جرت العادة أن نصف من يحمر وجه من موقف ما أنه "شخص مهذب"، ولكن هل جربت عندما تتعرض إلى موقف ما أن يتحول وجهك إلى كتلة من اللهب من شدة الأحمرار؟، وهل تعرف أن هذا الاحمرار يمكن أن يكون مرضا وليس خجلا؟، إنه مرض احمرار الوجه المفرط، وهو من الأمراض العضوية التى قد تتحول إلى أمراض نفسية.
ويقول الدكتور حسام أحمد فؤاد أستاذ الجراحة العامة وجراحة الأورام والغدد والأوعية الدموية وجراحة المناظير، والجهاز الهضمى، احمرار الوجه المرضى، يحدث عندما يتعرض المريض إلى موقف محرج أو مخجل مما يسبب احمرار الوجه بصورة أكثر من الطبيعية، مشيرا إلى أن تلك الحالة تحدث نتيجة وجود خلل بالعقدة الثانية بالعصب السمبثاوى.
ويضيف أن الأعراض تظهر على شكل، زيادة حمرة الخجل بالوجه والأذن بشكل غير طبيعى، وزيادة ضربات القلب بصورة مؤلمة، والإحساس بارتفاع درجة حرارة الجسم، مع ظهور عرق على الجبهة، وتظهر تلك الأعراض عند التعرض إلى موقف محرج، وقد يصل الأمر إلى حدوث هذه الأعراض عند مجرد التفكير فى احتمالية التعرض لموقف سلبى.
ويتابع كما قد تبدأ تلك الأعراض فى الظهور مع سن البلوغ، ولا تختفى تلك الأعراض مهما تقدم العمر، وتسبب آلاما نفسية تصل إلى حد المرض النفسى.
وعن كيفية تحول هذا المرض العضوى إلى مرض نفسى، قال أستاذ الجراحة العامة وجراحة الأورام، احمرار الوجه من الأمراض قليلة الحدوث، وللأسف فإن البعض عندما يكتشف إصابة زميل له بهذا المرض قد يتعمد وضعه فى موقف محرج للسخرية من احمرار وجهه، مما يسبب مشاكل نفسية خطيرة ومنها الإصابة بما يسمى "الرهاب الاجتماعى الثانوى"، وفيه يرفض المريض التعامل مع الآخرين خوفا من السخرية منه، وأضاف أستاذ الجراحة أن نسبة كبيرة من هؤلاء المرضى قادرون على إخفاء معاناتهم من خلال تقليل التعامل مع الآخرين والانعزال، مؤكدا أن هناك عدة طرق للعلاج، منها التدخل الجراحى لعلاج مشكلة العصب السمبثاوى، وهناك بعض العلاجات الموضوعية التى تعالج ظهور حمرة الوجه وتقللها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة