المصريون مش فارق معاهم السرطان.. رغم تحذيرات الصحة العالمية.. مواطنون يواصلون استهلاك اللحوم المصنعة ويؤكدون: "عارفين إنها مش صحية ومعدتنا بتطحن الزلط .. تجار: أشهر المطاعم "بتاخد من عندنا "

الجمعة، 30 أكتوبر 2015 12:16 م
المصريون مش فارق معاهم السرطان.. رغم تحذيرات الصحة العالمية.. مواطنون يواصلون استهلاك اللحوم المصنعة ويؤكدون: "عارفين إنها مش صحية ومعدتنا بتطحن الزلط .. تجار: أشهر المطاعم  "بتاخد من عندنا " اسواق بيع اللحوم المصنعه
كتب - أحمد جمال الدين - محمد سالمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن العدد اليومى...


«تناول البرجر والسوسيس والسجق والبسطرمة واللانشون يسبب السرطان»، هو التحذير الذى أعلنته منظمة الصحة العالمية عن مخاطر اللحوم المصنعة على صحة الإنسان، ورغم هذه التحذيرات، لم يتجاوب معها المستهلك الذى استمر فى التردد على شرائها، وهو ما رصدته «اليوم السابع» خلال جولتها فى أسواق إمبابة والعتبة وباب اللوق ومجموعة من المطاعم المتفرقة و«عربات الكبدة والسجق» فى منطقة وسط البلد.

ممر ضيق مظلم تمتلئ أرضيته بالقاذورات والقطط تراصت على جانبيه محلات صغيرة تفوح منها الرائحة الكريهة، هنا سوق العتبة واحد من أهم وأشهر الأماكن لبيع أنواع اللحوم المصنعة «البرجر والسوسيس والسجق والبسطرمة واللانشون»، التى يتراوح ثمنها بين 30 إلى 40 جنيها.

اليوم السابع -10 -2015


«هعمل إيه الحال على قده.. وأهو السجق والسوسيس والحاجات ديه بتمشى اليوم مع العيال.. والبلدى أسعاره نار زى ما أنتم شايفين»، هكذا بدأت الحاجة فاطمة حديثها من أمام أحد محلات اللحوم المجمدة فى سوق العتبة، الأربعينية العمر والأم لثلاثة أولاد فى مراحل التعليم المختلفة، دفعتها ظروفها المادية الصعبة للإقبال على شراء السجق والبرجر، رغم تحذيرات منظمة الصحة العالمية من تلك المأكولات التى تصيب بالسرطان، وهو ما عبرت عنه بقولها: «عارفة إنها ممكن تكون مش صحية بس مفيش بديل.. هنعمل إيه.. كل حاجة غالية ومصاريف المدارس مابترحمش وربنا بيسترها مع الغلابة».

وفى سوق باب اللوق، الشهير ببيع تلك المنتجات، شهدت عدد من المحلات وجود عدد من المستهلكين من مختلف الأعمار، وقال سمير، يعمل موظفا فى إحدى الشركات الخاصة: «بشترى البرجر والسجق والسويس بناء على طلب أولادى المستمر، على الرغم من عدم تفضيله لتناولها،الكلام عن مخاطر الإصابة بالسرطان من زمان أوى، لكن محصلش حاجة ومفيش حاجة بتحصل»، مشددا على ضرورة تدخل الحكومة لخفض أسعار اللحوم حتى لا يضطر إلى شراء تلك المنتجات، معبرا بقوله:«لو الحكومة خايفة علينا ترخلصنا اللحمة».

وهو ما أكد عليه سائق تاكسى يقف أمام محلات السوبر ماركت فى منطقة العتبة، يقوم بعرض العديد من تلك المنتجات لشركات مختلفة قائلا: «اللانشون ده أساسى، عندى المدام كل يوم بتعمل سندوتشات للعيال وهمة رايحين المدرسة، وبيطلبوه بالاسم، ومش عاوزين جبنة أو غيره.. دول كمان بيكونوا عاوزنى أشترى ليهم وأنا مروح سندوتشات من الشارع عشان العشا، وبصراحة الموضوع بتاع السرطان مقلق، لكن هنعمل إيه، ممكن نمنعه شوية وبعدين نرجع ناكله تانى، إحنا طول عمرنا كده».
اليوم السابع -10 -2015


الإقبال على تلك المنتجات لم يكن قاصرا على الأطفال فقط، إنما الشباب أيضا يقبلون على هذه الأطعمة المصنعة، وهو ما تم رصده على عربات الكبدة والسجق المنتشرة فى شوارع وسط البلد، حيث يقول مصطفى، الطالب بالصف الأول الجامعى: «أنا باكل كل أنواع اللحوم المجمدة، البرجر والكبدة والسجق، ومن الشارع كمان، لأن طعمها بيكون أحسن، التحذيرات اللى انتم بتقولوها مش جديدة سمعتها كتير، وبعدين مفيش حد بيموت ناقص عمر»، فيما قال آخر فى الأربعينيات من عمره: «طول اليوم بره البيت هاكل إيه، ومنين، وبعدين أنتم مش شايفين الأسعار عامله إزاى؟ اللحمة البلدى مش بنشوفها غير فى العيد»، هكذا علق رجل فى مطلع الأربعينيات يعمل مندوبا للمبيعات، على إمكانية الإصابة بالسرطان فى حالة تناول أنواع من اللحوم المصنعة، وتابع منهمكا فى تناول عدة سندوتشات متنوعة من عربة لبيع الكبدة والسجق فى منطقة وسط البلد، قائلا:«يا عم روح شوف الأسواق الناس شغاله زى الفل وبتبيع وتشترى اللحوم المصنعة الدنيا ماشية تمام ومعدة المصريين تطحن أى حاجة».

أصبح التعرف على أحوال تجار اللحوم المصنعة ضروريا فى محاولة لاكتشاف أى تغيير أو وجود حالة طوارئ عقب هذه تحذيرات المنظمة، وهو ما تم خلال جولة سوق إمبابة، التى تنتشر بها العديد من محلات بيع اللحوم المصنعة.

وأمام أحد محلات الشهيرة، الذى يقطع مساحة كبيرة من الشارع لوضع منتجاته من هذه اللحوم، والتى تختلف أسعارها بحسب الشركة المنتجة لها، وهو ما أكده طفل صغير يعمل بائعا فى المحل، حيث قال: «فى أنواع مختلفة من البرجر تتراوح سعرها من 15 إلى 30 جنيه، وفى عروض كمان 20 قطعة سجق وبرجر بـ10 جنيه، وكيلو السوسيس بـ20 جنيه، واللانشون بالوحدة زى ما هى متعلقها على باب المحل، الحاجات نضيفة متقلقش». رفض التجار تحذيرات منظمة الصحة العالمية: «الكلام ده كله كدب، والحاجة زى الفل، وأشهر الفنادق والبواخر النيلية بيتعملوا معانا»، هذا ما أكده أحد تجار الجملة داخل سوق باب اللوق، رافضا ما يقال عن الأخطار الصحية التى يتعرض لها مستهلكى تلك المأكولات، مشددا على أنهم يتعاملون مع عدد من المطاعم والبواخر النيلية الشهيرة.
اليوم السابع -10 -2015


طلب الحصول على بيان أسعار للمنتجات من أجل مجموعة شباب يرغبون فى إنشاء مطعم صغير للمأكولات السريعة مثل سندوتشات الكبدة والسجق وغيرها من مشتقات اللحوم المصنع، بالإضافة إلى إمكانية التعامل فى توريد بضائع للمطاعم الأخرى، كان هو المدخل للتعرف على أحد المصانع غير المرخصة «بير السلم» التى تعمل فى مجال تصنيع السجق والسوسيس، هو ما دلنا عليه أحد تجار الجملة لبيع اللحوم المجمدة فى سوق باب اللوق، واكتشفنا أنها غرفة صغيرة بلا تهوية ومشققة الجدران، وأمامها وقف رجل ستينى العمر أمام ماكينة بدائية لفرم اللحوم يقوم بإعداد السجق، وبسؤاله عن سعر الكيلو، أجاب مقتضبا: «الكيلو بـ38 جنيه، ده لحم صافى، أنا مش بشتغل فى الشعبى المخلط»، وبعد محاولة لعرض فكرة التعامل بالجملة، طلب صانع السجق ضرورة تحديد المكان، الذى كان الإجابة عليه بأنه فى أحد مناطق شبرا، وهو الأمر الذى جعله يغير نبرته فى الحوار، قائلا: «أنا شغلى مش هينفع معاكم هناك، دى منطقة شعبية أسعارى غالية عليكم ومش هتكسبوا من وراها، وكمان أنا راجل كبير مش هقدر أعمل كميات زى ما أنتم عاوزين، فى مصانع تانية ممكن تبيع ليكم صنف تكسبوا فيه بس ده مخلوط زى ما قلت».
اليوم السابع -10 -2015









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة