عام "الغربلة والفرز السياسى".. سقوط أحزاب وشخصيات ورموز وحركات فى "سابع أرض".. وبزوغ نجم تحالفات جديدة.. انتهاء حكم الإخوان واختفاء الإنقاذ وتشقق "تمرد".. والشباب حائر والنور السلفى "فاز بالغنيمة"

الأربعاء، 31 ديسمبر 2014 04:55 ص
عام "الغربلة والفرز السياسى".. سقوط أحزاب وشخصيات ورموز وحركات فى "سابع أرض".. وبزوغ نجم تحالفات جديدة.. انتهاء حكم الإخوان واختفاء الإنقاذ وتشقق "تمرد".. والشباب حائر والنور السلفى "فاز بالغنيمة" جبهة الإنقاذ - أرشيفية
كتب مصطفى عبد التواب - أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السياسة كأى مسابقة تجمع عددًا من الفرق يتفقون جميعاً على الوصول لهدف واحد "والشاطر من يصل"، على مدار عام 2014 شهدت الساحة السياسية خاسرين ورابحين وحائرين من الأحزاب والتيارات السياسية، الأمر الذى وصل إلى اختفاء كيانات بكاملها وظهور كيانات أخرى جديدة وميلاد لكيانات ثالثة.

*التيار المدنى

فى نهايات 2013، كانت الساحة السياسية تعرف كياناً سياسياً يسمى بجبهة الإنقاذ الوطنى، لكن هذا الكيان الذى حارب جماعة الإخوان اختفى مع اختفاء الجماعة، وولد من رحمه عددا من الكيانات الأخرى فى مقدمتها تحالف الوفد المصرى، والتيار الديمقراطى، وبعض الأحزاب التى انضمت لحزب الفريق شفيق لتكوين الجبهة المصرية.

الوفد المصرى.. قبلة الباحثين عن قائمة موحدة

فى 21 يونيو 2014، وافقت الهيئة العليا لحزب الوفد عن تدشين تحالف الوفد المصرى وتفويض الدكتور السيد البدوى بالحوار باسم الحزب، وتبع هذا القرار انضمام حزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى بقيادة الدكتور محمد أبو الغار، ثم حزب المحافظين بقيادة المهندس أكمل قرطام ومن بعده حزب الإصلاح والتنمية برئاسة محمد أنور السادات، وحزب الإصلاح والنهضة برئاسة هشام عبد العزيز، ومع موجات تقلب التحالفات الانتخابية التى لحقت بالمشهد السياسى على مدار النصف الأخير من العام ظل "تحالف الوفد المصرى" متماسكا بأحزابه الحالية، لكنه لم ينجح فى ضم أحزاب أخرى حتى الوقت الحالى، بعدما فشلت مشاوراته مع تحالف التيار الديمقراطى، وكذلك فشل التشاور قائمة الدكتور عبد الجليل مصطفى.

التيار الديمقراطى.. الحائر بين الثورة والسياسية

لم ينته تحالف أحزاب الكرامة، والتيار الشعبى، والدستور، ومصر الحرية، والتحالف الشعبى، والعدل، عند دعم حمدين صباحى فى الانتخابات الرئاسية السابقة، بل امتد بعد الهزيمة التى تلقاها صباحى فى الانتخابات البرلمانية معلنين أنهم تحالف سياسى يسعى للدفاع عن أهداف الثورة، وانتخابى يسعى لتوحيد القوى المدنية فى الانتخابات البرلمانى.

وبعد محاولات انتهت جميعها بالفشل لم ينجح التيار الديمقراطى فى توحيد القوى المدنية بعد مشاوراته مع الوفد المصرى وكذلك المصريين الأحرار، وعلى المستوى السياسى أضعفت حيرة التحالف بين الثورة والسياسية والانتخابات دور التحالف بشكل لم يرض عنه حتى شباب أحزاب التيار الديمقراطى الذين طالبوا قيادتهم فى وقت سابق بالانسحاب من الانتخابات البرلمانية نهائيا والتفرغ لحماية أهداف الثورة، فيما استقر به الحال بشكل لم يتم حسمه حتى الآن، بالانضمام إلى قائمة الدكتور عبد الجليل مصطفى، لتشكيل قائمة وطنية واحدة فيما بينهما تحت شعار "صحوة مصر".


الجبهة المصرية.. الجنزروى تسبب فى تمزيق أوصالها

اتفقت أحزاب الحركة الوطنية، والمؤتمر، ومصر بلدى، والتجمع، والغد، والجيل الديمقراطى، ومصر الحديثة، والاتحاد العام لنقابات عمل مصر، وحزب الشعب الجمهورى، ونقابة الفلاحين، واتحاد النقابات المهنية على تدشين تحالف سياسيا انتخابيا فى 17 أغسطس 2014 تحت اسم "الجبهة المصرية"، ولم يدوم الأمر ثلاثة أشهر تسبب الخلاف على النسب والتنافس على الالتحاق بقائمة الجنزورى، فى شق صف الجبهة واتجهت أحزاب المؤتمر والتجمع والغد إلى قبلة الوفد المصرى فى سلسلة من المفاوضات لم تنته لشىء حتى اللحظات الراهنه، فيما انتهى الأمر داخل الائتلاف بالانضمام إلى قائمة الدكتور الجنزورى، والتقدم له بأسماء مرشحيهم، غاضين النظر عن تفكك تحالفهم مع الأحزاب الثلاثة.

"المصريين الأحرار" يتعرض لأزمات استقالة رئيسه

تعرض حزب المصريين الأحرار لعدة أزمات فى العام الجارى أولها استقالة رئيسه الأول الدكتور أحمد سعيد، لكن الحزب قرر التماسك والاستمرار فى الاستعداد للانتخابات البرلمانية من خلال موقف الحزب من خوض الانتخابات على مقاعد الفردى، والتغاضى عن أى مشاورات أو استعدادات لخوض الانتخابات على القوائم، وبالرغم من فشل كل المحاولات لضم الحزب الى قائمة أحد التحالفات الانتخابية بسبب تمسك قياداته بالاكتفاء بالمنافسة على الفردى فقط، لعدم اتفاقهم مع قيادات التحالفات المطروحة على الساحة، وجد حزب المصريين الأحرار، ضالته أخيراً فى قائمة الدكتور كمال الجنزروى، ليخوض الانتخابات من خلالها الى جانب تغريده منفرداً فى المنافسة على مقاعد الفردى.

وثانى أزمات الحزب إصدار محكمة دسوق الجزئية بكفر الشيخ، حكماً قضائياً بالجلسة رقم 83 لسنة 2014 مستعجل، بإيقاف الجمعية العمومية للحزب، التى كان مقررا لها الانعقاد يوم الخميس 11 ديسمبر، وشمل الحكم بطلان انعقاد الجمعية وما يترتب عليه من قرارات لمخالفة لائحة الحزب، وما جاء فى نص المادة 16 لقانون الأحزاب السياسية، وهو الأمر الذى اربك حسابات الحزب، ودفعه لتأجيل انعقاد الجمعية العمومية، وأعقبها بإقرار لائحة جديدة للحزب.

*الشباب

لم يتغير حال الحركات الشبابية كثيرا عن الأعوام السابقة، وظلت الحيرة والفرقة هى عنوان التكتلات الشبابية على مدار عام 2014، بدايتها كانت أمام أول استحقاق من خارطة الطريق ممثل فى الاستفتاء على الدستور الذى تفرق الشباب حوله بين مطالب بالتصويت بـ"لا" ومطالب بالتصويت بـ"نعم"، الخلاف نفسه امتد للاستحقاق الثانى، حيث تفرق الشباب إلى ثلاثة جبهات أمام انتخابات الرئاسية تمثلت الجبهة الأولى فى داعمى المشير السيسى الرئيس الحالى، والثانية فى دعم المرشح المنافس حمدين صباحى، والثالثة تمثلت فى مقاطعة الانتخابات الرئاسية.

"طريق الثورة".. خسرت الشباب فى معارك قانون التظاهر

ولدت هذه الجبهة فى نهايات 2013 واستمرت على مدار 2014، خسرت الجبهة التى تضم حركات كـ"6 أبريل والاشتراكين الثورين وشباب من أجل العدالة والحرية" عددا من شبابها من خلال معاركها المستمرة ضد قانون التظاهر، الذين طالتهم أحكام قضائية بالسجن لمدد وصلت لـ15 عاما فى قضية "مجلس الشورى"، وقررت الجبهة على ثر هذه الخسائر الاستمرار فى معسكر معارضى السلطة بداية من الدستور حتى الوقت الراهن.

تمرد.. الانتخابات الرئاسة قسمت الصفوف

شهدت حركة "تمرد" سلسلة من الانقسامات على مدار عام 2014 بدأت من معركة الانتخابات الرئاسية بعد انقسام مؤسسيها حول دعم أى من المرشحين المشير السيسى وحمدين صباحى، واستمرت الانقسامات مستمرة بين مؤسسى الحركة حتى انتهت بذهاب كل منهم إلى القبلة التى يرضاها.

*التيار الإسلامى

وخرج من قوى الإسلام السياسى فريقان منهم من فاز بالبقاء فى الحياة السياسية، وآخرون خرجوا تماماً وأقصوا أنفسهم عن المشهد، وإن كان عدد ممن تكبدوا الخسارة أكثر ممن حققوا مكاسب سياسية، والذين يمكن إحصاؤهم بسهولة، كانت جماعة الإخوان المسلمين الخاسر الأكبر ليس على نطاق القوى الإسلامية فقط، بل أيضا على مستوى جميع القوى والأحزاب السياسية فى مصر.

الإخوان.. خسارة التنظيم والأعضاء والقيادات

دخلت جماعة الإخوان عام 2014 وهى تسعى إلى عرقلة أول استحقاق انتخابى فى خارطة الطريق، وأعلنت فى مؤتمر صحفى عقده تحالفها مقاطعتها للاستفتاء، إلا أن هذا العام شهد العديد من المتغيرات التى صفعت الجماعة وقياداتها، بدأت باعتبار المملكة العربية السعودية الإخوان جماعة إرهابية، ورفض الجنائية الدولية دعواها القضائية، وفتح بريطانيا تحقيقا فى نشاطها، إلى جانب طرد قطر عدد من قياداتها، وانسحاب عدد كبير من حلفائها عن التحالف، فكل هذه المتغيرات والأحداث أثرت كثيرا على الجماعة وجعلها الخاسر الأكبر فى قوى الإسلام السياسى فى مصر، وظهر ذلك جليا فى ضعف المظاهرات التى يدعو لها تحالف دعم الإخوان خلال الفترة الأخيرة.

حلفاء الإخوان وخسارة المشاركة فى الحياة السياسية

يعد حلفاء الإخوان الخاسر الثانى بعد الجماعة مباشرة، ويضم حلفاء الإخوان كل من أحزاب الوسط والوطن والجبهة السلفية، وحزب الاستقلال، والأصالة، والفضيلة، والراية، والحزب الإسلامى، والبناء والتنمية، فجميعهم خرجوا من هذا العام بدون مكاسب بل خسروا الكثير من أعضائهم الذين استقالوا بسبب استمرار تلك الأحزاب فى التحالف الذى تتزعمه الجماعة، كما أن هذه الأحزاب غير قادرة على المشاركة فى البرلمان المقبل، إما بسبب صدور أحاكم ضد بعضهم مثل حزب الاستقلال، أو لأن أغلب قياداتهم فى السجون مثل أحزاب الاستقلال الوسط والبناء والتنمية، أو لهروب عدد كبير من قياداتهم مثل حزب الأصالة والفضيلة.

النور والدعوة السلفية الفائز الوحيد بين قوى الإسلام السياسى

يعد حزب النور والدعوة السلفية هما الطرفان الوحيدان اللذان استطاعا أن يخرجا من هذا العام ببعض من المكاسب أهمها أنهما يعدان الوحيدان المشاركين فى الحياة السياسية، وينفذون استعدادات على الأرض من أجل الاستعداد للانتخابات البرلمانية، كما يشارك قيادات حزب النور العديد من المؤتمرات التى تضم عددا من القوى السياسية لمناقشة القوانين المتعلقة بالانتخابات البرلمانية.

مصر القوية الحزب الحائر

مازال حزب مصر القوية الذى يترأسه الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح الرئاسى السابق، حائرا ما بين المشاركة فى الانتخابات البرلمانية من عدمه، كما يعانى الحزب من أزمة عدم قدرته على إقامة المؤتمر العام لانتخاب رئيس جديد للحزب، بعد رفض العديد من الأماكن عقد المؤتمر بها، ما وضع الحزب فى ورطة جديدة، كما لم يحدد الحزب حتى الآن موقفه من التحالفات الانتخابية ، وكذلك أساليب استعداداته للبرلمان.












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة