مواطن هولندى يعانى مرضا إلكترونيا.. مابيستحماش بسبب هوس تخزين الصور

يستخدم الإنسان المعاصر العديد من الأجهزة الإلكترونية التى سهلت حياته، ورغم فوائد هذه الأجهزة إلا أن الإفراط فى استخدامها له العديد من الأضرار النفسية والعضوية والاجتماعية، والتى قد تصل إلى حد الإصابة ببعض الأمراض التى لم يعرفها الإنسان من قبل.

ومن هذه الأمراض مرض إلكترونى يمثل نوعا جديدا من الأمراض غير المعروفة من قبل وهى الحالة التى أصابت أحد المواطنين بأمستردام، والذى تكتم أطباؤه عن الإفصاح بهويته واكتفوا بوصف حالته المرضية التى نشر تفاصيلها موقع الديلى ميل الإلكترونى مؤخرا.

ويعانى هذا الرجل الذى يبلغ من العمر 47 عاما من رغبة جارفة فى التقاط الصور وتخزينها بكميات هائلة دون استخدامها أو النظر إليها، فقط لسبب غريب يتمثل فى اقتناعه أن هذه الصور من الممكن أن يتم استخدامها فى المستقبل، لذلك لا يستغنى عن أى منها.

ويلتقط ما يقرب من 1000 صورة يوميا ثم يعيد تنظيمها لمدة لا تقل عن 5 ساعات يوميا، وتخزينها على جهازه الذى يستوعب ملايين الصور الرقمية، ما يمنع هذا الشخص عن النوم أو النظافة أو الترفيه عن نفسه.

وأشار الأطباء إن حالة هذا الرجل تعد افتتاحية لمرض عصرى جديد يسمى بـ"اضطراب التخزين الرقمى"، الذى يجب علاجه والذى يندرج تحت اضطراب التخزين الموجود فعليا ولكن للأشياء بوجه عام.

ويعرف هذا الاضطراب على أنه حالة من تخزين المستندات الرقمية دون وجهة نظرة معينة أو خطة ما، ما ينتج عنه حالة من التوتر أو الضغط وعدم التنظيم.

معلومات عن الحالة المرضية

وهذا الشخص غير متزوج وليس لديه أطفال، ويعيش فى شقته فى أمستردام، يتم علاجه الآن فى عيادة الطب النفسى بالمركز الطبى الأكاديمى، بعد أن طلب من المختصين علاجه من هذا السلوك الغريب، وكان قد تم تشخيصه بالإصابة باضطراب التوحد مسبقا مع بعض السمات لاضطراب نقص الانتباه.

كما أنه عانى من فترات اكتئاب منذ عام 1994، وتم علاجه بمضادات للاكتئاب، وأخبر هذا الرجل الأطباء أنه بدأ فى تخزين الأشياء منذ المرحلة الجامعية، ولكن هذا الأمر تزايد مع تقدمه فى السن.

ويذكر المريض أنه بدأ يخزن أشياء غير ذات قيمة مثل الورق وأجزاء الدراجات، ويجد صعوبة كبيرة فى التخلص منها، على الرغم من أن هذه الأشياء تملأ شقته ويشعر بالحرج لدعوة الأشخاص لمنزله، ثم توجه لتخزين الصور الرقمية منذ 5 سنوات.

وتصاعدت حالة هذا الشخص لحالة مزرية جعلته يحمل الصور الأصلية على 4 "هارد دريف"، ويخزن نسخة منها على 4 آخرين، وقال الرجل إن تنظيم كل هذا الكم من الصور يجعله يشعر بالإحباط، كما أنه يضيع الكثير من الوقت فى هذه العملية من 3 إلى 5 ساعات يوميا، مما يؤثر على نومه وكل أنشطته اليومية.

طريقة علاج الحالة المرضية

تعامل الأطباء مع حالة هذا المريض عن طريق العلاج السلوكى الإدراكى، من خلال بدء تنظيم الفوضى الموجودة فى منزله، وعلى الرغم من ذلك أثبت التقرير الطبى تقدم بطىء، لأن الرجل ما زال يريد أن يكون له كامل السلطة على ما يتم الاستغناء عنه، ولكن الخطوة القادمة فى العلاج تتمثل فى جعله ينظم صوره وفقا للموضوع الذى تندرج تحته، ومسح الصور ذات الجودة الأقل.