الشاعرة الأمريكية مايا أنجلو المناضلة ضد العنصرية تلحق بـ"مانديلا" ولوثر كينج

الجمعة، 30 مايو 2014 10:07 م
الشاعرة الأمريكية مايا أنجلو المناضلة ضد العنصرية تلحق بـ"مانديلا" ولوثر كينج مايا ونيلسون مانديلا
كتبت إيمان عادل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى قصيدتها "اعطونى كوب ماء بارد قبل أن أموت" اختزلت الشاعرة الأمريكية الراحلة مايا أنجلو، آمالها فى أن تجد الإنسانية خالية من العنف والتمييز العنصرى والقتل ونبذ الآخر وهى القضية التى أفنت فيها سنوات شبابها وشيخوختها.

رحلت مايا أنجلو عن عالمنا يوم الأربعاء الماضى، كى تلحق برفاقها المناضلين عن مثل قضيتها مارتن لوثر كينج ونيلسون مانديلا، وقد قضت مارجريت جونسون الشهيرة بـ"مايا أنجلو" أكثر من خمسين عامًا فى مناهضة العنصرية والتميز ضد أصحاب البشرة السمراء فى أوروبا، حتى انضمت جماهيريا إلى ثنائى النضال من أجل السود فى العالم وهما مارتن لوثر كينج ونيلسون مانديلا.

وفى ظل العمل الجاد على القضية بالكتابة للمسرح والسينما والأغانى والشعر لم تكن مايا أنجلو منفصلة عن أقرانها المخلصين لنفس قضيتها "كينج" و"مانديلا"، فقد نشرت أول قصيدة لها "ومع ذلك أنهض" بعد خطاب مارتن لوثر كينج الذى تسبب فى اغتياله، وقصيدة "ومع ذلك أنهض" من قصائدها الشهيرة المعبرة عن تجاوز الضعيف لضعفه، والتغلب على المجابهات لينهض من جديد ويتخطى الصعاب، وهى تعبر فيها عن حلم التحرر من العبودية والإذلال.

وفى رحيل نيسلون مانديلا كانت بقضيتها فى الصفوف الأولى لتشييعه وأهدته قصيدة اشتهرت بعد رحيله وعنوانها His day is done، وتعتبر "مايا" أيضا واحدة من أبرز وجوه حركة الحقوق المدنية المناداة بالمساواة للسود فى الولايات المتحدة، خاصة وأنها ولدت فى عشرينيات القرن العشرين فى الجنوب الأميركى وعانت بشكل شخصى من التمييز العنصرى، حتى أصبحت أعمالها تدرس فى جامعة جورج واشنطن للحديث عن الأعراق ونبذ العنصرية.

وفى رحيلها ننشر قصيدتها التى أهدتها لــ"نيلسون مانديلا" فى رحيله وصورًا جمعت بينهما مع مارتن لوثر كينج.



كما ننشر قصيدتين من أشهر قصائدها ذائعة الصيت والمعبرة عن قضيتها فى نبذ العنصرية، "مع ذلك أنهض"، "أعرف لماذا يغنى الطائر المحبوس".

ومع ذلك أنهض:

لكَ أن تكتبنى فى مدوَّنة التاريخ
بمريرِ أكاذيبكَ المحرَّفة
لكَ أن تدوسَنى تماماً فى الوحْل
ولكن مع ذلك، كالغبار سوفَ أنهض.
*****
هل تزعجكَ أناقتي؟
لماذا تكتنفكَ الكآبة؟
لأننى أختالُ وكأن لدى آبارَ نفطٍ
تضخُّ فى مسكنى.
*********
كما الأقمارُ وكما الشموسُ،
بيقينِ المدِّ والفصول،
وكما الآمالِ تنطلق عالياً
سوف أنهض
********
هل أردتَ أن ترانى ذليلةً..؟
مطأطأةَ الرأسِ خافضةَ العينين
بأكتافٍ تنحدرُ كقطراتِ الدموع.
موهنةً بتوسلاتى المستعطِفة…؟
*****
هل يغيظك كبريائى..؟
هوِّن عليك لا تُمعِنْ فى الغيظ
لأنى أضحك كما لو أن لدى مناجمَ ذهبٍ
نُقبت فى فناءِ منزلي
**********
لكَ أن ترمينى بسهامِ كلماتِك
لكَ أن تطعننى بنظراتِ عينيك
لكَ أن تقتلنى بكراهيتِك
ولكن مع ذلك، كما الهواءُ ،
سوف أنهض
******
هل تزعجكَ جاذبيتى؟
أتعجبُ
أننى أرقصُ كما لو كان لدى ماسٌ….
******
من أكواخِ عارِ التاريخ
أنا أنهض
من ماضٍ تأصّلَ فى الألم
أنا أنهض
أنا بحرٌ أسودُ، متوثبٌ وعريضٌ
أتدفقُ وأعلو وأشقُ طريقى فى التيار.
تاركةً ورائى ليالى الرعبِ والخوف
أنا أنهض
إلى فجرٍ جلى رائع الإشراق
أنا أنهض
*********
حاملةً معى الهدايا التى جادَ بها أجدادي،
أنا الحلمُ والأملُ للرقيقِ المملوك
أنا أنهض
أنا أنهض
أنا أنهض
***********


قصيدة "عرفت لماذا يغنى الطائر المحبوس" والتى نقلها للغة العربية عادل صالح

الطير الحر
على ظهر الريح ينط
ويعوم على سطح النهر
حتى ينتهى التيار
ويغمس جنحيه
فى ضوء الشمس الذهبي
معلنا السماء سماءه.
.....
ولكن الطير القابع
فى قفص ضيق
لا يقدر أن ينظر
من قضبان غضبه
فقد قص جناحاه
وربطت قدماه
فيصدح بالتغريد.
......
الطير المحبوس يغرد
فى رعشة خوف
من أشياء لا يعرفها
لكن ما زال يتوق إليها
فيُسمع لحنُه
من أقصى التل
لأن الطير المحبوس
يغنى للحرية.
.....
الطير الحر يفكر بنسيم آخر
وبريح الغرب تهب على الأشجار المتنهدة عليلة
تنتظره سمان الديدان على المرج المشرق كالفجر
ويسمى السماء سماءه
ولكن الطير المحبوس يقف على قبر الأحلام
يصرخ صرخة كابوس ظلُه
فقد قص جناحاه وربطت قدماه فيصدح بالتغريد.
....
الطير المحبوس يغرد
فى رعشة خوف
من أشياء لا يعرفها
لكن مازال يتوق إليها
فيسمع لحنه
من أقصى التل
لأن الطير المحبوس
يغنى للحرية.

















مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة