أكرم القصاص

شوفوهم بيعملوا إيه!

الجمعة، 25 ديسمبر 2015 07:16 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عن الإعجاب بـ«يسار» إسبانيا ورفض تقليدهم
كانت الانتخابات الأسبانية ونتائجها مناسبة لدى قطاعات من السياسيين والنشطاء لدينا للتفاخر بفوز حزب يسارى من نشطاء لا يمتلكون إمكانات مادية ولا سوابق سياسية كبيرة، وتفوقوا على الأحزاب التقليدية التى اعتادت تداول السلطة طوال 40 عاما. الذين يعجبهم النتائج التى حققتها أحزاب يسار شابة يتجاهلون أن الفائزين واصلوا العمل السياسة لسنوات، وخاضوا منافسات انتخابية بدأت بالبلديات وانتهت بالبرلمان. وأن حزب «بوديموس»، المنتمى إلى اليسار المتشدد الذى احتل المركز الثالث فى الانتخابات التشريعية الأخيرة أنهى التداول بين الحزب الشعبى «يمين الوسط» والحزب الاشتراكى «يسار الوسط»، ولا يمكن لأى من الحزبين تشكيل أغلبية بسهولة، فقد حصل الحزب الشعبى على 123 مقعدا، ولم يحقق الأغلبية، وفاز الحزب الاشتراكى بـ90 مقعدا، وحصل بوديموس على 69 مقعدا، ووعد بإجراءات اجتماعية للمهمشين وتنظيم استفتاء حول استقلال كاتالونيا، مثل ما حصل فى أسكتلندا والكيبيك.

قوى اليسار والتحالفات التى تدعمها فازت فى الانتخابات البلدية ومواقع عمد المدن والبلديات، فى أكبر المدن ومنها العاصمة مدريد، وبرشلونة عاصمة إقليم كاتالونيا، وفالنسيا، وهو ما وصفته صحيفة الموندو بأنه «ثورة فى مجالس البلديات»، حيث خسر حزب الشعب اليمينى الحاكم ومعه الحزب الاشتراكى الأكثرية فى هذه المجالس، لتتراجع القوى التقليدية التى هيمنت على المشهد السياسى فى أسبانيا منذ عودة الديمقراطية عام 1975.

ولهذا فقد واصل حزب بوديموس، خلال خمس سنوات العمل والمواجهة وخاض الانتخابات النقابية والبلدية، مستفيدا كما ذكرت قياداته بأجواء الربيع العربى المحفزة، وهى مفارقة، لأن من نظموا الربيع العربى استمروا فى مقاطعة الانتخابات، واكتفوا بالغضب النظرى من دون محاولة لتشكيل أحزاب وطرح برامج منافسة.

حزب «بوديموس» يضم مجموعة من الشباب الناشطين بزعامة بابلو إجليسياس، وهو النسخة الأسبانية من حزب سيريزا اليونانى، وكان رئيس الحزب اليونانى أليكسيس تسيبراس ملهما وضيفا على مؤتمرات «بوديموس» قبل أن يفوز برئاسة وزراء اليونان. وبابلو إجليسياس صحفى وأكاديمى عمره 36 سنة، وهو أصغر من رئيس وزراء اليونان بـ4 سنوات فقط.

حزب بوديموس طالب ومعه الحزب الليبرالى الصاعد «سيودادانوس» بـ«تجديد الديمقراطية» ووضع حدا للفساد، ويرى أن الفساد الذى وصل إلى الأسرة الملكية الأسبانية، ودفع الملك خوان كارلوس للتنازل عن العرش لابنه فيليب السادس، يفتح الباب أمام إسقاط الحكم الملكى، ورفعوا فى تظاهراتهم العام الماضى علم الجمهورية الأسبانية الثانية. وإذا أضفنا كونه مع الاستفتاء على استقلال كاتالونيا، لهذا يثير قلق السياسة التقليدية الأوروبية التى تخشى من أن الصعود هو إما لليسار المتشدد أو اليمين المتشدد، قد يهدد الدولة التقليدية ويفتح باب الانفصال، لكن فوز هذه الأحزاب مؤشر على تحولات السلطة، وهو جولة تعتمد نتائجها على مدى قدرة هذه الأحزاب الشابة فى مواجهة المشكلات الاقتصادية. وتجديد السياسة لإنهاء سيطرة الأحزاب التقليدية، وما يهمنا فى كل هذا، هو أن من يعجبون بهذه التجارب لا يرون ماذا فعلوا ليفوزوا، ويكتفوا بالمقاطعة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة