الدكتور هانى نعيم يكتب: الكبد الدهنى والسكر.. المضاعفات والعلاج

الجمعة، 09 أكتوبر 2015 11:00 م
الدكتور هانى نعيم يكتب: الكبد الدهنى والسكر.. المضاعفات والعلاج أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من المواضيع التى تمت مناقشتها باستفاضة فى مؤتمر الجمعية الأوروبية للسكر مرض الكبد الدهنى. فقد ظهرت أخيرًا نتائج دراسات استمرت لأكثر من خمسة عشر عامًا وقد جاءت النتائج غير متوقعة على الإطلاق.

فبدايةً كان من المفاهيم السائدة أن زيادة الوزن وارتفاع السكر يسببان الكبد الدهنى، ولكن اتضح أن للسمنة نوعين أحدهما حميد والآخر خبيث. السمنة الحميدة تتراكم فيها الدهون خارج جدار البطن بينما فى السمنة الخبيثة تتراكم فيها الدهون فى الأحشاء والكبد مع أو بدون تراكمها خارج جدار البطن. ولسوء الحظ عادةً ما تتجمع الدهون فى المكانين سويا.

ونستطيع أن نقسم مرض الكبد الدهنى إلى عدة مراحل، تبدأ بتراكم الدهون داخل الخلايا الكبدية ثم يحدث التهاب الكبد الدهنى. وقد يتطور التهاب الكبد الدهنى إلى تليف الكبد الذى قد يتطور إلى سرطان الكبد.

ولكى يتم تشخيص المرض يجب أن لا يكون الشخص مصابًا بأى من الفيروسات الكبدية ولا أمراض الكبد المناعية ولا يتناول الكحوليات أو أى أدوية ضارة بالكبد. وتوجد عدة طرق للتشخيص أدقها هو فحص عينة من الكبد و أسهلها هو عمل موجات صوتية للكبد.

تبدأ القصة بتناول كم زائد من الدهون والنشويات التى يتم تحويلها إلى دهون، بالإضافة إلى تناول سكر فركتوز والإصابة بالقولون العصبى الذى يسمح بخروج السموم الميكروبية من الأمعاء إلى الكبد. فيبدأ الجسم فى تخزين الدهون فى الكبد والأحشاء.

ومع تزايد حجم الدهون الثلاثية داخل الخلية الكبدية لأكثر من 5% من حجمها تصاب الخلية الكبدية بالتسمم الدهنى. وهذا يؤثر سلبًا على وظيفتها فتقل قدرتها على التعامل مع الدهون وتقل حساسيتها للأنسولين. فيبدأ الكبد فى إفراز السكر ويحتاج الجسم لإفراز كمية أكبر من الأنسولين للسيطرة على مستوى السكر بالدم.

ومع زيادة إفراز الأنسولين يزداد وزن المريض وبالتبعية تزداد مشكلة الكبد الدهنى. ويفقد الكبد قدرته على تحويل الدهون الضارة إلى دهون مفيدة والتخلص من دهون الدم الزائدة. ومع مرور الوقت يفقد البنكرياس قدرته على التغلب على مقاومة الأنسولين فيبدأ مستوى السكر بالارتفاع فيصاب مريض الكبد الدهنى بمرض السكر.


وقد تمت دراسة العلاقة بين الكبد الدهنى والسكر والقلب والشرايين وضغط الدم وأمراض الكلى. فعند مراجعة نسب الإصابة بجلطات شرايين القلب والمخ فى مرضى السكر، وُجد أن معدلات الإصابة أكثر بنسبة ملحوظة فى مرضى السكر الذين يعانون من الكبد الدهنى عن من لا يعانون منه. ووُجد أيضا باستخدام الوسائل التشخيصية الحديثة مثل الرنين المغناطيسى الوظيفى أنه فى مرضى الكبد الدهنى تتراكم الدهون فى أنسجة عضلة القلب، فتبدأ بإحداث خلل وظيفى فى انبساط عضلة القلب، ووُجد أيضا أن نسبة الإصابة بإضطرابات ضربات القلب و الرعشة الأذينية أعلى بكثير فى مرضى الكبد الدهنى حتى مع ضبط السكر والضغط، مما يشير إلى أن الكبد الدهنى فى حد ذاته هو سبب منفصل لهذه المضاعفات بالقلب والشرايين.

أما بالنسبة للكلى فحتى الآن لا يوجد سوى أربعة أبحاث عن العلاقة بين الكبد الدهنى والكلى. وقد اجمعت نتائجها على أنه توجد علاقة. وأنه مع تراكم الدهون فى خلايا الكبد يحدث تراكم مماثل فى الكلى ولكنه لم يتم دراسة كيفية حدوث الضرر فى الكلى حتى الآن. و جار عمل المزيد من الأبحاث التى سنرى نتائجها فى السنوات المقبلة.

بالنسبة لعلاج الكبد الدهنى ومضاعفاته فقد تم عمل الكثير من الدراسات على مختلف الأدوية والعلاجات فقد أجمعت جميعها على أن فقدان الوزن من 5-10% من الوزن كفيلة بإصلاح الضرر. وتتلخص العلاجات فى التالى:
أولا: أفضل النتائج جاءت مع جراحات السمنة (ويؤخذ فى الاعتبار أن المرضى الذين يقومون بإجراء هذه الجراحات كلهم مصابون بالسمنة المفرطة).
ثانيا: العلاج الدوائى:
وجد أن أفضل النتائج جاءت مع عقار ليراجلوتيد وإكزيناتيد ثم عقار بيوجليتازون. وكانت نتائج فيتامين ه متضاربة فكثير من الأبحاث جاءت بنتائج جيدة وفى بعضها لم يُحدث فيتامين ه أى نتيجة. ولهذا قد بدأت مجموعة من الأبحاث لدراسة الأسباب التى تجعل لفيتامين ه نتائج مبهرة فى بعض المرضى ولا تأتى بأى نتيجة فى البعض الآخر.

وقد أشار العلماء بأنه فى الأغلب نتائج عقار ليراجلوتيد هى الأفضل فى العلاج الكبد الدهنى نظرا لأنه بالإضافة إلى آثاره على الكبد فإنه ينجح فى خفض وزن المريض بمقدار أكثر من 10% من وزنه فى معظم المرضى.












مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة