علماء أمريكيون: اختبار جديد لفقر الدم المنجلى لإنقاذ آلاف الأطفال

فقر الدم المنجلى خطر داهم جديد يفتك بحياة شعوب دول العالم الثالث، إلا أن فريقا من العلماء الأمريكيين يعكف حاليا على تطوير تحليل خلوى جديد منخفض التكلفة، سريع يعمل على الكشف المبكر عن الإصابة لينقذ يوما ما حياة آلاف الأطفال فى البلدان النامية.

وتكشف الإحصاءات عن ولادة ما يقرب من 300.000 طفل باضطراب وراثى فى الدم فى أفريقيا سنويا، ليدفع هذا الاضطراب بخلايا الدم الحمراء المصابة للتشكل فى شكل المنجل، مع انسداد فى الأوعية الدموية.

ويقول العلماء الأمريكيون إن أكثر من 50% من الأطفال دون سن الخامسة يلقون حتفهم متأثرين بمضاعفات مرض فقر الدم المنجلى، انتظارا للتشخيص والعلاج المناسب.

وكشف العلماء بجامعة "هارفورد" فى دورية "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم"، عن أن فحص الدم الجديد لا يستغرق سوى 12 دقيقة، ليكشف ما إذا كان الطفل يعانى من هذا الاضطراب، موضحين أنه فى حال توافره بعد إجراء كافة التجارب السريرية على مدى سلامته، فإن تكلفة الاختبار لن تتعدى 50 سنتا.

كان العلماء قد قاموا باختبار 50 عينة دم، نصفها احتوى على خلايا منجلية، وتمكنوا من تحديد هوية هؤلاء بدقة عينات الدم من الدم الكامل من الأفراد الأصحاء، حيث يستغل الاختبار الجديد من كون الخلايا المنجلية هى من أشد وأثقل من خلايا الدم الحمراء الصحية .

ويعتمد الاختبار على استخدام جهاز الطرد المركزى لتدوير الدم، ولتفصله إلى طبقات فى محلول البروتين، وتشكل الخلايا المنجلية عصابات محددة الشكل بصورة واضحة لتستقر فى الجزء السفلى من أنبوب رفيع، بينما لا تستقر خلايا الدم بنفس الطريقة .

ويقول العلماء أن الاختبار الجديد قد يساعد فى تحديد الأطفال الذين يعانون من هذا المرض قبل أن تظهر أعراضه الحادة، مما قد يؤدى إلى علاج أسرع وأكثر فاعلية .
وعلى الرغم من أهمية هذا الاختبار لدول العالم النامى، يرى الخبراء أن طريقة الاختبار الحالى ليست ممكنة فى البلدان النامية حتى الآن بسبب إرتفاع تكلفته وإجراءاته العقدة التى تنطوى على فصل بروتينات الدم عن طريق عملية أطلق عليها " الفصل الكهربائى الهلامى"، فضلا عن المعدلات اللازمة لتشغيل الاختبارات التى تصل تكلفتها عشرات الآلاف الدولارات.