حسن نافعة: أخطاء الإخوان فى حكم مصر لا تعد ولا تحصى

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014 04:17 م
حسن نافعة: أخطاء الإخوان فى حكم مصر لا تعد ولا تحصى حسن نافعة
عمان (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الإخوان ارتكبوا خلال فترة حكمهم لمصر أخطاء لا تعد ولا تحصى، قائلا "لقد أتيحت لهم فرصة هائلة كى يصبحوا جزءا من نسيج المجتمع المصرى بل وتيارا قائدا له لو أنهم كانوا قد فهموا ما جرى فى الثورة أو تحالفوا مع القوى الثورية لكنهم للأسف الشديد لم يغتنموها".

وقال نافعة، على هامش مشاركته فى مؤتمر "الإسلاميون فى الحكم.. قراءات فى خمس تجارب" الذى اختتم أعماله أمس الاثنين فى عمان: "إن الإخوان فى مصر أصيبوا بالغرور بشكل واضح جدا وأصروا على أن يحكموا وحدهم ووفق مشروعهم الخاص كما اعتبروا أنفسهم الأنقى والأصح والذين يملكون ناصية الحقيقة؛ وهو ما أدخلهم فى متاهات".

وأشار إلى أن أكبر خطأين ارتكبتهما الجماعة يتمثلان فى إقدام الرئيس محمد مرسى على إصدار الإعلان الدستورى والذى جمع فيه بين كل السلطات وحجم قدرة السلطة القضائية على العمل وحصن جمعية تأسيسية لم تكن تحظى بتأييد شعبى حقيقى، قائلا "إن هذا التحصين كشف عن نية حقيقية لدى الإخوان تتمثل فى فرض دستور إخوانى أو يعبر عن تيار الإسلام السياسى وليس دستورا توافقيا ولذلك خرجت جموع المصريين بشكل تلقائى عقب صدور الإعلان الدستورى وتشكلت جبهة الإنقاذ".

وقال "إن الخطأ القاتل والأكبر هو حضور مرسى لمؤتمر نصرة سوريا الذى انطلقت فيه دعوات جهادية وطائفية وبدت مصر وكأنها قد خطفت لصالح التيارات الأكثر تطرفا فى فصائل الإسلام السياسى وأن يعلن خلاله قطع العلاقات الدبلوماسية دون التشاور مع وزير الخارجية المصرى وأن يطلق العنان لخطاب طائفى تحريضى ضد الشيعة".. لافتا إلى أن هذه المشاركة أعطت انطباعا بأن الجماعة قررت التحالف مع الفصائل الأكثر تطرفا وترك كل قوى الثورة التى أوصلتها إلى الحكم.

وحول الانتخابات البرلمانية القادمة.. قال نافعة "إن الانتخابات وتشكيلة البرلمان القادم ستكون كاشفة بالضبط لما يجرى على أرض الواقع المصرى، وما إذا كنا سندخل مرحلة جديدة من مراحل الاستقطاب والصراع غير القابل للحل أما أننا سندخل فى بداية عملية سياسية تسمح بلم الشمل والبحث عن صيغة تمكن الجميع من الانخراط فى ممارسة النشاط السياسى بمصر".

وشدد على أن مصر فى أمس الحاجة للم الشمل، لأنها لا تستطيع أن تعمل بنصف أو ربع المجتمع ولكن المطلوب هو أن تعمل بكل طاقتها لأن التحديات كبيرة ومهمة.. معربا عن تمنياته فى أن تتيح الانتخابات البرلمانية القادمة فرصة لرؤية سياسية تسمح بمشاركة أكبر عدد ممكن من القوى السياسية وأن يعبأ المجتمع كله لمحاربة من يحمل السلاح فقط أما من لديه رؤية مخالفة ولا يحرض على الفتنة الطائفية فيجب أن يشارك بشكل نشط وأن تعطى له الفرصة كاملة لكى يلعب دوره كاملا.

وقال "فى تقديرى الشخصى إن أعداء الوطن هم فقط من يجرؤ على حمل السلاح فى مواجهة الدولة، ومن يثير الفتنة الطائفية، ويقوض الوحدة الوطنية المصرية، ومن يمارس هذا أيا كان موقعه يجب أن يتنحى ويجب على الدولة أن تسن التشريعات التى تحرمه من ممارسة النشاط أما فيما عدا ذلك فيجب أن يكن لديها من سعة الصدر ومن الآليات ما يسمح للجميع بالمشاركة فى صنع مستقبل الوطن".

وأضاف نافعة "إن مرسى لم يدرك أنه نجح بأصوات ليست أصوات تيار الإسلام السياسى، وأنه كان يتعين عليه أن يصبح رئيسا لكل المصريين، ولكن يبدو أن دور مكتب الإرشاد كان أقوى بكثير من دوره".. لافتا إلى أن مجموعة صغيرة وهى الأكثر تطرفا والتى تعرف باسم المجموعة القطبية هى التى سيطرت على مكتب الإرشاد.

وتابع "أظن أن هذه المجموعة القطبية هى التى أصرت على الترشح لرئاسة الجمهورية فى الوقت الذى كانت الحكمة تقتضى من الإخوان الاكتفاء بالتواجد داخل السلطة التشريعية وأن تبعد قليلا عن سلطة الرئاسة وألا تقدم مرشحا على الإطلاق، وأنها لو كانت قد فعلت ذلك لأصبحت جزءا رئيسيا ومهما ومساندا للتحول الديمقراطى فى مصر".

وأشار إلى أن الجماعة تسببت فى إعاقة التحول الديمقراطى فى مصر ولو أخفقت التجربة الديمقراطية فسيكونون هم السبب الأساسى فى إخفاقها.. قائلا "أظن أنه آن الآوان لكى تقوم الجماعة بمراجعة حقيقية لكننى أعتقد أن شروط القيام بهذه المراجعة ليست متوافرة على أرض الواقع".

وقال "إنه يتعين على شباب الإخوان أن يقوم بدور فى الدفع باتجاه تقييم ما حدث والاعتذار عن الأخطاء إذا كان هناك ما يوجب الاعتذار".. مشددا فى الوقت ذاته على ضرورة تصحيح سياسة الإخوان إذا كانوا يريدون أن يلعبوا دورا فى المستقبل وإلا سينتهى دورهم تماما.

وأعرب نافعة عن خشيته فى أن يصبح الوضع السياسى غير قابل لمشاركة فعالة وحقيقية لدرجة تدفع بشباب الإخوان الذين لا يتبنون أفكارا متطرفة ولا يحملون السلاح أبدا أن يتحولوا إلى إرهابيين حقيقيين وأن ينخرطوا فى التنظيمات الأكثر تطرفا مثل (داعش والنصرة) وغيرهما "وهذا سيكون بداية لخراب الوطن وأتمنى ألا يحدث ذلك".

وحول تجربة الإسلاميين فى تونس والمغرب.. رأى نافعة أن التجربة التونسية فى الحكم هى الأفضل نسبيا مقارنة بكل التجارب التى انطلقت فيها ما يسمى بثورات الربيع العربى، قائلا "أظن أن الأخطاء التى وقع فيها الإخوان فى مصر وما أدت إليه من ثورة عليهم وإزاحتهم عن السلطة ساعد حركة النهضة فى تونس على أن تتلافى أخطاء مماثلة كان يمكن أن تقع فيها كما أن حالة الاحتقان والاستقطاب السياسى قد انتهت والكل يؤمن بضرورة تداول السلطة من خلال الانتحابات".. منوها بأن تونس تعطى نموذجا للحل الديمقراطى فى العالم العربى.

وفيما يتعلق بالتجربة المغربية.. أجاب نافعة بأنها تلى التجربة التونسية من حيث قدرتها على السير قدما نحو التحول الديمقراطى دون الحاجة إلى ثورة أو هزات عنيفة ، منوها بأن الإصلاحات التى شهدتها المغرب تنم عن ذكاء العاهل المغربى الملك محمد السادس وصحة رؤيته فى ضرورة المسارعة بها للتخفيف من حدة الاحتقان وفتح الباب أمام التحول الديمقراطى.

وأعرب عن اعتقاده بأن الطرح الإسلامى داخل المغرب هو طرح معتدل يمكن أن يساعد على تسديد دعائم الديمقراطية ومحاصرة التطرف لكن لا يزال العاهل المغربى يمتلك سلطات واسعة جدا، كما أن المغرب لم تتحول بعد إلى ملكية دستورية وبالتالى فإن الطريق أمام نظام ديمقراطى كامل فيها لا يزال طويلا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة