محمود عبد الرحمن يكتب: حمامة فكتوريا المتوجة

الثلاثاء، 24 فبراير 2015 06:06 م
محمود عبد الرحمن يكتب: حمامة فكتوريا المتوجة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طويتُ طرق الأحبّة.. أسألُ الجميلات: هل رأيتن مثلها؟..
مثل حبيبتى..
حبيبتى أنا..
أتدرون؟..
هى أعظم امرأة بالوجود.. فليس على الأرض أنثى سواها.

فباسمها هتفت..
بأربعة حروف أفقية متناغمة منسجمة مع بعضها..
(مـ).. محبوس بداخلها.. منتشيا لا أريد الخروج..
(ر).. رفيقة دربى..
(و) وحيدا أقف بدونها..
(ة) تختزل بداخلها أجمل الألوان..

فلونها لم يكن مصادفة..
لون غريب ذو طلة جريئة..
لا يوصف بكل لغات أهل الأرض..

كبحر "أزرق" تبدو..
أهيم بعينها فألمس انعكاسات ضوء للسماء على بحر صافى..
عندها يتوقف الزمان للحظات أرى فيها ابتسامات كل عاشقين من أسلافى القدامى..
وأسمع أعمق همهماتهم رومانسيةً..
فنتعلم منهم كيف الحب كان.. وتتبادل أعيننا الرسائل..
وقتها تخرج كائنات بحرية رقيقة وتدوّن ما تراه على صدفاتها..
لتحكى لأجيالها قصتنا: "هذان اليتيمان متيمان".

كـ"اليمامة البيضاء".. تبعث على السلام..
طارت فى هدوء متخطية طبقات الجو العليا..
فتدنو منها الكواكب المتناثرة فى السماء لتحييها..
فترد ذات الجناحين التحية..
وترسم جميعها -عند دخول الليل- صورتى وصورتها داخل قلب مطرز بالنجوم على خلفية قمر.

حين تغضب.. فغضبتها "سوداء"..
أقع ضحية لتأثيرها فيرطمنى موج بحر لجى..
بالكاد ألتقط أنفاسى حين لا أمل فى نجاتى..
مكبل بصرخاتها ومصفد بخيبة نظراتها..
محاولا أن أذيب الكلام المجمد فوق شفاهها..
إلى أن ترمقنى..
فأبلع ريقى..
ولبعض الوقت تعاتبنى..
فأتوسل إليها: اقبلينى..
فتعانقنى باكية: "أنت الذى تركنى فى بهو مظلم طيلة ليل على جبهتى لم تقبلنى”.

وحين تقسو علىّ.. أرقد كورقة يابسة..
فى مهب الريح.. على التراب فى غابة واسعة..
كأسير منبطح على الأرض..
لا إرادة لى..
لا قرار لى..
تكتب الرياح خطواتى..
حمامة فكتوريا المتوجة بعد رحلة تستقر على شجرة وبتعالٍ تنظر إلىّ..
فأراسلها:
يا هاذى.. لا بأس عليكِ من الهبوط..
فاذكرينى..
اذكرينى وحدك..
لن أساومك..
ولن أترجاكِ..
فلتأتِ وحدك..
فلطالما طرقت بابك الحصين..
فأنا الأخضر قبلك عشت على ذات الفرع تدللنى نغمات المطر وأصارع الريح.

فتحنو حبيبتى علىّ.. بمشاعر دافئة..
فتضع كأسين من شراب أحمر على طاولة وكرسيين..
وتوقد قناديلها لتستقبلنى بعد سفر يومين عاصيين..
فيطبع ضوء القناديل على جلبابها العربى فيبدو أحمر..
وخيال أيدينا المتشابكة يبدو كطائر منسوج على الأرض أحمر..
- ولفرق الطول بيننا – تشرئب..
وتقف على أطراف قدميها تتأمل وجهى وتشبع العينين..
فأنحنى لها..
إذ لا أثر للقناديل الحمراء ولا الضوء الأحمر..
لكن!!..
بأمر من قلبها.. أضاء خدها حمرةً.. ليعم ضوؤه غرفتى خجلا من كلمتين: "أنا أحبك".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة