أقر وأعترف وأبصم بالعشرة وبصفتى مسلما عربيا مصريا أن ما حدث فى شوارع باريس هو إرهاب قذر ولا صلة له بالإسلام الذى يدعو للسلام والمحبة، وأن إسلامنا لا يحرض على الذبح أو الكراهية أو القتل أو الحرق أو التخريب أو التفجير فى أى مكان، وأن كل ما يقوله مشايخ داعش أو الإخوان عن أن القتل والحرق سبيلهم لإقامة شرع الله مجرد فتاوى شيطانية هدفها عرش الشيطان لا عرش الرحمن، وإذا كان مشايخ هؤلاء يكفروننا، كما يفعل القاتل الإرهابى عاصم عبدالماجد، فإننا سوف نستخدم نفس سلاحه، ونقول له، أنتم الذين كفرتم وخرجتم عن الإسلام وإنكم وداعش جئتم بدين جديد يختلف اختلافا كليا عن الدين الإسلامى السمح والذى يقول نبيه يوصى الجيش قبل موقعة مؤتة: «أوصيكم بتقوى الله وبمن معكم من المسلمين خيرا، اغزوا باسم الله فى سبيل الله من كفر بالله، لا تغدروا ولا تغلوا ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة ولا كبيرا فانيا ولا منعزلا بصومعة ولا تقربوا نخلا ولا تقطعوا شجرا ولا تهدموا بناءً».
هذا جزء من وصية الرسول الكريم وليس فيها أى تحريض على قتل الأبرياء كما فعل الدواعش.
إذا لا الله ولا رسوله ولا قرآنه يقبلون هذه الجريمة التى وقعت فى فرنسا أو الجريمة التى وقعت فى لبنان، هذه هى الحقيقة المطلقة التى نؤمن بها كمسلمين، ولكن هل قمنا بتعريف الغرب بهذه الحقائق؟ الإجابة بالتأكيد «لا» والسبب أننا اكتفينا بمخاطبة أنفسنا، والنتيجة أن الغرب اختزل الإسلام فى داعش، واعتبر أن الإرهابى الذى فجر نفسه فى شوارع باريس هو المتحدث باسم الإسلام وأننا جميعا كمسلمين بداخلنا داعش ومذهبنا هو القتل ودستورنا هو الحرق، هذا هو الإسلام فى العقل الغربى وتم تأصيله بعد العمليات الإرهابية الأخيرة.
المفاجأة أن منظمات حقوقية غربية تصف ما يقوم به الإخوان فى مصر بأنه شرعى، بينما تصف ما حدث فى باريس بأنه إرهاب رغم علمهم الكامل بأن جريمة الإخوان لا تختلف عن جريمة داعش فكلتاهما عمليات إرهابية وراءها جماعات متطرفة، إلا أن المنظمات الغربية تكيل بمكيالين، فهى ترفض ما تقوم به الحكومة المصرية ضد جرائم الإخوان وتعتبره خرقا لحقوق الإنسان، أما ما تقوم به السلطات الفرنسية ضد كل من له صلة بالجريمة التى وقعت فى باريس فهو أمر طبيعى وحق لحماية فرنسا من غول الإرهاب.
والحقيقه أن الغرب ما زال ينظر لتنظم الإخوان على أنه تنظيم يدافع عن شرعيته وله الحق فى استخدام القتل والحرق والإرهاب ضد جيش وشعب مصر وهو التناقض بعينه، لأن الإرهاب لا وطن له وإذا بررت الدول الغربية لإرهاب الإخوان فى مصر فإنها ستجد من يبرر العمليات الإرهابية فى عواصم هذه الدول، كما هو الحال فى باريس الآن، التى ذاقت نار الإرهاب الذى لا يختلف كثيرا عن إرهاب الإخوان فى مصر وإذا اتخذ النظام المصرى نفس الإجراءات التى اتخذتها فرنسا من طوارئ والاشتباه فى أى متهم فإننا نجد من يخرج علينا من فرنسا أو الدول الغربية بخطاب عن حقوق الإنسان والكلام الفارغ ولا يكتفون بذلك بل نجد من يهددنا ويندد بما نقوم به من إجراءات لحماية أمننا القومى ويساعدها فى ذلك بعض المصريين الذين يريدون خراب مصر الذين نسوا كل مبادئ حقوق الإنسان مع فرنسا، ووصفوا خطوات فرض الطوارئ فى فرنسا أو توقيف أى مواطن فرنسى أو أجنبى مشتبه فى هذه العملية بأنه حق أصيل لفرنسا، أما مصر فإن فعلت ذلك فإننا دولة ديكتاتورية وضد حقوق الإنسان وربما يصل الأمر إلى أن تقوم هذه الدول وخاصه أمريكا بمنع المعونة عن القاهرة، فهل يعقل ذلك، وإلى متى سوف يظل الغرب والأمريكان يعتبرون أن إرهاب الإخوان فى مصر هو دفاع عن الشرعية وأن إرهاب داعش فى باريس هو إرهاب منظم؟
عبد الفتاح عبد المنعم
«شرعية» هنا و«إرهاب» هناك عمليات الإخوان «جهاد» وداعش «إرهاب»
الأربعاء، 18 نوفمبر 2015 12:00 م
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة