كيف حققت الكويت المعادلة الصعبة بالتوازن بين احتياجات الداخل ودعم الأصدقاء بالخارج؟..الشيخ صباح الأحمد يؤمن بأهمية الشراكة العالمية ومبدأ المسئولية المشتركة لتحقيق التنمية.. وعلاقته بمصر نموذج للتوازن

الجمعة، 09 أكتوبر 2015 11:58 م
كيف حققت الكويت المعادلة الصعبة بالتوازن بين احتياجات الداخل ودعم الأصدقاء بالخارج؟..الشيخ صباح الأحمد يؤمن بأهمية الشراكة العالمية ومبدأ المسئولية المشتركة لتحقيق التنمية.. وعلاقته بمصر نموذج للتوازن الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت
كتب هاشم الفخرانى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل أيام قالت وكالة فيتش للتصنيف الائتمانى، إن الكويت قادرة على مواصلة الإنفاق الرأسمالى المرتفع على المشاريع، رغم انخفاض أسعار النفط، مرجعة ذلك إلى التناغم الحاصل بين الحكومة وأعضاء مجلس الأمة الذى يدعم تبنى هذه السياسة، كما توقعت "فيتش" أن تسجّل الكويت فائضاً فى موازنتى 2015 و2016، بعكس دول الخليج الأخرى، إذ توقعت الوكالة أن تسجّل قطر عجزاً محدوداً فى 2015 يرتفع إلى 5.3% فى 2016، فيما رأت أن ميزانيات السعودية والبحرين وعمان ستسجل عجوزات خلال العام الجارى فى خانة العشرات.

الكويت تحتل المركز الرابع عربيًا فى التقرير العالمى للتنافسية


تزامن ذلك أيضاً مع صدور التقرير العالمى للتنافسية الذى يقوم المنتدى الاقتصادى العالمى فى دافوس بسويسرا بإعداده بشكل سنوى، والذى يعتبر أهم تقارير قياس التنافسية لدول العالم، حيث أشار إلى أن الكويت احتلت المركز الرابع عربيًا، بينما تحسن ترتيبها العالمى بستة مراكز من المركز 40 إلى المركز 34.

أهمية التقرير تنبع من اعتماده على نوعين من البيانات؛ الأول هو وجهات نظر رجال الأعمال والمديرين التنفيذيين فى قطاع الأعمال فى الدولة، التى يتم جمعها من خلال استبانة مكثفة للغاية، كذلك يتم تدعيم نتائج هذه الاستبانات من خلال تحليل البيانات الإحصائية المنشورة عن الدولة فى المصادر المختلفة، المحلية والعالمية، وقد بلغ عدد الدول التى تمت تغطيتها فى تقرير هذا العام 140 دولة، مقارنة بـ144 دولة فى العام السابق، وبذلك يعد أكثر التقارير كثافة فى العالم، كما أن المؤشر العالمى للتنافسية يتكون من ثلاثة مؤشرات فرعية فى غاية الأهمية لتنافسية دول العالم، وهى مؤشر المتطلبات الأساسية الذى يقيس كفاءة المؤسسات فى الدولة والبنية التحتية والاقتصاد الكلى والصحة وكفاءة نظام التعليم الابتدائى، وهو ما يؤكد أهمية ما يصدر عنه .

خط متوازن للكويت بين مطالب واحتياجات الداخل وتأدية الدور الخارجى


إذا نظرنا إلى هذه النتائج سنصل إلى تفسير للمعادلة التى تسير عليها الكويت فى التوازن بين مطالب واحتياجات الداخل، وتأدية الدور الخارجى الذى يسمح للكويت بالتواجد، وهى المعادلة التى طبقها بدرجة عالية من المهنية الشيخ صباح الأحمد الصباح، أمير الكويت، منذ أن تولى الحكم فى 2006، فهو لا يهتم بالداخل على حساب الخارج، أو العكس، بل إنه يحدث توازن دقيق بين الاثنين بشكل يعطى للكويت المكانة والتواجد الذى يليق بها، كما يمنحها القدرة فى التعبير عن نفسها .

أمير الإنسانية


ما فعله أمير الكويت أنه ركز على ضبط آليات الداخل لتساعده على مساعدة الآخرين فى الخارج، لتكتمل الرسالة التى يبتغيها أمير الكويت أو الإستراتيجية المنطلقة من أرضية الاهتمام بالتنمية ليس فى الكويت فقط وإنما فى العالم، لذلك لقبته الأمم المتحدة بأمير الإنسانية، كما كان ذلك دافعاً لمشاركته فى القمة العالمية لاعتماد جدول أعمال التنمية لما بعد 2015 التى عقدت بنيويورك سبتمبر الماضى على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث ألقى الأمير كلمة أكد خلالها أن الإعلان وأهداف التنمية المستدامة الـ17 تمثل بأبعادها الثلاث الاقتصادية - الاجتماعية – البيئية، التى تم اعتمادها فى هذه القمة منطلقًا لدعم التطلعات الإنمائية العالمية، مع الإشارة إلى أن التنمية المستدامة المستهدفة تواجه تحديات كبيرة بسبب الأنماط السلوكية للإنسان على مر العصور، إضافة إلى أثر الكوارث الطبيعية وارتفاع درجة حرارة الأرض، الأمر الذى يضاعف من مسئوليتنا .

وأشار الشيخ صباح، إلى أن أهداف التنمية المستدامة تحتم علينا العمل وفق أساليب مبتكرة يمكن التنبؤ بها لمواكبة المتطلبات والاحتياجات الإنمائية فى تنفيذ جدول أعمال التنمية لما بعد 2015 بهدف اجتثاث الفقر بحلول عام 2030، وذلك من خلال العمل الجماعى الدولى والشراكة العالمية الفعالة وفق مبدأ المسئولية المشتركة مع الأخذ بعين الاعتبار تباين الأعباء، منبهاً الجميع لتجربة الكويت فى تحمل مسئولياتها الإقليمية والدولية تجاه تحقيق الأهداف الإنمائية والعمل على تعزيزها ومعالجة قضاياها بإيجابية وفعالية، حيث استضافت فى السنوات القليلة الماضية عددًا من المؤتمرات الرفيعة المستوى الاقتصادية منها والإنمائية والإنسانية.

مبادرات لتعزيز الشراكة والتعاون


كما أطلقت العديد من المبادرات لتعزيز الشراكة والتعاون فى المجالين التنموى والإنسانى، كما إن دولة الكويت لم تدخر جهدًا فى مساعيها الرامية إلى تقديم المساعدات التنموية للدول النامية والدول الأقل نمواً من خلال مؤسساتها المختلفة، وأبرزها الصندوق الكويتى للتنمية الاقتصادية العربية عن طريق تقديم قروض ومنح ميسرة لإقامة مشاريع البنى التحتية لتلك الدول، حيث استمرت بلادى خلال السنوات الماضية فى تقديم مساعدات تنموية بلغت ما معدله 1.2% من إجمالى الناتج المحلى - أى أكثر من ضعف النسبة المتفق عليها دوليًا .

وفى طلب عاجل أكد الشيخ صباح ضرورة وفاء الدول المتقدمة بما التزمت به بتخصيص 0.7% من ناتجها القومى الإجمالى، لتأمين حصول الدول النامية على تمويل مستدام تأكيدا على الالتزامات التى تعهد بها المجتمع الدولى، منبهًا العالم إلى أن الكويت ورغم أنها دولة نامية فقد تبوأت المرتبة الأولى فى تقديم المساعدات الإنسانية لعام 2014 وفقًا لتقرير المساعدات الإنسانية العالمى الذى تصدره سنويًا منظمة مبادرة التنمية، حيث بلغ إجمالى المساعدات 0.24% من الناتج المحلى الإجمالى، وهى النسبة الأعلى من بين الدول المانحة فى العالم .

علاقات الكويت الخارجية قائمة على أساس الود والاحترام


ما يقوم به أمير الكويت هو جزء مهم من إستراتيجية يجب أن تكون أساساً لسلوك الدول وقادتها، فالعمل على توثيق العلاقات الإيجابية وتنميتها هو الأسلوب الأمثل الذى يحقق للدولة وجودها ليس فقط على المسرح الدولى، وإنما فى قلوب الشعوب كما فعل أمير الكويت، الذى يبنى علاقات بلاده الخارجية على أساس الود والاحترام، وهو ما نراه بشكل عملى فى علاقات الكويت مع مصر التى ظلت راسخة بل ازدادت رسوخاً مع الشيخ صباح الأحمد الصباح، الذى ظهر التناغم الشديد بينه وبين الرئيس عبد الفتاح السيسى، منذ أن اختار المصريون السيسى رئيساً لهم .

"نلتقى خلال ظروف وتحديات كبيرة على المستويين الإقليمى والدولى، سياسيًا واقتصاديًا، تضاعف أهمية المؤتمر، وضرورة انعقاده للوقوف إلى جانب أهم الاقتصاديات فى وطننا العربى، لبحث فرص الاستثمار المتعددة"، تلك كانت جزءًا من الكلمة التى ألقاها الشيخ صباح الأحمد خلال مشاركته فى المؤتمر الاقتصادى المصرى الذى عقد فى شرم الشيخ مارس الماضى، والذى شهد أيضاً إعلان الشيخ صباح ضخ الأجهزة الاستثمارية فى الكويت 4 مليار دولار استثمارات للاقتصاد المصرى، لتضاف إلى أرقام أخرى سبق وأعلنتها الكويت لدعم مصر بعد 30 يونيو .

علاقات خاصة مع مصر


أمير الكويت يحتفظ بعلاقات خاصة مع مصر، وضعته فى قلوب المصريين، والحديث هنا لا يقتصر على الأرقام التى سبق وأعلن عنها لدعم اقتصاد مصر، لكنه مرتبط بمواقف وتاريخ حافل، ومحاولات لرد الجميل لمصر من شخصية لن تنكر الجميل أبداً، كما أنها لا تتعامل بمنطق المن أو الاستعلاء، فهو يعرف قيمة مصر، كما أن مصر تعرف قدره وقدر الكويت بشكل عام، لذلك فهو لم يتجمل حينما قال إن الكويت "تعى أهمية مصر فى المحيطين الإقليمى والدولى، وقناعتنا بقدرة قادتها على صيانة استقلالها وحماية الاستثمارات فيها، فقد باشرت منذ عام 59 أول استثمار فى مصر، وكانت الاستثمارات فى كافة القطاعات، ونقدر الظروف الصعبة التى مرت بها مصر لقناعتنا بأهمية هذه الاستثمارات، لأن الاقتصاد المصرى حيوى فى مجتمعنا العربى، ويمتلك المقومات الأساسية لجعله اقتصاد راسخ".

الكويت تقدر قيمة مصر الإقليمية والدولية


هذه الحالة الخاصة التى تربط أمير الكويت بمصر نابعة من قناعته الشخصية بأهمية مصر، التى طالما وقفت بجوار الكويت، فكان موقف مصر المبدئى والثابت بارزًا خلال العدوان الذى تعرضت له الكويت على يد النظام العراقى السابق عام 1990 حينما وقفت وقفة حازمة إلى جانب الحق الكويتى فى جميع المحافل العربية والدولية، مؤكدة رفض العدوان العراقى ومطالبة بعودة الشرعية الكويتية فى مشهد سبق تكراره عندما وقفت الكويت برجالها وأموالها للدفاع عن مصر خلال العدوان عليها عام 1967 وحرب 6 أكتوبر عام 1973.

ومع "الشيخ صباح" حرصت الكويت على تقديم كل أشكال الدعم الاقتصادى والمالى حتى يتمكن الشعب المصرى من تجاوز الظروف الدقيقة التى يمر بها، وتجلى الدعم الكويتى لمصر من خلال تقديم المنح المالية العاجلة ففى نوفمبر الماضى تسلمت الحكومة المصرية مبلغ مليار دولار منحة لا ترد من الكويت، وفى يوليو 2013 اعتمد مجلس الوزراء الكويتى تقديم معونة عاجلة لمصر تضمنت وديعة بقيمة مليارى دولار أمريكى فى بنك مصر المركزى إضافة الى مليارين آخرين يقدم منها مليار دولار كمنحة، فيما يقدم المليار الرابع على شكل نفط ومشتقاته.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

سليمان .الكويت

كافي الي فينا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة