"ضلالات الطريق".. كتاب لمحمد الصباغ يكشف: كتابات حسن البنا وسيد قطب مليئة بتزييف الحقائق ولىّ معانى القرآن والسنة والمفاهيم المغلوطة والمدسوسة على الإسلام لخدمة أفكار الإخوان

السبت، 24 يناير 2015 05:57 م
"ضلالات الطريق".. كتاب لمحمد الصباغ يكشف: كتابات حسن البنا وسيد قطب مليئة بتزييف الحقائق ولىّ معانى القرآن والسنة والمفاهيم المغلوطة والمدسوسة على الإسلام لخدمة أفكار الإخوان غلاف الكتاب
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يكشف الكاتب الدكتور محمد الصباغ، فى كتابه "ضلالات الطريق"، ليصطدم بكتاب "معالم على الطريق" لسيد قطب، عضو سابق فى مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين ورئيس سابق لقسم نشر الدعوة فى الجماعة ورئيس تحرير جريدة الإخوان المسلمين (1906-1966) ليبين لنا كيف كان لكتابه العديد من الضلالات، وأنه لم يكن لينير طريقًا يهتدى به أحد كما يدعى كل أتباع جماعة الإخوان المسلمين.

ويقول "الصباغ" أنه توقف كثيرًا عند "الطبعة الشرعية" للكتاب، والحقيقة أن هناك من يدعى أن الكتاب الأصلى قد حُرف، وأن هناك كتابًا آخر غير هذا، ولو كان هذا صحيحًا لخرج للناس فى غضون السنوات الثلاث الماضية فى مصر، أو أنه سُرب لمكان آخر غير مصر، والأماكن فى العالم كثيرة جدًا، وطبع فيها ونشر.

إذ يكشف "الصباغ" فى دراسته التى خصصها حول ما جاء بهذا الكتاب، ليبين أنه لم يكن هناك أية فروق كما يدعى بعضًا من الإخوان وهم يتملصون من فكر سيد قطب واصفين متبعيه بـ"القطبيين"، فى حين أنه بالمقارنة بين كل ما كتب من الرجلين "حسن البنا" أو "سيد قطب" فلن نجد أية فروق بينهما، على عكس ما سنجد من تشابه فى لىّ معانى القرآن السنة لخدمة رؤاهما التى لم تتسبب إلا نشر فى مفاهيم مغلوطة ومدسوسة على دين الإسلام، الدين الذى كان ومنذ نزول الوحى به، دينا سمحًا وسطيًا مجمعًا لا مفرقًا.

ومن القضايا التى يتناولها "الصباغ" ما قاله سيد قطب ومن "إن الدعوة الإسلامية – على يد محمد رسول صلى الله عليه وسلم – إنما تمثل الحلقة الأخيرة من سلسلة الدعوة الطويلة إلى الإسلام بقيادة موكب الرسل الكرام.. وهذه الدعوة على مدى التاريخ البشرى كانت تستهدف أمرًا واحدًا: هو تعريف الناس بإلاههم الواحد وربهم الحق"، ويقول "الصباغ" لكن سيد قطب بطبيعته يتحايل على هذه المقدمة بوضوح عندما قال إن الناس "إنما يخطئون معرفة حقيقة ربهم الحق، أو يشركون مع الله آلهة أخرى، إما فى صورة الاعتقاد والعبادة، وإما فى صورة الحاكمية والاتباع.. وإما فيها جميعًا"، والدعوة لله الواحد فى كل الرسالات، من آدم عليه السلام إلى محمد عليه الصلاة والسلام، لم يكن مطروحًا فى أى دين سماوى فكرة "الحاكمية"، إلا عندما أعلنها الخوارج على "على" كرم الله وجهه، كأنها سياسى لم ولن تنجز الأمة فى أتونه المحرق، وهنا يبشر "سيد قطب" بالإحراق للمجتمع الإسلامى، وإنى أرى خريطة الإخوان الحالية فى الساحة المصرية والشرق الأوسط تنفيذًا لهذه الخطة.

ويقول "الصباغ" لو قرأ الباحثون فى دين الله لوجدوا كثيرًا من الحقائق تغيب عن أقوال سيد قطب، فكلمة "الحاكمية" لم ترد فى كتاب الله وإنما هى زيف وتضليل ممن تقولوا على القرآن سابقًا ولاحقًا، فاستخدموا كلمة "حكم أو يحكم" دليلاً على ادعائهم أن هذا هو المقصود من تلك الآيات، مع أن كتب التفاسير خلت من الإشارة لهذا المعنى، فآيات (41:45) من سورة المائدة لم تتحدث من قريب أو بعيد عن الحكم السياسى وإنما تتكلم عن أحكام دينية فقط، ولا علاقة لتلك الآيات بطبيعة أو نظرية الحكم السياسى فى أى بلد إسلامى أو غيره، فعلى المنصفين من أصحاب العقول أن ينتبهوا إلى ما يراد من تحويل الدين إلى أيديولوجيا سياسية ومعارك وأطماع.

ومن القضايا التى يتناولها أيضًا "الصباغ" فى كتابه هو تكفير سيد قطب للدولة الحديثة، وذلك لأنه لا يعترف بقيمة العلم كأساس لقيام المجتمع المسلم، كما يقول فى كتابه (ص 92 – 93): "وهذه المجتمعات بعضها يعلن صراحة (علمانيته) وأنه ينكر (الغيبية) ويقيم نظامه على "العلمية) باعتبار أن العلمية تناقضها، وهذا زعم جاهل لا يقوم به إلا الجهال".

ويوضح "الصباغ" تعليقًا على هذا الرأى بأن هذا تلبيس للحقيقة، لأن العلوم التجريبية جميعها لا مكان للغيبيبات فيها، فالغيب دين ويجب ألا يتحدث عالم الكيمياء مثلا عن الغيب إلا إذا خرج عن إطار العلم وتحدث عن الدين، فالماء يتكون من جزئ أكسجين وجزيئى نيتروجين ولم يضف إليهما عنصرى غيب من الجن أو الملائكة، وإذا ضربنا 2X5=10 فلا علاقة لإيماننا بالصراط أو بالجنة أو بالنار يوم القيامة، لأن مكان هذا الإيمان هو الدين وليس العلم، ولا نقول فى الفلك قانون مسيحى أو مسلم أو يهودى.

ويضيف "الصباغ"، كما أن هذا تلبيس آخر للحقيقة، أن العلم يناقض الدين، وأن قيام المجتمع على العلمية يناقض الدين، لأن التناقض يجعلنا إما أن نقبل العلم ونتنازل عن الدين وإما العكس نقبل الدين ونحارب العلم، وهذا هو الحال عند سيد قطب، وهذا هو الجهل المركب، لأن العلاقة بين الدين والعلم تكاملية، لأن المناهج مختلفة لاختلاف الموضوع ليس غير.

ومن القضايا الهامة أيضًا التى يتناولها "الصباغ" هى مسألة تصنيف المجتمعات عند سيد قطب، والذى يرى أنها نوعان لا ثالث لهما، إما مجتمع إسلامى، وإما مجتمع جاهلى كافر، والمجتمع الإسلامى كما يصوه سيد قطب فهو المجتمع الإسلامى بصفته تلك، هو وحده المجتمع المتحضر، لأن حضارة الإنسان تقتضى قاعدة أساسية من التحرر الحقيقى الكامل للإنسان، ومن الكرامة المطلقة لكل فرد فى المجتمع.

ويقول "الصباغ" غابت الحرية عن أرض الإسلام مع أننا مسلمون، فى حين تنعم المجتمعات الغربية بقدر كبير من الحرية رغم أنهم غير مسلمين، لأنها التزمت سياسيًا بما يعرف بالعقد الاجتماعى، الذى وضع آلياته كل من جون لوك 1704 وجان جاك رسو 1778 الذى حقق الحرية للغربيين بعيدًا عن الكنيسة ورجالها، فهل يستطيع المسلمون بدينهم أن ينعموا بالحرية كما نعم بها الأجناس الأخرى فى بلادهم؟

ويقول "الصباغ" ولأن سيد قطب تصور أن أن المجتمع الإسلامى هو وحده الذين يهمن عليه إله واحد، ويخرج فيه الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، وبذلك يتحررون التحرر الحقيقى الكامل، فقد احتوى رأيه هذا على أكثر من زيف، أولها: أن الحرية هى البند الأول لكل اعتقاد إسلامى أو سواه، وليس العكس، فأنا حر أولاً ثم اعتقد بالله وأعبده، بعد ذلك، لذا فشهادة أن "لا إله" إعلان بالحرية، ثم إقرار "إلا الله" بوجوده سبحانه.

أما الزيف الثانى، فهو أن كثيرًا من المسلمين الأوئل كانوا عبيدًا بالمعنى الحرفى لأناس غلاظ، وهو فى الحقيقة أحرار فى نفوسهم، لأن حرية الإنسان تختلف عن حرية الحيوان، وقد شرع للمسلمين "تحرير رقبة" فى كثير من المواقف. وأما الزيف الثالث، أن الحرية بالمعنى الشامل حرية الإنسان داخليًا وخارجيًا؛ أى أن يفكر ويحلم ويتخيل ويعتقد بحرية ما دام لم يعطل حرية الآخرين، إن الحرية لا تقف عند الاعتقاد فقط، وقد قال عبد الناصر: "إن حرية تذكرة الانتخاب فى حرية رغيف الخبز" وهذه الحرية السياسية التى لم يعلم عنها سيد قطب قيمتها ولا معناها.












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة