يجتاح العالم حالياً حالة من الذعر والقلق جراء انتشار فيروس الإيبولا القاتل والذى تسبب حتى الآن فى وفاة 5000 شخص تقريباً، وخرج المرض عن نطاق السيطرة فى غرب أفريقيا على وجه التحديد، هذا بالإضافة إلى عدم وجود أمصال ضد الفيروس تم اختبار فاعليتها على الانسان، وهو ما يطرح سؤالاً عن أسباب تأخر الجهود البحثية فى هذا المجال فى السنوات الماضية.
ويسلط الدكتور أحمد سمير خير الله، المدرس بقسم الميكروبيولوجيا والمناعة بكلية الصيدلة - جامعة بنى سويف، الضوء على دراسة طبية نشرت فى مجلةNature medicine المرموقة فى عام 2005، تمكن خلالها باحثون من كندا والولايات المتحدة من التوصل إلى لقاح فعال بنسبة 100% فى حماية القرود ضد فيروس الإيبولا.
وبالرغم من الحماس الذى تولد لدى مسئولى الصحة فى الدول المختلفة والتوقعات المترتبة عليها بأن المصل سيكون جاهزاً للترخيص بحلول عام 2010 أو 2011 على أقصى تقدير، إلا أن الاختبارات على المرضى المصابين بالمرض لم تتم، وظلت نتائج تلك الدراسة حبيسة الأدراج.
ويؤكد خير الله أن السبب الرئيسى فى تأخر الأبحاث فى هذا المجال هو ندرة الإصابة بالإيبولا فى السنوات السابقة، وربما أيضا نتيجة عدم رغبة الكثير من شركات الأدوية فى إنفاق المبالغ الهائلة اللازمة لتطوير المصل، نظرا لأن معظم حالات الإصابة كانت فى البلدان الفقيرة التى ليس لديها القدرة الشرائية الجيدة.
وأضاف خير الله أنه من المعروف أن عملية تطوير مصل جديد وإجراء التجارب الإكلينيكية اللازمة للتأكد من فاعليته على البشر قبل تسجيله وتسويقه تحتاج إلى ميزانية ضخمة تتراوح مابين 1 إلى 1.5 مليار دولار، وهو ما يفسر عدم إقبال الشركات على تطوير وتصنيع مثل تلك الأدوية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة