«حققنا فى 15 سنة هى فترة حكم الملك محمد السادس ما يساوى تحقيقه فى 50 سنة مضت»، قال هذه العبارة الخبير السياحى «منير أكاجيا» مرافقنا فى قمة «ريادة الأعمال الخامسة»، التى عقدت فى مدينة مراكش من 20 إلى 22 الشهر الجارى، وحضرها نائب الرئيس الأمريكى «بايدن» ورئيسا غينيا والجابون.
كنت أسأله عن صناعة السياحة فى المغرب بعد ما شاهدته من أفواج سياحية هائلة فى مراكش، فتشعب الحديث إلى السياسة، والسياحة، والاقتصاد، والملك محمد السادس والحكومة وسياستها، مؤكدا أن السياحة هى نتاج المناخ السياسى والاستقرار، مشيرا إلى أن استمرار وجود الطبقة الوسطى التى تكونت منذ عهد الملك «الحسن الثانى» أدى إلى الاستقرار، وبقاؤها كان ضمانا لخطط الإصلاح السياسى، كما أنه لا توجد أى منازعات عرقية بالرغم من وجود الأعراق المختلفة، من أمازيغ إلى أندلسيين إلى عرب إلى صحراويين وأعراق أخرى، فالتزاوج موجود بين هؤلاء بلا أى حساسيات.
فى مسألة السياحة وصناعتها، قال إنه كان هناك مخطط لتنمية القطاع يبدأ من عام 2000 حتى يصل تدريجيا إلى جذب عشرة ملايين سائح فى عام 2010، وبالفعل وصل عدد السائحين إلى 9 ملايين، ومن عام 2011 وضع الملك محمد السادس رؤية شاملة حتى عام 2020، تستهدف أن تكون المغرب من ضمن أكبر عشرين دولة فى العالم فى صناعة السياحة، وأن تساهم بـ%20 من الدخل القومى المغربى، ويمضى الآن تنفيذ تلك الرؤية على قدم وساق، وتشمل تقسيم المغرب إلى ثمانية أقاليم سياحية، تتحرر من العوائق البيروقراطية أمام الاستثمار السياحى الأجنبى، حيث تطمح المملكة إلى جذبه بأقصى حد ممكن.
الجديد فى هذه المسألة، وهو ما يجب الالتفات إليه هنا فى مصر، أن رؤية تقسيم المغرب إلى أقاليم تضع فى اعتبارها كيفية تحويل السياحة إلى «تنمية مستدامة»، وليس تحقيق الربح للشركات العاملة فيها، وهو ما يطلق عليه «زواج السياحة بالتنمية والجهوية المتقدمة»، كما قال الملك محمد السادس، وتعنى عدم المركزية بمعنى أن يتم تشغيل أبناء الأقاليم فى الشركات السياحية الخاصة العاملة فى كل إقليم دون الاعتماد على الأقاليم الأخرى.
وتعنى أيضا فى التطبيق العملى كما يقول محدثى المغربى التركيز على «السياحة القروية»، فلا يعقل مثلا أن تكون مراكش المدينة تتمتع بكل ميزات الدخل السياحى فى معيشة أهلها، بينما توجد قرى حولها محرومة من هذا الأمر، وكل إقليم من الأقاليم الثمانية سيركز على السياحة فى القرى التابعة لها بالاستفادة من كل ما تحتويه هذه القرى من تراث وثقافة وطبيعة، والثقافة الحية «الشعب» كما يقولون فى المغرب.
نموذج «السياحة القروية» تتميز به دول مثل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وتركيا، وقامت المغرب بإرسال بعثات إلى هذه الدول لدراسته على الطبيعة ومعرفة كيفية نجاحها فيه، وحسب قول محدثى، قامت البعثات المغربية باستنساخ موديلات من هذه الدول ويجرى تنفيذها فى الأقاليم الثمانية، وفى إحدى قرى الأقاليم يتم إنشاء إدارة معنية بالشأن السياحى، وتتكفل وزارة السياحة بتعيين مدير لها ينسق مع الوزارة، بالإضافة إلى تشجيع إنشاء جمعيات فى القرى معنية بذلك تمول مجانا وتخضع للرقابة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة