قالت إحدى شركات الأدوية الأمريكية، إن بحوثا أجراها علماؤها على الحيوانات المصابة بفيروس حمى "إيبولا" النزفية، أثبتت أن أحد عقاقيرها عالج 18 قردًا كانوا على وشك النفوق من الفيروس القاتل، بما فيها تلك التى تعانى من حمى ونزف وهى من الأعراض المميزة للمرض.
ونقلت مجلة الجمعية الأمريكية للتقدم والعلوم، على موقعها الجمعة، عن شركة "ماب بايوفارماسوتيكال" الأمريكية، أن عقار "ذيماب"(ZMapp) التجريبى لعلاج فيروس "إيبولا"، نجح فى علاج جميع قردة التجارب الثمانية عشر، رغم أن القردة لم تتلق العلاج إلا بعد مرور 5 أيام على إصابتها، وبقيت أيضا على قيد الحياة.
وتعليقا على نتائج الدراسة، قال: "توماس جيسبيرت"، عالم الفيروسات فى كلية طب جامعة "تكساس" الأمريكية فى مقالة افتتاحية، نُشرت فى دورية "نيتشر" العلمية، الجمعة، إن "هذا النجاح إنجاز هائل".
وأضاف "جيسبيرت" أنه منذ اكتشاف فيروس إيبولا عام 1976، كان الباحثون يعملون بنشاط لتطوير علاجات لمكافحة العدوى، وأوضح أن دراسات أجريت على مدى العقد الماضى، كشفت عن 3 علاجات توفر حماية جزئية للقرود ضد فيروس إيبولا، عندما يتم إعطائهم إياها فى غضون ساعة من التعرض للفيروس.
وفى عام 2009، تم تجربة واحدة من تلك العقارات وهو (VSV-EBOV) لعلاج عامل مختبر فى ألمانيا، بعد وقت قصير من انتقال الفيروس إليه عن طريق الإمساك بإبرة ملوثة بالعدوى من إحدى الحيوانات المصابة بالإيبولا.
وأشار إلى أن الحاجة إلى العلاجات التى يمكن أن تحمى فى أوقات لاحقة بعد العدوى، كان بالغ الأهمية، لكن تنوع سلالات وأنواع من فيروس الإيبولا يعد بمثابة عقبة أمام العلاجات الجديدة للفيروس، لأن العقاقير التى تحمى من نوع واحد من الفيروس، ربما لا تحقق النتائج المرجوة فى علاج سلالات أخرى مختلفة من الفيروس.
فى المقابل، قال العلماء فى الشركة الأمريكية، إنه لم ينجح أى علاج تجريبى آخر للإيبولا فى كل الفقاريات ومن بينها الإنسان، التى أعطيت العلاج بعد هذه الفترة من إصابتها، مشيرين إلى أن فترة الخمسة أيام لدى القردة تساوى ما بين تسعة أيام و11 يوما بعد الإصابة فى البشر.
وإلى الآن لم تتم تجربة عقار (ذيماب) علميًا على البشر، وكانت الدراسة الحالية هى الأولى على القردة، ورغم أن اثنين من عمال الإغاثة الأمريكيين أصيبا بفيروس إيبولا فى ليبيريا، شُفيا بعد أخذ عقار "ذيماب"، إلا أن الأطباء المعالجين لا يعرفون إن كان العقار ساعد فى ذلك أم لا، فيما توفى طبيب ليبيرى بالمرض هذا الأسبوع، رغم أنه أعطى العقار مثلما حدث مع قس أسبانى.
وأودى فيروس إيبولا بحياة 1552 شخص فى الدول الأكثر تضررا بمنطقة الغرب الأفريقى (غينيا كوناكرى، ليبيريا، سيراليون ونيجيريا)، من أصل 3069 حالة مصابة بالمرض، بحسب أحدث تقرير صدر، الخميس الماضى، عن منظمة الصحة العالمية، دون اعتبار الوفيات المسجلة فى الكونغو الديمقراطية، والتى لم يشملها بيان المنظمة العالمية.
و"إيبولا" من الفيروسات الخطيرة، والقاتلة، حيث تصل نسبة الوفيات من بين المصابين به إلى 90%، وذلك نتيجة لنزيف الدم المتواصل من جميع فتحات الجسم، خلال الفترة الأولى من العدوى بالفيروس.
كما أنه وباء معدٍ ينتقل عبر الاتصال المباشر مع المصابين من البشر، أو الحيوانات عن طريق الدم، أو سوائل الجسم، وإفرازاته، الأمر الذى يتطلب ضرورة عزل المرضى، والكشف عليهم، من خلال أجهزة متخصصة، لرصد أى علامات لهذا الوباء الخطير.
وكانت الموجة الحالية من الإصابات بالفيروس بدأت فى غينيا فى ديسمبر العام الماضى، وامتدت إلى ليبيريا، ونيجيريا، وسيراليون، ومؤخرا إلى السنغال والكونغو الديموقراطية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة