"الحرب الباردة الكونية" يتناول جذور الثورات فى العالم الثالث

الأربعاء، 10 سبتمبر 2014 11:59 م
"الحرب الباردة الكونية" يتناول جذور الثورات فى العالم الثالث غلاف الكتاب
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر حديثًا عن المركز القومى للترجمة كتاب "الحرب الباردة الكونية"، من تأليف أود أرن وستاد، ومن ترجمة مى مقلد، ومراجعة طلعت الشايب.

ينبع الكتاب من شغف المؤلف بالدوافع والقرارات لدى قوتى الحرب الباردة العظميين فى سياساتهما فى العالم الثالث، والتى رأى أنها بحاجة إلى إعادة تفحص بعد أن أصبحت المادة الأرشيفية متوفرة من الجانبين لأول مرة، إلا أنه أثناء البحث تحول موضوع الكتاب إلى ما هو أوسع، فقد وجد أنه من المستحيل فهم قرارات موسكو أو واشنطن دون الخوض فى الجذور الأيدلوجية للتدخل أثناء الحرب الباردة لدى كل منهما، والتحولات فى سياسات العالم الثالث التى عجلت بتدخلهما، فتحول العمل الذى بدا بوصفه كتابًا عن التدخلات إلى كتاب عن عمليات التغيير فة العالم الثالث.

يتضمن الكتاب مناقشة موسعة لجذور الثورات فى العالم الثالث، وسياقها وتدخلات القوى العظمى التى صاحبتها، حيث يهتم الكتاب بفترة السبيعينيات، وأوائل الثمانينيات عندما كان صراع القوى العظمى فى العالم الثالث أبلغ الأثر على الحرب الباردة،كما يُعنى الكتاب بفهم الحرب الباردة فى ضوء التجربة الاستعمارية، حيث تتحدث الفصول الثلاثة الأولى عن الجذور الأيدلوجية والسياسية للحرب الباردة فى العالم الثالث، ويكشف عن دوافع الزعماء الأمريكيين والسوفيت، وفترة ما بعد الاستعمار من منظور تاريخى، حيث يناقش الفصل الأول تطور الفكر الأمريكى عن الشعوب غير الأوروبية، وعلاقاتها بالهوية الأمريكية والسياسة الخارجية.

ويجادل بأن المناقشات حول الحرية والتقدم والمواطنه فى السنوات الأولى من عمر الجمهورية قد وضعت نموذجًا للتدخل فى العالم الثالث استمر حتى هذ ا اليوم، أما الفصل الثانى فيتناول جذور الفكر الروسى عن العالم الثالث منذ بداية الإمبراطورية حتى حقبه ما بعد ستالين، وينهى الفصل الثالث هذه النظرة إلى الجذور التاريخية للأفكار والأيدلوجيات بالتركيز على مقاومة العالم الثالث للاستعمار الأوروبى وتطور الاشكال المختلفة من الحركات الثورية المناهضة للاستعمار، حيث يشرح كيف اختار بعض زعماء العالم الثالث أن يتحالفوا مع احدى أيديولوجيتيه المتنافستين، بينما وقف أخرون يعارضون كلتيهما.

أما الفصلان الرابع والخامس فيشرحان العلاقة المتبادلة بين النجاح المطرد للمقاومة المناهضة للاستعمار ونشأة تدخل الولايات المتحدة أثناء الحرب الباردة، الفصل الرابع يقول بأنه فى الفترة الزمنية ما بين 1945 إلى 1960 ساعدت الولايات المتحدة من خلال سياساتها فى أفريقيا وأمريكا اللاتينية فى خلق العالم الثالث باعتباره مفهوما ذا معنى فى السياسات الدولية، يرمز إلى المقاومة ضد الهيمنة الغربية، ويتفحص الفصل الخامس السياسة الخارجية لكوبا وفيتنام فى معارضة السيطرة الأمريكية، وكيف أنهما مثلتا بؤرتين لإلهام الحركات الثورية فى كل مكان من العالم.


أما الفصول من السادس إلى الثامن فتتضمن الحالات الرئيسية للتدخل فى العالم الثالث أثناء الحرب الباردة، حيث يتيح الفصل السادس نظرة عامة على العوامل الدولية للصراع ضد العنصرية والاستعمار فى إفريقيا الجنوبية ويركز أيضًا على الحرب الأهلية الإنجولية وتدخلات الحرب الباردة التى صاحبتها، بينما يشرح الفصل السابع الثورة الإثيوبية وارتباطها بالولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى على وجه الخصوص، بينما يبرز الفصل الثامن كيف أن نمو الإسلاموية فى كل من إيران وأفغانستان ساعد على تحطيم المؤسسات الحداثية فى النظامين، وكيف عزم الاتحاد السوفيتى على التدخل لكى يعيد إنشاء نظام تحديثى اشتراكى فى كابول.
الفصلان الأخيران يقدمان نقاشًا حول الحرب الباردة فى العالم الثالث فى الثمانينيات وأثرها حتى وقتنا الحالى، حيث يوضح الفصل التاسع هجوم ريجان على الأنظمة الثورية وعلى الاتحاد السوفيتى فى أفغانستان وأنجولا وأمريكا الوسطى، كما يناقش التغيرات الاقتصادية والأيديولوجية والتى أدت إلى نجاح الهجوم، ويوضح الفصل العاشر كيف قرر ميخائيل جورباتشوف بعد فترة وجيزة من التورط النشط، أن يسحب الاتحاد السوفيتى من التدخل فى صراعات العالم الثالث وكيف حاول وفشل فى بناء نظام عالمى حول مبادى حق تقرير المصير لدى الدول.

أما الخاتمة فهى عبارة عن تقييم لأثر الحرب الباردة على العالم الثالث، وكيف أشعلت المقاومة المستمرة ضد الهيمنة الأجنبية، كما تناقش كيف أضعفت سياسة التدخل كلا من الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة وكيف ظلت تفسد أيديولوجية السياسة الخارجية الأمريكية اليوم.
المؤلف، أود اّرن وستاد، هو مدير مركز دراسات الحرب الباردة فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بلندن، له عدد كبير من المؤلفات أحدثها (مواجهات حاسمة: الحرب الأهلية الصينية 1946-1950).









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة