فى «زمن الغبرة» الذى هو حكم «جماعة الإخوان»، ابتلينا بأسماء نصبت نفسها متحدثة باسم الإسلام، تقرر: «فلان مسلم»، و«فلان ملحد»، و«فلان فى الجنة» و«فلان فى النار».
كانت هذه الأسماء تظهر بوجوهها الكالحة على شاشات الفضائيات، لتحدثنا عن حتمية «هدم الأهرامات» و«التماثيل» بالإضافة إلى حزمة أخرى من التحريم مثل «الموسيقى» و«تهنئة المسلمين للمسيحيين فى أعيادهم»، و«الوقوف للسلام الجمهورى» و«ترديد النشيد الوطنى» و«تدريس اللغات الأجنبية»
و«كرة القدم» وغيرها من مئات «فتاوى التحريم» التى لا نعرف أصلها وفصلها، ولا نعرف من أى منبع جاءت؟.
لا نحتاج إلى التذكير بأبطال هذه الخزعبلات، فالذاكرة لا تزال تحتفظ بهم، ورغم إغلاق الفضائيات الخاصة بهم، إلا أنهم مازالوا يسممون العقول بفتاواهم الضالة، وآرائهم المشوهة عبر وسائل اتصالات وإعلام أخرى، ومن هؤلاء المدعو «وسام عبدالوارث» الذى قال عن المناضل والبرلمانى الراحل المحترم «أبوالعز الحريرى»: «كان معادياً للإسلام».
أصيب «عبدالوارث» بـ«هستيريا» نعى «نادر بكار» مساعد رئيس حزب النور الذى قال فيه: «اللهم أرحم عبدك أبوالعز الحريرى وأغفر له»، فرد: «اللهم أحشر نادر بكار مع أبوالعز الحريرى، حسبى الله ونعم الوكيل فيك يا نادر على ما تضيعه من ثوابت الدين، اللهم إنى أبرأ إليك منه».
مؤشر البحث على «جوجل» عن «وسام عبدالوارث» فيه: «كان مالكاً ورئيسا لقناة «الحكمة الفضائية» وما أدراكم مما فعلته هذه الفضائية فى التحريض والترهيب والتكفير، وفى مايو 2012 أعلن على الهواء تخليه عنها، واعتزاله العمل العام الدينى والسياسى.
وفى نتائج البحث أيضاً أن «عبدالوارث» من مواليد 1971 أى كان عمره 5 سنوات حين نجح «الحريرى» وعمره 38 عاماً فى انتخابات مجلس الشعب «1976» وواجه «السادات» تحت قبة المجلس فاضحاً السياسات التى تؤسس للفساد، وسياسات سلب حقوق الفقراء واتفاقية كامب ديفيد، فلم يتحمل «السادات» هذه المعارضة القوية التى شاركت فيها أسماء خالدة مثل الدكتور محمود القاضى، وخالد محيى الدين، وممتاز نصار، وعادل عيد، وكمال أحمد وكمال الدين حسين، وغيرهم، فقرر حل مجلس الشعب عام 1977، وبالتزوير الفاضح من الأجهزة الأمنية لم يدخل «البرلمان» معظم الذين جلجلت أصواتهم فى معارضة سياسات السادات.
حذر «أبوالعز» وقتئذ من فتح «السادات» لباب ما أسماه بـ«الجهاد فى أفغانستان»، وهى السياسة التى تخرج منها «وسام عبدالوارث» وأساتذته بفتاواهم التكفيرية، حتى تم اعتقاله فى حملة «5 سبتمبر 1981» مع الآلاف غيره.
لا يحتاج أى مسلم مؤشر بحث «جوجل»، لأنه يعرف أن نبينا «محمد» عليه الصلاة والسلام قام واقفا لجنازة، فلما قال له الصحابة إنها ليهودى فرد: «أليست نفسا؟»، هكذا رسولنا الكريم وديننا الحنيف، الذى يجهله من نصبوا أنفسهم متحدثين باسم الإسلام.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة