سعيد الشحات

ما حدث فى الإسكندرية وبلطجية الانتخابات

الإثنين، 31 مارس 2014 06:47 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كتبت قبل أيام عن أن عوامل كثيرة تدفعنى إلى الحنين لأجواء الانتخابات الرئاسية الماضية، بالرغم من أن نهايتها البائسة بفوز محمد مرسى برئاسة الجمهورية، وقلت إن عوامل عديدة تدفعنى إلى الاعتقاد بأنها أفضل من أجواء الانتخابات الحالية، وتحدثت عن محاولات وسائل الإعلام وقتها أن تكون حيادية، ونجحت فى ذلك إلى حد كبير.

احتوت الدعاية فى الانتخابات الماضية، على قدر كبير من النزاهة والحرية والمسؤولية، وكان هناك حرص من الحملات الانتخابية على أن لا يلتصق بها أى شوائب أخلاقية، حرصا منها على أن لا تخسر أصوات الناخبين، وأذكر فى ذلك أن حملات المرشحين فى دائرتى «مركز طوخ، محافظة القليوبية» على سبيل المثال، كانت تعمل على قدم وساق، دون أى تناحرات فيما بينها، وكان هناك سرعة فى التواصل من أجل احتواء أى خلافات أو خروج عن السلوك الصحيح.

لم نر فى الانتخابات الماضية صوت لـ«البلطجية» ولا ظهور لهم، بارت بضاعتهم بعد أن كانت الكلمة العليا لهم فى الانتخابات أثناء زمن مبارك، والمعروف أن مرشحى الحزب الوطنى كانوا يستأجرونهم لترهيب الناخبين، ومنعهم من الوصول إلى لجان التصويت، والقيام بتسويد البطاقات الانتخابية.

اختفى فى الانتخابات الماضية تجار الانتخابات، وهؤلاء معروفون بالاسم فى كل قرية وكل مدينة وكل شارع، وهؤلاء التجار كانوا يتقاضون الأموال من المرشح على كل «رأس».
كانت البلطجة، وكان نفوذ المال، من معالم زمن مبارك فى الانتخابات، وأدى ذلك إلى أن يكون حكم مبارك استبداديا بامتياز، ولما قامت ثورة 25 يناير، اختفت هذه الظواهر إلى حد كبير، وجرت انتخابات مجلس الشعب، وانتخابات الرئاسة دون بلطجة، غير أن صناعها ومحترفيها، ظلوا تحت السطح، ينتظرون اللحظة التى يخرجون فيها من القمقم، ينتظرون من يستدعيهم لمواصلة نفس المهام القذرة التى كانوا يقومون بها من قبل، بما يعنى العودة إلى الوراء.
أقول ذلك بمناسبة ما حدث من اعتداءات أول من أمس فى الإسكندرية على سلسلة القوافل البشرية التى نظمتها حملة حمدين صباحى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، وفى تفاصيل ما حدث أن «السلسلة البشرية» لحملة حمدين كانت تقف حاملة صور مرشحها، وفى المقابل كان يقف آخرون يحملون صور عبدالفتاح السيسى، وتطورت الأمور حتى بدأ حاملو صور «السيسى» الاعتداء على «أنصار حمدين» بالحجارة، وبدأت مطاردات فى الشوارع، لنكون بذلك أمام بشير سوء، وجرس إنذار لما يمكن أن يحدث فى الأيام المقبلة، وفى ظنى أن حلف المنتفعين والانتهازيين والفاسدين هم الذين يقدمون على مثل هذه التصرفات غير المسؤولة.

إذا مرت المسألة على هذا النحو، ولم يتم اتخاذ موقف حاسم نحوها فلن نكون أمام انتخابات نزيهة، ولن نكون أمام انتخابات تتم فيها الدعاية بكل حرية ومسؤولية ونزاهة وأخلاق، سنكون أمام نفس الأحوال التى كانت تحدث فى كل انتخابات وقت زمن مبارك، سنكون أمام حالة من استعراض العضلات، سنكون أمام ترويع وتهديد للناخبين، سنكون أمام خسارة فادحة لنضال المصريين من أجل العيش والحرية والكرامة.

لا بد من مواجهة حاسمة وإدانة قاطعة لما حدث فى الإسكندرية، فنحن أمام مرشحين محترمين، وعملية انتخابية هناك من يتربص بها لضرب مصر.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة