يعد داء الكلب من الأمراض التى يصاب بها بعض الأشخاص، نتيجة للتعرض لعضة من أحد الحيوانات المصابة بالفيروس المؤدى لداء الكلب، مما يكون له أثر ضار على صحة الإنسان.
حول هذا الأمر يشير الدكتور محمد عبد الرازق استشارى أمراض الباطنية والقلب، أن داء الكلب مرض فيروسى خطير ينتقل من لعاب الحيوان المصاب بالفيروس "الحيوان المسعور" إلى دم الإنسان نتيجة عض الحيوان للإنسان، وقد يكون الحيوان كلبا أو قطة أو ثعلبا أو ذئبا، كما يمكن أن ينقل المرض أيضا عن طريق الخفاش (الوطواط) وحيوانات أخرى تنقل الفيروس بعد العض إلى دم الإنسان المصاب، وبعد ذلك عن طريق الأعصاب الطرفية لينتقل للمخ والأغشية المحيطة فتسبب الأعراض العصبية، وتبلغ نسبة الإصابة بالمرض فى آسيا وإفريقيا حوالى 95% من حالات العالم، وتبلغ نسبة عضات الكلاب حوالى 97% من بين الحيوانات الأخرى.
ويستكمل د. محمد أنه من الممكن تمييز الحيوان المسعور بالأطوار الغريبة التى تظهر عليه مثل الانطواء والحزن وسهولة الإثارة والعجز عن الأكل والشرب، مع وجود رغوة على فم الحيوان، وبعدها تبدأ مرحلة الهياج العصبى وعض أى إنسان أو أى حيوان يقابله.
يتابع استشارى الأمراض الباطنية والقلب، أن الإنسان المصاب من عضة الحيوان يتألم وتختلف مدة ظهور الأعراض العصبية من إنسان لآخر حسب حجم العضة وكمية الفيروس المنتقل للمصاب، وينتقل بعد الأعصاب الطرفية فى مكان العضة إلى مخ الإنسان لتبدأ رحلة تحرك الفيروس عبر الأعصاب الطرفية إلى المخ، والتى قد تمتد من أيام إلى شهور، وذلك بالشعور بالضيق والصداع والحمى وألم بالبلع ورغوة كثيفة حول الفم، وعدم الإقبال على الطعام مع الخوف من شرب الماء والمعروفة بالهيدوفوبيا مع القلق وسهولة الإثارة والبكاء لأقل الأسباب، ثم الهياج والتعصب ثم التشنجات وربما الشلل والغيبوبة، لافتا أنه عند ظهور الأعراض يجب التحرك السريع لإنقاذ المصاب قبل ظهور الأعراض، حيث إن نسبة الشفاء تقل كثيراً عقب ظهور الأعراض العصبية، ويجب اتخاذ الإجراءات السريعة التالية عقب العض مباشرة.
يضيف الطبيب أنه يجب التوجه إلى أقرب مستشفى لأخذ العلاج اللازم من المصل الحديث الخاص بالمرض (الجلبيولين المناعى لداء الكلب) ثم تليه أربع جرعات من لقاح داء الكلب فى اليوم الأول والثالث والسابع والرابع عشر، وكذا يتم إعطاء المضادات الحيوية والغيار على الجرح والذى ننصح أن يكون غياراً مفتوحاً بدون غرز جراحية.
وللوقاية من هذا المرض الخطير يجب إبعاد الأطفال عن الكلاب الضالة والتى تظهر عليها الأعراض السابقة وتوعيتهم بمخاطر المرض، ويجب العلم أيضاً أن المرض قد ينتقل من لعاب الحيوان المسعور إلى جرح بالإنسان فيصيب الإنسان بالمرض دون عض.
ويؤكد أنه يجب تطعيم الكلاب المنزلية ضد المرض وتسجيل التطعيمات الدوريه بأقرب وحدة بيطرية، وإعطاء صاحب الكلب أو الحيوان الأليف رخصة بذلك وتقوم الوحدات البيطرية بحملات مكثفة للقضاء على الكلاب والحيوانات الضالة وإعدامها تقليلاً لانتشار المرض، والذى يمكن السيطرة علية باتخاذ تلك الإجراءات الوقائية والعلاجية.