بالرغم من أن الأنسولين هو الركيزة الأساسية لعلاج السكر، إلا أنه ينتاب البعض تخوفات كبيرة بمجرد ذكر اسمه، ولكن لا أحد يعلم ما هو الأنسولين ولماذا يخشاه بعض الأشخاص، وهذا ما يوضحه الدكتور هانى نعيم استشارى السكر والغدد الصماء، قائلا إن هرمون الأنسولين هو هرمون طبيعى يفرزه البنكرياس، ومرض السكر يكون نتيجة لنقص هذا الهرمون وعلاج السكر يكون إما بتعويض الهرمون من الخارج أو الضغط على البنكرياس لإفراز المزيد، أو استخدام علاجات تقلل من مقاومة الجسم للأنسولين، فتجعل الجسم أكثر ترشيدا للنسبة المنخفضة التى يفرزها وبالتالى يتلاءم معها.
والجدير بالذكر أن الأنسولين هو أكثر علاج فعال لمرض السكر، حيث لا يتفاعل مع أى أدوية أخرى وليس له جرعة قصوى، إلا تلك التى تسبب هبوطا للمريض، وبما أن هرمون الأنسولين هو بروتين لذلك لا نستطيع تناوله بالفم حتى لا يهضم كالعناصر البروتينية التقليدية، وبالتالى لا يستفيد منه الجسم.
ويضيف د.هانى أنه توجد أسباب كثيرة لخوف بعض الأشخاص من الأنسولين، أولها أنه يوجد اعتقاد خاطئ يربط ما بين مضاعفات السكر والأنسولين، ولكن إذا نظرنا لمضاعفات السكر سواء كانت على العين أو الكلى أو القلب أو القدم السكرى نجد أنها مضاعفات السكر، وليس استخدام الأنسولين، بل أنه فى حالة الاستخدام المبكر للأنسولين وضبط السكر من الممكن تجنب هذه المضاعفات.
أما بالنسبة للسبب الثانى هو أكذوبة أن الأنسولين يسبب الإدمان وهذه الأكذوبة لا أساس لها من الصحة، فالمرأة عندما تحمل تستخدم الأنسولين ثم ترجع إلى الأقراص بعد الولادة، وكذلك المرضى الذين يستخدمون الأقراص يتم تحويلهم إلى الأنسولين فى حالة إجراء أى جراحة لا علاقة لها بالسكر، أو إصابتهم بأى عدوى مثل الالتهاب الرئوى ثم يرجعون ثانية لاستخدام دواءهم السابق.
ومن هنا يوجه الطبيب النظر إلى المريض لمعرفة الفارق بين الاحتياج والإدمان، فالإنسان يأكل كل يوم لسد احتياجة للطعام والشراب، كذلك يتناول المريض الأنسولين لتعويض نقص إفرازه فى الجسم.
السبب الثالث هو الخوف من الإبرة ولكن هذه المشكلة من المفترض أنها قد انتهت مع ظهور أقلام الأنسولين، لأن سن القلم يكاد يكون مرئيا ولا يؤلم، بالإضافة إلى السبب الرابع هو الخوف من هبوط السكر، وهنا للمريض الحق فى الخوف فإنها قطعا تجربة مزعجة، ولكن احتماليات حدوثها ضئيلة للغاية خاصة مع الأنواع الحديثة من الأنسولين، فالطبيب يبدأ بجرعة صغيرة ويرتفع بها تدريجيا مما يقلل من احتماليه حدوث الهبوط.
أما بالنسبة للسبب الخامس هو زيادة الوزن فعندما يكون السكر مرتفعا يفقد المريض وزنه، وعندما يبدأ فى أخذ الأنسولين يبدأ وزنه فى الزيادة، ولكن تكون الزيادة محدودة إذا أنتظم المريض فى طعامه ومع الأنواع الحديثة من الأنسولين لا تحدث هذه الزيادة، مشيرا إلى أن السبب السادس هو رفض المريض لواقع المرض ومحاولة التمرد على الواقع، وهنا يبرر زيادة سكره إلى الكثير من الظروف الوضعية، ومنها الانفعال العصبى وعدم الالتزام بالطعام، ويكرر المريض الكثير من الوعود بأنه سينتظم ولا يحدث هذا، وهنا يقوم الطبيب بإبلاغ المريض بأن سكره مرتفع أى كان السبب، وفى النهاية هو مرتفع وسيقوم بإيذائه، وكل هذه الحجج لن تصل به إلى شىء، ويجب البدء بالعلاج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة