"واشنطن بوست": القومية الدينية تجد موطئ قدم لها فى الشرق الأوسط

الأحد، 04 يناير 2015 11:13 ص
"واشنطن بوست": القومية الدينية تجد موطئ قدم لها فى الشرق الأوسط مقاتلو داعش
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن القومية الدينية أصبحت تجد موطئ قدم لها فى الشرق الوسط، مؤكدة على أن أحد أكثر الجوانب مأساوية لظهور ما يسمى بتنظيم داعش هو التطهير العرقى والدينى الذى يمارس فى ظل دولة الخلافة التى أعلنها لنفسه فى مناطق بسوريا والعراق، موضحة أن ذلك يحاكى القمع الأخير للأقباط فى مصر فى عهد الإخوان المسلمين وما تتعرض له الأقليات الدينية فى سوريا سواء المسيحيين أو الدروز أو الأقلية العلوية الحاكمة.

وفى مقال كتبه برايان كاتلوس، أستاذ الدراسات الدينية بجامعة كولورادو، قالت الصحيفة "إنه فى ظل كثير من التقارير التى تتحدث عن هذا العنف، تأتى صفات "بربرية" و"العصور الوسطى"، جنبا إلى جنب مع إيحاء بأن هذا النوع من التعصب هو سمة من سمات الإسلام ويتناقض مع العلمانية المستنيرة والعقلانية فى الغرب، لكن على نفس القدر من وحشية هذا العنف الطائفى، هناك حقيقة أن هناك الكثير من الأقليات الدينية فى الشرق الأوسط شاهدة على أنه برغم العدوات القديمة، فإن جماعات عرقية وطوائف دينية لا تعد ولا تحصى نجت بل وازدهرت فى تلك المنطقة خلال ما يقرب من 1500 عام من هيمنة الإسلام فيها، مشيرة إلى أن "ثراء الثقافة، حيث تتواجد الكثير من الطوائف القديمة واللغات الغامضة، والتى بقت فى مجتمعات محلية صغيرة للغاية، يسبق الإسلام والمسيحية وحتى اليهودية، بشكل لا مثيل له فى أوروبا، فالطائفة الإيزيدية على سبيل المثال تعود إلى بلاد ما بين النهرين، والآرامية لغة السيد المسيح لا يزال البعض يتحدث بها فى بعض القرى القريبة من دمشق".

لكن الكاتب يستطرد قائلا "إن هذا لا يعنى القول بأن الشرق الأوسط الإسلامى كان متسامحا للغاية، فقد تخلل تاريخه اندلاع العنف العرقى والدينى، لكن بشكل عام، كان هذا نادراً، والأكثر ندرة أن يكون هذا قاتلا للمجتمعات المعنية"، فكان هناك تزاوج بين السنة والشيعة على مدار ألف عام، وكان هناك ازدهار لطوائف مثل الدروز والعلويين الذين يعتبرها السنة خارجين عن الدين.. وازدهرت اليهودية فى الشرق الأوسط المسلم حتى وقت قريب للغاية، كما أن المسيحية تحظى بتنوع فى المنطقة لا مثيل له فى مكان آخر.
وأكد برايان كاتلوس، أستاذ الدراسات الدينية بجامعة كولورادو على أن انهيار التسامح والتعددية الدينية فى الشرق الأوسط فى الوقت الراهن دليل على عودة العصور الوسطى، كما أن دفاعها ليس دينيا برغم التعبير عن ذلك، بل هو عرض لما يمكن أن نسميه الحداثة وإطارها السياسى "القومية".










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة