هل كان عمر الشريف «الشرقى» خائنا وعميلا للـ«الغرب» دفعته شهوة الرغبة فى العالمية إلى التمسح فى اليهود، أم كان فنانا كبيرا رفع اسم مصر فى السينما العالمية ومحافلها؟.
تطرح الكاتبة والناقدة الفنية المتميزة ناهد صلاح هذا السؤال فى كتابها الجميل «عمر الشريف بطل أيامنا الحلوة»، وبالرغم من أن أهمية هذا السؤال الذى ظل فى المخيلة الشعبية سنوات طويلة بدأ منذ خروج «الشريف» من السينما المحلية إلى السينما العالمية، ومن عاصفة اكتشافه فى فيلمه الأول «صراع فى الوادى» إلى كل محطاته السينمائية المتتالية، إلا أن الإجابة عليه ظلت انعكاسا للحالة السياسية التى تعيشها مصر، وبالتحديد فيما يتعلق بطبيعة الصراع مع إسرائيل، وتعى «ناهد» هذه النقطة بدرجة كبيرة فى كتابها، فتقدم الإجابة على السؤال برؤية متفردة عن «الشريف».
تبحر «المؤلفة» فى عوالمه الأسطورية، وتقدم تفاصيل غامضة فى تكوينه الشخصى، وفى أسرار عائلته، وقصة حبه وزواجه وطلاقه من فاتن حمامة، وهجرته وغربته وعلاقته بالقمار والنساء والسينما التى «ترك على خارطتها عناوين كبيرة وكثيرة تؤرخ لنجوميته وتنتصر للمثل بداخله، وحيرته بين حريته فى الخارج وحنينه إلى وطن تركه برغبته وكامل إرادته ورحيله».
لا يأخذنا الكتاب الذى يشمل 9 فصول إلى «سرد ذكرياتى» تقليدى، ولا يقدم سيرة نمطية لنجم كبير، ولا يجرى وراء «الفضائحية» من أجل الإثارة و«عداد التوزيع»، ولم تركز الكاتبة على وجه واحد من عدة وجوه لـ«الشريف»، وإنما هى قدمت عملا يميل إلى فن الرواية فى جانبه السردى، ويميل إلى التأريخ حين يستدعى وقائع تاريخية متنوعة، ويميل إلى السيرة الذاتية فى جانب ثالث حين يترك «الشريف» متحدثا عن حياته من الطفولة إلى الكهولة، ومن المحلية إلى العالمية، ويميل إلى التحليل السياسى فى جانب رابع حين يتم وضع كل شىء فى سياقه السياسى العام، وبالتالى فنحن نقرأ كتابا يجمع كل هذه الجوانب، لكن الكاتبة لا تنس مهمتها الأصلية وهى الكتابة عن عمر الشريف التى تعتمد فيها على مصادر كثيرة، من بينها لقاءات ليست طويلة معه أجرتها هى بنفسها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة