سعيد الشحات

التقسيم بأمر الواقع فى العراق

الإثنين، 23 يونيو 2014 06:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جاء وزير الخارجية الأمريكى إلى القاهرة، وعلى أجندته ما يحدث فى العراق من سيطرة تنظيم «داعش» على أجزاء كبيرة من شماله،

وتأتى الزيارة أيضاً بعد ساعات من تصريحات الرئيس الأمريكى «أوباما»، بأنه ليست هناك قوة أمريكية تستطيع إبقاء العراق موحداً، إذا لم يبتعد قادته السياسيون عن الطائفية، وأضاف «أوباما»، أن التضحيات الأمريكية أعطت العراق فرصة لإقامة نظام ديمقراطى مستقر، لكنها ضاعت، وليست هناك قوة نار أمريكية ستكون قادرة على إبقاء البلد موحداً.

يتحدث «أوباما» وكأنه من كوكب آخر، لا يعرف قصة ما دار على كوكبنا، وأن سياسة بلاده هى التى أوصلت «العراق الموحد» إلى «العراق المقسم»، وأن إشراف «واشنطن» على دستور للعراق يقوم على المحاصصة الطائفية، هو الذى يجنى العراقيون وكل المنطقة ثماره الآن، يتحدث «أوباما» متغافلاً أن سياسة بلاده هى المجرم الأول فى كل ما يحدث فى العراق الآن.
فى حوار مع صحيفة الـ «تليجراف» البريطانية، يتحدث الشيخ «أحمد الدباش» مؤسس «الجيش الإسلامى فى العراق»، والذى يقاتل إلى جانب «داعش» عن مطالب المقاتلين، قائلاً: «يجب أن يتنحى المالكى رئيس الوزراء، ثم يتم تقسيم العراق إلى ثلاث مناطق ذاتية الحكم، يتقاسم فيها كل من السنة والشيعة والأكراد موارد الدولة بالتساوى، والتعويض عن مقتل نحو مليون ونصف المليون، معظمهم من السنة ممن قتلوا على أيدى القوات الأمريكية والمالكى».

هكذا يأتى التصريح بـ«التقسيم» علانية كهدف مما يجرى فى العراق حاليا، وإذا كان يأتى من رجل «سنى المذهب»، فإنه على الصعيد الشيعى تحدث الرئيس الإيرانى حسن روحانى قبل أيام عن أنهم سيدافعون عن الأماكن الشيعية المقدسة فى العراق حال تعرضها إلى الخطر، ويتزامن ذلك مع أنباء عن إرسال بلاده لعناصر إلى العراق لمساندة المالكى

وإذا كان ذلك كله يتم من باب محاربة الإرهاب كتوصيف ظاهرى للحالة كلها، إلا أننا نرى حربا طائفية بامتياز، تلعب على جثة بلد ممزق ومن المتوقع أن تتمدد هذه الحرب مستقبلاً، فالتدخل الإيرانى، سيؤدى إلى استفزاز سعودى، وهكذا يتحول الأمر إلى تنازع إقليمى، لا يعرف أحد إلى أى صورة سينتهى.

المثير فى حديث «الدباش» كشفه عن أن «داعش» ليست وحدها هى الفاعل الرئيسى

وإنما طبقاً لكلامه، فإنه لا يمكن لمئات معدودة من «داعش» أن تستولى على مدينة مثل الموصل، وإنما جميع العشائر السنية وأجزاء من الجيش بعثيون من زمن صدام حسين وعلماء دين، خرجوا اعتراضا على المعاناة التى عاشوا فيها فى ظل حكم المالكى

ووفقا لهذا الكلام فنحن أمام حالة تجد مساندة شعبية لها، وبصرف النظر عن أن تلك المساندة تصب فى السياق الصحيح أم لا، إلا أن السؤال الذى يجب أن ننتبه إليه، هو هل نحن أمام وضع يشير إلى أن الانفصال يتغلغل فى نفوس العامة من العراقيين كخيار آمن؟!

أخطر ما يحدث الآن أن يتحول العراق إلى «التقسيم بأمر الواقع»، على غرار الضفة الغربية وغزة، وذلك كخيار مؤقت، قد يترتب عليه فيما بعد تقسيم نهائى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة