د.عثمان فكرى

من أجلها فقط

السبت، 07 نوفمبر 2015 08:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هى لحظات يجب أن ترتفع فيها فوق أى توجه سياسى.. لا مكان هنا للكراهية أو الشماتة أو التشفى فى شخص.. مصر هى التى تتكلم الآن.. هى التى تطلب.. هى التى تتوجع.. هى التى تحتاجنا إلى جوارها.. لا يهم إذا كنت مع السيسى أو ضده.. لا يهم إذا كرهت أحمد موسى أم كنت تقتنع به.. لا يهم إذا كنت لم تر أن شيئا تغير، وأن الاقتصاد يتراجع، والأعباء تزداد على البسطاء، أم أن الدولة تسير فى الطريق الصحيح وتتقدم على طريق التنمية.. لا يهم اذا كنت ترى أن الفساد مازال يرتع فى أركان الدولة، ويتسبب حتى الآن فى كوارث لن يكون أخرها ما جرى ويجرى فى الإسكندرية والبحيرة، أم أن النظام الحالى ورث بنية تحتية منهارة فى الكهرباء والصرف الصحى والطرق ووسائل المواصلات، وهى مشكلات تحتاج مليارات لإصلاحها، وسنوات لإتمام ذلك، هذا إن توافرت الأموال، فما بالنا بدولة فقيرة، تعيش على المعونات والمساعدات والمنح والقروض من كل حدب وصوب.. لا يهم إن كانت حياتك صعبة ومعيشتك قاسية.. لا يهم الآن غير مصر.. مصر التى تتعرض لأزمة حقيقية تتجلى فى انخفاض حاد فى مواردها الضعيفة من الأساس.. وضربة موجعة لقطاع السياحة بكل ما يمثله كمصدر هام للعملة الصعبة الشحيحة، ومورد رزق لعشرات الآلاف من المصريين البسطاء.. فى وقت كانت الطموحات كبيرة فى استعادة الحيوية لهذا القطاع الهام، وتحويله لقاطرة حقيقة للاقتصاد المصرى المتراجع.

لم تنته التحقيقات.. ولم يعلن عن أية مؤشرات لأسباب سقوط الطائرة الروسية.. ومع ذلك أعلن الجميع حالة الطوارئ.. وقرروا مرة واحدة ولا يبدو أنها مصادفة، طعن مصر فى ظهرها.. تكبيلها.. الضغط عليها بكل عنف.. حقا من لا يملك قوت يومه.. لا يملك قراره.. أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا.. الكل يعلن ترحيل رعاياه من مصر، ولا يستبعد عملا إرهابيا تسبب فى سقوط الطائرة.. حالة من الهلع تم نثرها فى الجو.. استنشقها الجميع.. واعتقد أن الأمر يسير ككرة الثلج، تبدأ كرة صغيرة.. كلما تدحرجت كبرت، وكبرت حتى أخذت فى طريقها كل شىء.. سلمت يا مصر وسلم شعبك.. ورد الله كيد أعدائك.

أنه امتحان فى حب مصر.. هل نحبها حقا؟ هل نريدها كما تريدنا؟ هل نخاف عليها؟ هل نحميها؟ هل لدينا ما نقدمه لها؟ هل يمكننا أن ننسى كل شىء إلا مصر.. تراب مصر.. ونيل مصر.. ودفء مصر.. اعرف أنا بعض منكم قد ينتابه الشك فى هذه المعانى، والأسباب مختلفة، وقد يكون بعضهم على حق فيما يشعر به.. ولكن صدقونى.. إن مصر الآن تئن وتتألم.. تنادى علينا.. كونوا إلى جوارها.. اخرجوا لتعلنوها صرخة مدوية فى وجه اللئام.. أخرجوا للسياحة الداخلية.. روجوا لأمن وأمان مصر.. قولوا للعالم أنها أبقى وأغلى من أنفسنا وأرواحنا ذاتها..








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة