من لم يحظ بنعمة زيارة دبى فقد فاته الكثير، ومن لم يتأمل شوارعها النظيفة وحدائقها الشاسعة وبناياتها الشاهقة ونظامها المرورى المنضبط الصارم فقد خسر متعة التعامل مع المدن الجميلة، ذلك أننى أظن أن هذه المدينة الفريدة ليس لها مثيل فى عالمنا المعاصر، يجوز أن يكون التاريخ قد شيد مدنا شبيهة فى الماضى البعيد مثل بغداد أيام العباسيين ودمشق فى زمن الفاطميين والقاهرة فى عصور متعددة.. أقول يجوز.. لكن تبقى لدبى سمة بالغة الندرة والإدهاش وهى القدرة العجيبة على امتصاص ثقافات الشعوب المختلفة وعاداتها بكل يسر ومحبة.
لك أن تعلم أن دبى تحتضن مئات الآلاف الذين يمثلون 200 جنسية مختلفة، وأنهم جاءوا إليها من الهند والسند وبلاد تركب الأفيال، كما أقبل على دبى أهل أوروبا وأمريكا وشرقى آسيا، أما العرب فتمثل دبى لهم الأمل والمنى والحلم الفاتن. الكل يقصد دبى ليرى المعجزة بنفسه، ويلمس قدرة الإنسان الجبارة على تيسير سبل الحياة الكريمة.
حسب علمى.. لم تخلق مدينة تمكنت من استيعاب هذا الكم الاستثنائى من التنوع الثقافى والمعرفى مثل دبى خاصة والإمارات عامة، وليس عندى ذرة شك واحدة فى أن أهل دبى يمتلكون فضيلة التعامل مع الآخر بحب وتسامح، أيا كان جنسه أو عقيدته أو لونه!
أبرز سمات هذه المدينة الفذة أنها تكافئ الموهوبين والجادين وتكرمهم وترعاهم، وفى الوقت نفسه لا تغفر للخطائين والكسالى والبلداء فتطردهم من نعيمها، لذا تعمل كل المؤسسات العامة والخاصة بكفاءة نادرة المثال، والهدف الأول والأسمى توفير أكبر قدر من الراحة للإنسان وإسعاده.
لا يغيب عن اللبيب أنه ما كان لدبى أن تصل إلى هذه المكانة السامقة عالميًا إلا إذا وهبها الله قائدًا ذكيًا طموحًا يحلم بأن يرى بلاده خير بلاد الدنيا، وهو ما كان.. فصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس الوزراء حاكم دبى يتمتع بأبرز خصال القادة العظام فى التاريخ، الخيال الجرىء والطموح المشروع، الأمر الذى جعله يشيد مدينة الأحلام الجميلة هذه. ليتك ترى دبى وتسعد.. لتتأكد مما أقول.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة