برامج الصحة الجنسية على الفضائيات.. "قعدة" ينقصها "اللمبة الحمرا

تختلف برامج الصحة الجنسية فى المجتمع الغربى عن المجتمع العربى، فهناك تعتمد على التوعية والثقافة، وهنا تعمل فى إطار "التسخين" و"تحريك الشهوات"، بلا منطق ولا حدود فى عرض المادة الإعلانية وكأنها تحقق المعادلة "إثارة تشويق متعة".

ورغم أن برامج الصحة الجنسية والثقافة الجنسية موجودة على جميع القنوات التليفزيونية حول العالم حيث تدخل فى إطار التوعية وأنها ضرورية لصحة العلاقة بين الزوجين ولتأهيل الراغبين فى الزواج، وأيضا لها أهمية للطفل وهى تعليم وتدريب الأطفال على أن يعوا طبيعتهم الجنسية وكيفية التعامل مع طبيعتهم الجنسية بطريقة تقيهم من التعرض للإساءات المختلفة، وهو ما يتفهمه كل شعوب العالم إلا أن ظهور هذه البرامج وانتشارها بشكل كبير على القنوات الفضائية المصرية أخذ منحنى آخر حيث إن بعضها متهم بعمل "شو" وإثارة الجدل الذى بدوره ينتج عنه نسبة مشاهدة عالية للقناة المعروض عليه البرنامج وهو الهدف الأساسى، الذى تسعى له الفضائيات فى ظل المنافسة الشرسة التى تحدث على الساحة حاليا.

المشكلة ليست فى عرض هذه النوعية من البرامج التى تناقش موضوعات جريئة عن العلاقات الجنسية والتى مازالت يعتبرها البعض غريبة على مجتمعنا الشرقى، لكن الأزمة تكمن فى طريقة عرض بعض هذه البرامج، حيث أصبحت تتعدى الخطوط الحمراء وتقدم المعلومات بشكل فج، وباتت القنوات الفضائية تبحث عن أى برنامج يتحدث عن الجنس سواء إن كان يقدم معلومات طبية سليمة أو مجرد "قعدة" ينقصها "اللمبة الحمرا"، ويبدو أن لعبة السياسة قد سئم منها المواطن وهو ما فطنت له القنوات الفضائية ولكنها لم تجد البديل المناسب سوى برامج الصحة الجنسية.

ورغم الهجوم والجدل الذى أثارته الدكتوره هبة قطب استشارى الطب الجنسى والعلاقات الأسرية، فى بداية ظهورها على القنوات الفضائية إلا أن التجربة أثبتت أن ما تقدمه الدكتوره هبة من خلال برنامجها "عيادة حب" المذاع على قناة النهار معلومات طبية سليمة بعيدة كل البعد عن الابتذال فهو برنامج يقدم محتوى ثقافيا عن الجنس ومشاكله وقضاياه التى تواجهنا فى حياتنا اليومية من خلال تجسيد المشكلة بشكل درامى يقوم فيه الممثلون بالدخول إلى عيادة الدكتوره هبة ليعرضوا مشكلتهم بشكل "شيك".