت منال العيسوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهدت مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء خلال العام المنصرم، حالة من الجدل والشد والجذب بين الأهالى ومجلس مدينة شرم الشيخ، الأهالى تصدوا بكل قوتهم لمشروع ترميم هضبه أم السيد، مستندين على رأى لجنة علمية بقيادة المستشار الهندسى الدكتور ممدوح حمزة، مؤكدين أنه سيساعد على انهيارها ويفتقد العلمية والحفاظ على البيئة، وبالتوازى مع اعتصام الأهالى أكثر من مرة لوقف مشروع الترميم استجابت الأجهزة التنفيذية لرغبتهم ثم عاودت المرة الأخرى العمل فى المشروع، وحاول الأهالى بعد ذلك من خلال لجنة علمية ومجموعة من الناحتين والمثالين وضع حلول مبتكرة لتطوير الهضبة بما يحافظ على البيئة، وتبنت مؤسسة "سينا ريف" الأمر، لكن القصة أخذت منحنى آخر بعد أن فوجئ الأهالى بقيام مجلس المدينة بتحرير محاضر ضدهم بانهم بتعدون على الأرض وأنشاءوا عليها مساحات خضراء أمام منازلهم أسفل الهضبة، فى حين أن هناك مستندات تؤكد تغاضى مجلس المدينة عن شروط التعاقد لصالح بعض رموز مبارك وأسرته وهو ما يطرح تساؤل حقيقى لمصلحة من ما يحدث فى الهضبه هل سيبقى الوضع بهذا الشكل، حتى تنهار أم أن هناك قرارا جريئا يوقف كل هذه المهاترات.
"اليوم السابع" التقى الاستشارى العلمى للأهالى وأعضاء الجمعية التى تصدت لمشروع الترميم بكل قوتها وبعض الأهالى الذين حررت ضدها محاضر.

فى البداية،كشف المهندس العالمى الدكتور ممدوح حمزة أحد أهم المتخصصين فى مجال هندسة ميكانيكا التربة والاستشارى العلمى للأهالى، وهو قامة فى مجال الاستشارات الهندسية، أن هناك غيابًا للمنهجية العلمية عن أعمال المكتب الاستشارى الهندسى للمشروع، حيث قام المكتب الاستشارى بتقديم حلول هندسية قبل توافر الدراسات العلمية المتكاملة والمطلوبة أولاً لتشخيص الأسباب ومعرفة الحلول قبل الخلوص إلى النتائج.

وعن الدراسات المفقودة والأساسية لتقديم أى حلول لمشكلة هضبة رأس أم السيد وتفادى انهيارها قال حمزة، إن هذه الدراسات تتمثل فى الدراسات الجيولوجية والدراسات الجيوتقنية وتقرير الزلازل التى تعرضت لها المنطقة فى السابق وموزاييك صور جوية أو صور قمر صناعى للهضبة بدأ من الخمسينات على فترات زمنية مختلفة توضح ما إذا كان هناك تدهور فى الهضبة وتحديد حجمه ومعدله تقييم علمى كامل لحالة شبكات تغذية المياه والصرف العمومية بمنطقة الهضبة ودراسة حالة الشبكات الخاصة بشركات تحلية المياه وتقييم موقفها البيئى ومراجعة شروط وضوابط ترخيصها ومدى التزامها بشروط التشغيل، لتجنب علاج الأعراض دون علاج السبب الأساسى للمشكلة.

ومن جانبه، أكد هشام جبر رئيس غرفة الغوص والسباحة الأسبق ورئيس مجلس الأمناء لجمعية سينا ريف لحماية البيئة وتنمية المجتمع، أنه من أهم المحاور التى تغيب عن المشروع أيضا هو تجاهل الدراسة القديمة لتأثير الحلول المقترحة وخطورتها البالغة على البيئة، حيث إنه من المعروف أن أسلوب تكسير الصخور بجوار الشعب المرجانية يؤدى حتما لتدمير تلك الشعب، والدليل على ذلك هو أن جهاز شئون البيئة على مدار ثلاثين عام قام بتغريم الفنادق أعلى الهضاب غرامات مالية باهظة لتكسيرهم الصخور فى المناطق المطلة على الشعب، ولأن جبر تخصص غوص ويعى تماما خطورة هذه الأتربة على الشعاب المرجانية قال، "إن الأتربة والمخلفات الناتجة عن أسلوب تكسير الصخور المتبع بالمقترح الأول للمشروع– السابق إيقافه–كانت كفيلة لتدمير الشعب المرجانية على طول ستة كيلومترات لخمسة من أجمل وأهم مناطق الغوص فى جنوب سيناء والعالم، لولا تدخل الأهالى لمنع حدوث تلك الكارثة التى كانت ستحرم أجيال قادمة من خيرات مصر، وتفقد الدولة مصدراً أساسياً للجذب السياحى وتدمير سياحة الغوص التى تمثل ٢٠% من إجمالى دخل السياحة من العملة الصعبة المقدرة بالمليارات.

وعن موافقة جهاز شئون البيئة على دراسة تقييم الأثر البيئى أعرب جبر عن أسفه قائلا، "مع الأسف، وافقوا على دراسة غير دقيقة صادرة عن "مركز البحوث والدراسات البيئية بجامعة القاهرة"، والذى وضع اشتراطات متنافية مع قواعد الاستدامة والحفاظ على البيئة لا تمت للواقع بصلة ولم تكن لتمنع وصول الأتربة للشعب المرجانية.

فيما اتهمت جمعية سينا ريف لحماية البيئة وتنمية المجتمع بشرم الشيخ التى تصدت لمشروع ترميم الهضبة بقوة للحفاظ على البيئة، الأجهزة التنفيذية بمجلس مدينة شرم الشيخ فى بيان صادر عنهم أنهم ينتقمون من المجتمع المدنى والأهالى الذين تصدوا للمشروع الذى يهدد بانهيار الهضبة على رؤوسنا قائلا، "من الطبيعى أن يكون أهالى أى منطقة أحرص عليها من موظف يعمل فى منصب ما لعدة أعوام ثم ينتقل لمكان أو منصب جديد، ولكن المحافظة ومجلس مدينة شرم الشيخ لم يدعوا لعقد أى جلسات استماع لأهالى منطقة شارع البحر بالهضبة والقاطنين به منذ ما يقرب من ثلاثين عاماً، ضاربين بالدستور وقانون البيئة وتوجيهات رئيس الوزراء بمشاركة المجتمع المدنى عرض الحائط.

وفى السياق ذاته، قال جبر: أتبع المسئولين بمجلس مدينة شرم الشيخ أسلوب التنكيل والانتقام والعقاب للأهالى بعد أن أطلقت مؤسسة "سينا ريف" الممثلة عن أهالى شارع البحر صافرة الإنذار عن أسلوب هذا المشروع الذى كان سيدمر البيئة البحرية ويسارع من انهيار الهضبة ويمثل خطرا على حياتهم ومنازلهم وإهدارا للمال العام، وحرر مجلس مدينة شرم الشيخ محاضر كيدية ضد أهالى وملاك منطقة أرض المزاد، زاعمين بأن الحدائق أمام منازلهم متعدية على أملاك الدولة فى حين أن هذا غير صحيح، فالحدائق أقيمت طبقاً للاشتراطات التى حددها مجلس مدينة شرم الشيخ والموثقة بالمستندات لدى الأهالى مما يثبت كيدية المحافظة.

كان من الطبيعى أن يوكل الأهالى محامى عنهم لمقضاة مجلس المدينة لتعنته معهم على حد قول عباس البحراوى محامى الأهالى، مؤكدا أنه فى سنة 1987، باعت المحافظة لبعض الأهالى فى مزاد علنى قطع أرض فضاء بالصف الأول على البحر كمنطقة هادئة لن يكون بها أى نشاط تجارى، وكان التخطيط حينئذ يتضمن وجود حديقة بين كل مجموعة 6 فيلات مما غير بالتأكيد سعر الفيلات الملاصقة لتلك الحدائق، هذا بالإضافة للاشتراطات الموضوعة للمساحات الخضراء المحددة أمام كل فيلا.

وأضاف البحراوى فى سنة 2001 قامت المحافظة بمخالفة شروط التعاقد مرتين، مرة حين باعت الأراضى المخصصة كمساحات خضراء بين الفيلات كقطع أرض عادية لبعض رموز نظام مبارك وأفسدت بالمجاملات تخطيط المنطقة، والثانية حين خصصت المساحات أمام فيلات رموز نظام مبارك لتكون حدائق خاصة بهم، ورفضت معاملة الأهالى بالمثل ومن المعلوم أنه لم يصدر مجلس المدينة أية محاضر أو قرارات إزالة لحدائق فيلات رموز نظام مبارك.

وأكد الأهالى أن المحافظة تصر على مخالفة القانون مرة جديدة من خلال إقامة مشروعات تجارية أمام الأراضى التى بيعت تحت مسمى وبسعر "الصف الأول" على البحر فى مزادعلنى وتخالف التخطيط العام للمحافظة وقت بيع الأراضى والذى لم يتضمن أى مشروعات استثمارية.

وقال بعض أهالى شارع البحر والذين يمتلكون فيلات أسفل الهضبة ممن تم تحرير محاضر ضدهم وهم: محمود الجابرى ومحمود فتحى أن غض الطرف عن الأسباب الحقيقة لانهيار الهضبة وراء كل ما يحدث، وأكدوا أنه بعد أن فشلت الإدارة المحلية فى تحديد الأسباب الرئيسية للمشكلة ولجأت لحلول سريعة تستنفذ ميزانية المحافظة فى الهواء، فبالرغم من تفاقم تسريب المياه من شبكات الصرف الصحى المتهالكة (المنشأة فى عهد الاحتلال الإسرائيلى لسيناء)، لم تقم الإدارة المحلية بإصلاح هذه الشبكات حتى الآن.

وأعاد أحمد شريف وأحمد إسماعيل ثابت، أحد السكان أيضا أسفل الهضبة السبب لظهور مشكلة هضبة رأس أم السيد هو عدم إتباع شركة "ريدج وود"، المالكة لمحطة تحلية، الشروط الخاصة بصرف مخلفات التحلية (وهى عبارة عن مياه ذات درجات ملوحة عالية)، والتى تبلغ ٣٠ ألف متر مكعب من المياه يومياً وفق دراسات البيئة وهو ما يعنى نزيف داخلى فى قلب الهضبة منذ عشرات السنين، حيث كان من المفترض أن تقوم تلك الشركة بصرف مخلفاتها فى بئر يحفر على عمق ٧٠ مترا تحت مستوى سطح البحر ولكنها تقوم بالصرف على ارتفاع 20 متراً فوق مستوى سطح البحر.

ولكن المثير أن جهاز شئون البيئة أقام دعوى قضائية ضد هذه الشركة، صدر فيها الحكم النهائى بإلزام الشركة إعادة حفر البئر ليصل إلى العمق المشترط، إلا أن العاملين بالإدارة المحلية بمدينة شرم الشيخ عجزوا عن إلزام شركة تحلية المياه "ريدج وود" بتطبيق الشروط حتى بعد صدور حكم قضائى ضدها، ومازالت الشركة ترتكب نفس الجريمة دون رادع.

جدير بالذكر أنه بالتوازى مع كل ما يحدث قامت مؤسسة "سينا ريف" الممثلة عن الأهالى مع الاستشارى د/ممدوح حمزة استشارى الأهالى أيضا بالتوصل لحلول علمية ومبتكرة لهذه المشكلة تضع فى اعتبارها حساسية الموقع سياحياً وبيئياً وتأخذ بعين الاعتبار التركيبة الجيولوجية لهضبة أم السيد، والاستعاضة عن أعمال التكسير والهدم والحلق بأعمال سند وربط وحلول مبتكرة معمول بها عالمياً.

ويقوم مكتب د. ممدوح حمزة ومؤسسة سينا ريف بالاشتراك مع مجموعة من الفنانين والنحاتين المصريين، بالعمل على مقترح لتشكيل لوحة فنية تحول حواف هضبة رأس أم السيد المطلة على مناطق الغوص ومسار المراكب السياحية إلى مزار سياحى عالمى جديد بتشكيل تماثيل ضخمة باستعمال مواسير من الحديد توظف لسند الصخور المعلقة والمهددة بالانهيار، وتخلق لوحات فنية مبدعة تشغل السائح طوال رحلة المرور من وإلى مناطق الغوص بمحمية رأس محمد والهضبة، وهو فكر إبداعى تحتاجه البلد خصوصاً وأن تكاليف هذا الحل لن تتعدى ٣٠ مليون جنيه بدلاً من الميزانية المخصصة للمشروع التى وضعتها المحافظة وقدرت بـ ٨٠ مليون جنيه.


المهندس أحمد الشريف أحد أهالى شارع البحر بهضبة أم السيد
22222s5555s8d8

استشارى الأهالى الدكتور ممدوح حمزة أحد أهم المتخصصين فى مجال هندسة ميكانيكا التربة
22222s5555s8d8

المهندس هشام جبر رئيس مجلس أمناء جمعية سينا ريف لحماية البيئة وتنمية المجتمع
22222s5555s8d8

صورة للحفار أثناء عمليات الترميم التى أوقفها الأهالى
22222s5555s8d8

الأهالى تحت لافتة مشروع معالجة المخاطر بعد توقف العمل فيه
22222s5555s8d8

الأهالى ينتظرون قرار المحافظة بعد الوقف للعمل
22222s5555s8d8

سكان منطقة هضبة أم السيد يتصدون لأعمال الحفر التى تهدد بانهيارها
22222s5555s8d8

الاستشارى ممدوح حمزة يعاين الهضبة ويقترح حلول للترميم
22222s5555s8d8

حافة هضبة أم السيد بشرم الشيخ
22222s5555s8d8











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة