مفيش ساعة بتعدى، إلا ونقرأ أو نسمع خبرا عن انفجار قنبلة أو إطلاق نار على دورية أمنية، مفيش ساعة بتعدى، إلا بنعرف أنه فيه رجل أمن أو شخص مدنى استشهد أو أصيب.. لو فيه إحصائية دقيقة عن عدد القنابل التى انفجرت فى أماكن مختلفة فى الدولة أو تم تفكيكها، هنتأكد كلنا أن البلد بالفعل تمر بأخطر مرحلة فى وجودها ووجودنا كمصريين.. انسى ثورة يناير والانفلات الأمنى.. وسرقة السيارات وحوادث الخطف.. انسى حتى إللى بيحصل فى سيناء.. فى النهاية سيناء مساحة معروف بدايتها ونهايتها، وإن طال الأمر أو قصر سينتهى الإرهاب هناك.. لأن ما يحدث هناك حرب تقليدية بين تنظيم إرهابى وجيش قوى.. لا تجزع من العمليات وعدد الشهداء والمصابين.. الخطورة كل الخطورة فيما يحدث فى داخل المحافظات.. فى كل ركن فيها.. قنابل أمام المدارس والجامعات والمحاكم والبنوك وأقسام الشرطة.. واسفل الكبارى.. وعلى شريط السكك الحديدية.. وفى داخل القطارات والمولات والإنفاق.. وعلى الطرقات.. وأسفل أبراج الكهرباء وخزانات المياه والسيارات.. طلقات الرصاص تتطاير لتصيب وتقتل الجنود والمدنيين فى الكمائن وأمام البنوك وأمام منازلهم.. زجاجات المولوتوف تقذف لتحرق مقرات المحافظات والمحليات والأقسام وأتوبيسات النقل العام والسيارات.. لم يعد الإرهاب يفرق هنا بين عسكرى ومدنى.. الكل أصبح هدفا.. من لم يمت بشظايا قنبلة.. مات برصاصة غادرة.. أو بزجاجة مولوتوف حارقة.. أصبحت أشعر أن صناعة القنابل المفخخة وإعدادها للتفجير، صارت أكثر سهولة ويسرا من إعداد كوب شاى "فتلة".. أصبحت أتشكك فى كل من يسير ومعه لفافة سوداء.. اليوم أنت تقرأ عن قنبلة انفجرت هنا أو هناك.. وغدا قد تكون أنت أو أنا أو قريب لنا هو صاحب الخبر.. الدعاء على الإرهابيين لن يمنعهم من مواصلة أعمالهم القذرة.. الحل الأمنى وحده لا يبدو ناجعا، وإلا كنا قد انتهينا من هذه القصة منذ فترة طويلة.. السياسيون يؤكدون أن فتح قنوات الاتصال السياسى مع المتعاطفين خطوة لازمة فى هذا الوقت لتقليل أعداد المفخخين والمفجرين.. والنظام يعول على تجديد الخطاب الدينى لتصحيح الأفكار المغلوطة.. وهو حل يبدو رومانسى للغاية، فضلا عن أنه سوف يأخذ وقتا طويلا لتبيان نتائجه.. لا تنتظر منى حلا.. لا أعرف.. يبدو لى أن الطريق طويل، وسنتجرع كلنا آلام قاسية، إن لم تكن لفقد عزيز، فما يحدث فى الوطن نفسه يدمى القلوب.. وكأن مصر صارت تحارب كل إرهابى العالم دفعة واحدة.. ما يحدث فى العراق واليمن حرب طائفية بامتياز.. وما يحدث فى سوريا وليبيا صراع مصالح اقليمية ودولية.. بينما ما يجرى فى مصر هو حرب حقيقية تخوضها جماعات الإرهاب ضد أقدم دولة فى التاريخ..كتاب ادارة التوحش لمؤلفه غير المعروف أبو بكر ناجى، قد يكون فيه بعض التفسير، فالمؤلف استعمل لفظة التوحش قاصدا بها تلك الحالة من الفوضى التى ستدب فى أوصال دولة ما أو منطقة بعينها إذا ما زالت عنها قبضة السلطات الحاكمة، ويعتقد المؤلف أن هذه الحالة من الفوضى ستكون "متوحشة" وسيعانى منها السكان المحليون، لذلك وجب على القاعدة ( أى تنظيم إرهابى ) - التى ستحل محل السلطات الحاكمة تمهيدا لإقامة الدولة الإسلامية- أن تعمق هذا التوحش إلى أن تستقر لها الأمور.. أى أن الهدف أن تتحول سيناء إلى منطقة متوحشة لا سيادة فيها للدولة، ومن ثم تبدأ المرحلة الثانية وهى احتلال الأرض، وإقامة دولة الخلافة الإسلامية وتثبيتها فى هذا المكان، تمهيدا للانطلاق نحو أماكن أخرى.. وحين تستقر دولة الخلافة فى ربوعها المتناثرة، تبدأ حربها ضد إسرائيل وأمريكا والغرب الكافر.. باختصار شديد ومن غير فزلكة.. إحنا مسلمين ومسيحيين عايشين فى دول إسلامية لازم نموت الأول عشان يقيموا دولتهم الإسلامية.. ويحرروا فلسطين.. أمد الحرب طويل.. والخسائر أخشى أنها ستكون فادحة.. هذا مقال تشاؤمى بامتياز.. وهذا هو إحساسى فى هذه اللحظة.. لكى الله يا بلادى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة