جدل من نوع جديد حول عمليات زراعة الرحم بعد أن ثار الجدل حول عمليات تأجير الأرحام وهو الأمر الذى يحدث فى الدول الأجنبية دون قيود دينية أو أخلاقية خلاف ما يحدث فى مجتماعاتنا الشرقية والإسلامية، نظرا لما يشوب هذا الأمر من شبهات فى اختلاط الأنساب واعتراض المؤسسات الدينية على هذا الأمر الشائك.
فبعد عمليات تأجير الأرحام التى تمت فى الخارج وانتقلت فى بعض المجتمعات الشرقية فى الخفاء يجرى العلماء البريطانيون حاليا محاولات لإجراء جراحات جديدة لزراعة الرحم من خلال نقل الأرحام من سيدات توفين إكلينيكيا إلى سيدات أخريات أحياء ليس لديهن رحم بسبب استئصاله أو وجود عيوب خلقية لديهن, وهو ما يثير جدلا حول قضيتين أولهما فكرة نقل الأعضاء بصفة عامة من مرضى الموت الدماغى والثانية فكرة نقل الرحم من الأموات إلى الأحياء واختلاط الأنساب بسبب ذلك.
وقد سلطت صحيفة "الديلى ميل" البريطانية، الضوء على هذه العملية المرتقبة فى بريطانيا، حيث أفادت أن حلم الأنجاب قد يتحقق للنساء اللاتى تعرضن لاستئصال الرحم بسبب السرطان أو مشكلة خلقية أخرى عن طريق عملية زراعة الرحم.
وقال فريق من الأطباء البريطانيين إن هذه الجراحة تقدم حلا لنحو 50000 امرأة بريطانية ولدن بدون رحم أو قمن بإزالته بسبب أمراض مثل السرطان أو الحالات المعقدة المرتبطة ببطانة الرحم.
وراشيل البريطانية التى تبلغ من العمر 34 عاماً إحدى هذه السيدات على قوائم الانتظار لإجراء هذه الزراعة, حيث تتعطش للإنجاب والحمل لكن كان هذا الأمر مستحيلاً، لأن راشيل ليس لديها رحم، حيث قامت باستئصاله منذ أكثر من 8 سنوات.
وقالت راشيل إن أحد الأسباب التى جعلتنى ممرضة، هو أننى أحب خدمة الآخرين ولكن بقدر ما أحب رعاية المرضى، أتوق لرعاية الطفل الذى يأتى من أحشائى، لافتة إلى أن أصعب قرار اتخذته فى حياتها هو استئصال الرحم بسبب الألم الرهيب الذى عانت منه يومياً.
ومؤخرا حصل الجراحون البريطانيون على الموافقة والتصريح لتنفيذ عمليات زرع الرحم فى بريطانيا لأول مرة وأول طفل سيولد نتيجة هذه العملية من المتوقع أن يولد فى أواخر 2017 أو 2018، لافتين إلى أن أول عملية زرع رحم ناجحة فى العالم أجريت فى السويد فى عام 2013 وكانت المتبرعة أم المرأة.
وأشار الأطباء الآن إلى أن هناك عشر نساء بريطانيات سيخضعن لهذا الإجراء خلافا لما تم فى السويد، والذى تم من خلال تبرع الأم برحمها لابنتها التى لا تمتلك رحما، لافتين إلى أن عملية زراعة الرحم المتوقع إجرائها لسيدة بريطانية ستتم من خلال نزع رحم من امرأة تعانى من الموت الدماغى، مضيفين أنه سيتم اختيار امرأة محظوظة لتكون أول امرأة فى بريطانيا تخضع لعملية زرع الرحم.
وأضاف دكتور ريتشارد سميث، استشارى النساء والتوليد فى إمبريال كوليدج لندن، قائد فريق الأطباء أنه قبل منح المرأة الرحم يجب خضوعها لإجراء عملية التلقيح الصناعى لتخزين البويضات داخل الرحم، وذلك لتجنب الحمل خارج الرحم الذى ينمو فيه الجنين خارج الرحم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة