نبيل العربى: إعلان "داعش" قيام دولتها على حدود سوريا والعراق خطر يهدد الجميع.. ويجب إعادة النظر فى الخطاب الدينى.. ويؤكد: اتفق مع "السيسى" فى أن حل القضية الفلسطينية جزءا من حل مشكلة تفشى الإرهاب

الأحد، 07 سبتمبر 2014 10:08 ص
نبيل العربى: إعلان "داعش" قيام دولتها على حدود سوريا والعراق خطر يهدد الجميع.. ويجب إعادة النظر فى الخطاب الدينى.. ويؤكد: اتفق مع "السيسى" فى أن حل القضية الفلسطينية جزءا من حل مشكلة تفشى الإرهاب الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى
كتب ناهد الجندى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كشف الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى، عن الكثير من التداعيات الخطيرة التى تهدد أمن واستقرار المنطقة العربية، قائلا «أتفق مع دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وتحذيره من خطورة الإرهاب والجماعات المتطرفة»، مؤكدا أنه سوف يدعو اليوم الأحد خلال الاجتماع الوزارى إلى معالجة شاملة تستند إلى العمل السياسى والفكرى والدينى والاقتصادى والتعليمى وتصحح الكثير من المفاهيم المغلوطة.

وتحدث "العربى" عن القضايا المطروحة على اجتماعات وزراء الخارجية العرب ومشاركة الرئيس الفلسطينى محمود عباس، فى حوار لـ"الشرق الأوسط"، اليوم الأحد، وقال إنه «يمكن حل القضية الفلسطينية فى غضون أسبوع؛ إذا جرى الاتفاق على ثلاثة بنود، هى الحدود والقدس الشرقية والأمن المتبادل»، مضيفا أن «هناك رفضا عربيا لأى تدخل عسكرى فى ليبيا»، وكشف عن زيارات مرتقبة إلى قطاع غزة والعراق، وإلى نص الحوار..

* ما هى الرسائل المهمة التى ستوصى بها خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب لمواجهة التحديات الراهنة؟

هذا الاجتماع الوزارى - الذى ينعقد اليوم الأحد - لا بد أن تكون له قيمة كبيرة عبر اتخاذ قرار مصيرى لمواجهة التحديات القائمة وغير المسبوقة التى نشاهدها فى العالم العربى اليوم، فهى ليست فقط مجرد نزاعات داخل دول، وإنما ظاهرة لم نرها من قبل، وهى جماعات متطرفة تقوم بأعمال إرهابية وتخالف كل قواعد السلوك الإنسانى وتعلن قيام دولة تشمل أراضى من دولتين عربيتين، العراق وسوريا.. وهذا غير مقبول إطلاقا، ولا بد أن يرقى اجتماع وزراء الخارجية إلى مستوى هذا التحدى، وأن يتخذ قرارات تؤكد مواجهة هذا التحدى الخطير، والمواجهة المطلوبة هنا مواجهة «سياسية وأمنية وفكرية وحضارية» لأن التهديد كبير جدا، وبالتالى من غير المعقول ألا يكون هناك رد فعل واضح من العالم العربي، ولا ننتظر جهات أخرى أن تتدخل.

* حذر خادم الحرمين الشريفين من ظاهرة الإرهاب وممارسات تنظيم داعش الذى يشكل خطرا على كل العالم، كما دعا من قبل رجال الدين والفكر لمواجهة هذا التحدى الخطير.. كيف تتفاعل الجامعة مع هذا التحذير؟

- نتفق مع كل ما أعلنه خادم الحرمين الشريفين بشأن خطورة الموقف والجماعات المتطرفة، ولهذا أكرر أهمية التركيز فى الاجتماع الوزارى على هذه القضية، والإعلان عن قرار مدعوم من قبل كل الحكومات لمواجهة هذه الظاهرة، التى يجب أن تكون شاملة، وأيضا فكريا، وأقصد أن الخطاب الدينى يجب إعادة النظر فيه وكذلك التعليم والأحوال الاقتصادية، لأن أغلب من ينضمون إلى هذه الجماعات هم من الشباب الذى يعانى من البطالة وعدم وجود أفق أمامه للمستقبل، وبالتالى هم ينخرطون فى هذه التنظيمات.

* إذن، سيكون من بين القرارات التى تصدر عن الاجتماع الوزارى قرار خاص بالخطاب الدينى ودور رجال الدين والفكر والتعليم؟

- المواجهة الشاملة التى أتحدث عنها تضم كل العناصر الفاعلة التى سبق أن تحدثت عنها، وكذلك التركيز على دور رجال الدين والفكر والتعليم، وبناء عليه سوف تعقد اجتماعات يشارك فيها الجميع للتعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة.

* وهل لمست من خلال اتصالاتك مع وزير الخارجية الأميركى جون كيرى تفهما للحالة الخطيرة التى تهدد العالم بسبب الإرهاب.. وهل تتفق مع ما قاله الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى أخيرا بأن حل القضية الفلسطينية يعد جزءا من حل مشكلة الإرهاب؟

- صحيح، هذا صحيح مائة فى المائة، وأنا سعيد أن الرئيس السيسى قال هذا، وأعتقد أن جزءا كبيرا من حالة الإحباط والضياع لدى الشباب فى المنطقة العربية والإسلامية نابع من عدم حل القضية الفلسطينية والأسلوب الذى تتبعه إسرائيل بمخالفة كل القوانين والأعراف الدولية ولا أحد يتحدث معها، وهذا سبب من أسباب ظهور الجماعات والميليشيات التى تتجه للعنف والإرهاب، أما فى ما يتعلق بالوزير كيرى فهو على اتصال دائم.. وسنرى ما يمكن عمله.

* ماذا أنتم فاعلون خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة خاصة بالنسبة لفلسطين والتعامل مع الإرهاب؟

- موضوع القضية الفلسطينية متعلق باتخاذ مجلس الأمن قرارا بالتنفيذ أو التشاور مع الولايات المتحدة الأميركية، وضرورة تنفيذ الهدف والقرار الذى اتخذه وزراء الخارجية العرب فى نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2012، وهو إنهاء النزاع والتوقف عن الاستمرار فى إدارة النزاع، والذى من الممكن أن يستمر مائة عام دون أن يؤدى إلى أى حلول، وعلى هذا الأساس طلبنا من وزير الخارجية الأميركى كيرى أن نبدأ فى مفاوضات تؤدى إلى نهاية للصراع ووصولا إلى سلام شامل؛ لكن الأمر تعثر بسبب تعنت إسرائيل.. والآن لدينا أمل كبير أن يتم الاتفاق على استئنافها بالأسلوب الصحيح. أما فى ما يتعلق بقرارات أخرى تتعلق بالتعاون مع المنظمات الدولية فهذا أمر قائم منذ زمن ومستمر.

* وماذا عن زيارة الوفد الوزارى العربى إلى غزة؟

- الوفد الفنى ذهب إلى غزة، وتمكن من إرسال معونات إنسانية تصل إلى 400 طن، ولم يتمكن من استكمال الوصول لأن جزءا من الطريق غير مؤمن، وبالتالى عاد من منتصف الطريق بعد تسليم المساعدات للهلال الأحمر الفلسطيني، أما الزيارة التى نعتزم القيام بها فهناك حديث وتشاور دائم مع الرئيس محمود عباس لتحديد التوقيت المناسب.

* التقيت وزير خارجية ليبيا.. هل تتخذ قرارات تنقل الدولة من حالة الضياع؟

- هناك قرار سوف يصدر يأخذ فى الاعتبار القرارات المهمة التى صدرت عن اجتماع دول الجوار الذى انعقد فى مصر أخيرا، وبالتالى ما يحدث فى اجتماعنا سيكون أشمل، بمعنى: ماذا تفعل كل الدول العربية من أجل ليبيا؟

* وهل طرح الوزير الليبى مقترحات معينة لوقف التدهور الأمنى فى بلاده؟

- تحدث فى هذا الموضوع، وتركيزه دائما على أهمية احترام الشرعية الدولية التى يمثلها مجلس النواب ويمثل الغالبية الكبرى للشعب الليبى، وأن أى محاولات لإحياء المؤتمر الوطنى الذى انتهت ولايته فى الفترة الماضية منذ فبراير الماضى تعتبر خطوات ضد الشرعية.

* رغم هذا التحرك لمساعدة ليبيا لا يزال الوضع خطيرا ويهدد كل دول الجوار.. ما المطلوب حاليا خاصة فى ظل إعلان الناتو استعداد تدخله فى ليبيا.. وهل ترى تداخلا فى المواقف المطروحة ما بين
التدخل السياسى أم العسكرى.. وأيهما أجدى لطرابلس؟

- أرجو أن يكون التوجه العام هو إصدار قرار وليس بيانا يؤكد أن الدول العربية سوف تواجه هذه الظواهر الخطيرة التى تهدد وتعصف بكيان دول فى المنطقة فى كل أنحاء العالم العربي، وأقصد أن ما يحدث فى العراق وسوريا جزء من هذا، وما يحدث فى ليبيا جزء آخر، أو ما يحدث فى أى مكان، وبالتالى لا بد من التأكيد أن هناك إرادة سياسية على مستوى الدول العربية لاتخاذ الخطوات اللازمة لمواجهة العمليات الإرهابية.

* وهل طرح عليكم أمين عام الائتلاف السورى أمين الحريرى أى مقترحات؟

- أمين الائتلاف السورى عرض الموقف الحالى وتحدث عن أهمية مساعدة الائتلاف وأوضاعه على الأرض والتى يحدث بها تغيير، وشرح ما حدث فى منطقة القنيطرة خلال الأيام الأخيرة.

* تطوير الجامعة العربية وانتهاء اللجان من عملها.. هل سنرى توصيات قريبا فى هذا الصدد؟

- بالتأكيد هناك خطوات سترى النور، ولدينا الآن آلية خاصة بالمساعدات الإنسانية، موضوع تفعيل مجلس الأمن والسلم سوف يجعله يقوم بدوره، كذلك محكمة حقوق الإنسان العربية، هذه الموضوعات اتفق عليها وتم الانتهاء منها، أما موضوع تعديل الميثاق فقد تم تأجيله لمدة ثلاثة أشهر.

* هناك جدل حول من يريد تغييرا جذريا للميثاق ورأى آخر يرى معالجة الميثاق.. كيف ترى ذلك مع طرح التناوب على منصب الأمين العام مرة أخرى؟

- أهلا وسهلا.. سبق أن تحدثت عن التطوير الجذرى منذ ثلاث سنوات، وهو نقل الجامعة العربية من منظمات الجيل الأول التى كانت تعمل فى إطار مفاهيم ما قبل الحرب العالمية الثانية، وهى مفاهيم عصبة الأمم التى أنشئت عام 1919، إلى الوضع الحالى والجيل الثانى والثالث مثل الاتحاد الأوروبى والاتحاد الأفريقي، وهذا هو التطوير الحقيقى الذى يجب أن نصل إليه. كما أرى أن التطوير عملية مستمرة ولن تتم فى يوم واحد، وقد اتفقنا على تطوير الميثاق، وطلبنا إعطاء مهلة ثلاثة شهور، مع الاتفاق على بعض الأولويات، كما تحدثت مثلا عن مجلس الأمن والسلم وآلية المساعدات الإنسانية ومحكمة حقوق الإنسان.

* هل الجامعة تراهن على دور المجتمع الدولى فى معالجة التحديات الراهنة؟

- أملى أن يصدر القرار باكرا ليعلن المواجهة الشاملة للتحديات، وعلى رأسها الإرهاب.

* القرار سهل إصداره.. لكن المشكلة فى التنفيذ؟

- السؤال يوجه إلى الدول لأنها هى التى تنفذ، أما تعليق كل الأمور على المنظمات فهذا أمر غير منصف، لأن كل المنظمات الدولية والإقليمية بما فى ذلك الأمم المتحدة والجامعة، هى مرآة لما يتفق عليها الأطراف ومدى جديتهم فى تنفيذ ما يتفق عليه.

* وماذا تقدم الجامعة العربية للوضع فى العراق؟

- هناك اتفاق مع رئيس القمة الكويت، ورئيس الوزارى الحالى موريتانيا، والأمين العام للجامعة العربية، أنه بمجرد تشكيل الحكومة سوف تتم زيارة للعراق للتفاهم مع الحكومة الجديدة لوضع كل إمكانيات الجامعة تحت تصرفها.


أخبار متعلقة:
اليوم.."نبيل العربى" يفتتح مجلس الجامعة العربية بمشاركة "محمود عباس"











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة