محمد عبد السميع عامر مراد يكتب: أصعب الأوقات

الثلاثاء، 24 فبراير 2015 12:04 ص
محمد عبد السميع عامر مراد يكتب: أصعب الأوقات ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما تشهده مصر الآن وما يعيشه شعبها هو تصحيح وتعديل وتغيير لمسار دور مصر الحضارى.. إعادة إحياء وطن وإعادة وعى شعب كان نائما تحت غطاء عبارة الاستقرار.. التى تبناها حكم حسنى مبارك.. وكان مقتنعا بها.. ومن حوله.. ومن يخالفه كان فى زوايا وطيات النسيان ولا نسمع منه أو عنه شيئًا.

عشرات المشروعات القومية كانت تعرض عليه.. وكلها مشروعات كانت كفيلة بنقل مصر إلى مصاف الدول الكبرى.. لو وافق على إحداها.. مثل مشروع منخفض القطارة.. ومشروع تنمية قناة السويس ومشروع إعادة إعمار سيناء.... والأخير أخذ منه وقتًا كبيرًا فى التفكير واتخاذ القرار. ولكنه انتهى إلى لا شىء.. الشك وعدم الثقة كانت عنوان فترة حكمه.. لا يثق فى أحد ولا فى مؤسسات الدولة نفسها التى يحكمها.

شعب مصر شعب طيب وطيب لأقصى الحدود... ظن واعتقد أنه عبقرية سياسية واقتصادية فذة وهو يعلم ويعرف ما لا يعرفه أحد سواه... ورضا بالحد الأدنى للمعيشة التى لا بديل لها سوى الفقر والتشرد.. وغنى وأنشد له اخترناك.. اخترناك... شعب طيب.. حتى لو وصل به الحال إلى الجوع.. ولكنه لا يخون رئيسه ولا يجرحه.. ويحملون له التقدير لما قام به فى حرب أكتوبر 73.. كان هو الكبير.. كبير العائلة وكبير الدولة.. ولكنه كان دائما يبحث عن كبير له.. ووجد فى أمريكا هذا.

إن تغير مسار دولة تعدادها يقترب من 100 مليون نسمة إلى دولة متقدمة أو حتى شبه متقدمة خلال عام أو عامين.. فتلك معجزة.. أصعب الأوقات هى تلك الأوقات التى نعيش فيها الآن.. والتغيير ليس اختياريًا.. ولا تفاضليًا.. بل هو ضرورة للاستمرار فى الحياة.. للوصول إلى الحياة الكريمة.. والعيشة المستقرة وراحة البال. البداية كانت منذ 33 عامًا عندها تولى حسنى مبارك حكم البلاد... كانت وتيرة التغير والتقدم فى كل مناحى الحياة فى مصر... اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا تسير بسرعة السلحفاة.. العالم يقفز قفزات واسعة فى كل المجالات ومصر تتحدث عن أشياء تافهة وموضوعات عفا عليها الزمن.. وكانت عدم الثقة هى عنوان كل مشروع وكل فكر.... الرضا والخنوع للواقع كان عنوان تلك الفترة. وطبعا كان هناك القدوة فى رئيسها.. الذى كان يرى ان الاستقرار هو غايته.. والاستقرار فى نظره.. هو أن يمسك بيده بجلباب أمريكا ويسير وراءها مهما كانت أهدافها! إلى أن صار حامل حقيبة أمريكا... يوزع الرسائل على حكام العرب وينقل وجهة نظر أمريكا ويتبنى سياستها فى المنطقة العربية.. محدودية الفكر.. وضيق الأفق.. وخواء الفكر الشخصى من أية مشروعات مستقبلية كانت سماته.. حتى إن قناعته الفكرية والشخصية كانت تقول ليس بالإمكان أحسن مما كان.. نظرته للاستصلاح أراضى صحراوية إلى زراعية وقفت عند أن مصر ليس بها مياه كافية للاستصلاح.. هكذا أقنعوه مستشاروه وخبراء الزراعة فى دولته!! جيش مصر الكبير تعدادا وعدة.. وهو لا يرى سوى أنه مخزن سلاح أو مخازن أسلحة لأمريكا وحلفائها.. موجود بمصر لوقت الحاجة.. طبعا حاجاتهم هم... استقرار عفن عاشته مصر... فى مستنقع الفقر... استقرار الحكم لصالحه ولصالح عائلته وليس استقرار دوله يتزايد عددها عاما بعد عام.. إلى أن أصبح 85 مليون نسمة فى عام2010 / 2011 .واصبح العلاج أصعب .. ولا تكفى له موضوعات الاصلاح الزراعى ولا التنمية الصناعية فى تعويض ما فات... وفى عصره يتشدق أحد الوزراء ويقول انا الوزارة الوحيدة فى مصر التى يدخل امولا للدخل القومى أكثر من قناة السويس ومن البترول... ببيع الرمال ... بيع الأراضى الصحراوية لإقامة المنتجعات والقصور للأجانب.... لقد قسم الصحراء المحيطة بالقاهرة إلى تجمعات سكنيية وترفيهية... وحتى لا يقال إنها للأغنياء فقط... أقام بجوار كل تجمع عدة منازل شعبية... يسكنها عمالة تخدم تلك المنتجعات... وليتها استمرت.. بل هى بمثابة عنوان على تواجد الدولة على الورق.. انقلبت التركيبة السكانية الاجتماعية فى القاهرة وبعض المحافظات على يد هذا الوزير.. كل ذلك بموافقة من رئيس الدولة ومباركته .

اليوم هناك أمل فى العودة إلى أن تكون مصر دوله لها كيانها واحترامها بين دول العالم... طالما تواجدت القدوة والرمز والقائد الذى لا يخشى أمريكا... ولا يخاف غول الاقتصاد العالمى.. الذى يريد لمصر أن تظل دولة ذليلة له.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة