يسير فى طريقه؛ يقفز حواجزه أحيانا؛ يتعثر بها غالبا؛ يسقط؛ تكسر عظامه؛ ولكن سرعان ما تلملم جروحه وكسوره فهو فى النهاية إنسان.
رائحته في الأغلب مقززة من عرق جهده المبذول ولكن رائحة روحه جميلة متطايرة تنشر فرحا لأنه فى النهاية إنسان.
جيوب سرواله فارغة؛ مقطعة؛ كلما دخل بها الخير؛ سقط منها الكثير ليأخذها الذى يستحق والذى لا يستحق خيره!
ولكن جيوب قلبه مليئة؛ تعطى ولا تأخذ ومع ذلك لا تنفذ؛ تداوى ولا يداويها أحد ومع ذلك لا تصرخ؛ تضحك الجميع ولا يضحكها أحد ومع ذلك لا تبكى؛ فهو فى النهاية إنسان.
يكمل طريقه؛ وفى طريقه؛ أحيانا تهيج الأتربة؛ ولكنه مؤمن أنه لولا رياح الأتربة ما سقط خير الأمطار الذى سيسقيه ويغذيه فى رحلته!
في مسيرته؛ يقابل جبالا عاليا وسهولا واسعة؛ يواجه خوف الظلام وحرارة نهار؛ ولكنه فى النهاية إنسان؛ لونه من حرارة النهار؛ دقات قلبه من خوف الظلام؛ عضلاته من تسلق الجبال ولياقته من قفز السهول.
فى أثناء طريقه؛ يغير ويتغير؛ يغير أرضا جاء إليها غريبا ورحل عنها عزيزا.
يتغير؛ فكان يخاف إذا رأى أسدا ويقوم مسرعا يختبأ منه؛ ولكنه أصبح الآن يبحث عن أسنان أسد لتفترسه وتريحه من آلام نفسه، فغير وتغير ولكنه فى النهاية إنسان!
تذهب فابحث عنك؛ تنادينى فاهرب؛ فأنا لا أرى ولا أسمع ولا أتكلم ولكنى فى النهاية إنسان!
صورة أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة