د. خالد عمارة يكتب.. اختناق العصب فى الرسغ

الثلاثاء، 03 فبراير 2015 06:02 م
د. خالد عمارة يكتب.. اختناق العصب فى الرسغ د. خالد عمارة أستاذ جراحة العظام بكلية الطب جامعة عين شمس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اختناق العصب عند الكف أو اليد اسمه العلمى متلازمة النفق الرسغى، وهذه الحالة تكون بسبب الضغط على العصب الأوسط مما يؤثر على وظيفته ويسبب ألما وتنميلا شديدا باليد والساعد ومع استمرار الحالة بدون علاج يمكن أن يتطور إلى ضعف بعضلات الكف وضمور بها.

ويمكن أن يصاحب هذه الحالة إحساس بالسخونة أو البرودة باليد مع تغير فى لون اليد بسبب تأثر الأعصاب التى تتحكم فى انبساط وانقباض الأوعية الدموية والشرايين. كما أن تأثر وظيفة العصب الحسية، يمكن أن تظهر فى صورة فقدان أو ضعف للإحساس فى المناطق التى يغذيها العصب الأوسط.

وأسباب الضغط أو الاختناق للعصب متعددة منها كسور الرسغ واليد والساعد أو التجمعات الدموية، أيضا وجود ترسبات دهنية حول العصب أو تليفات كما يحدث فى زيادة الوزن أو التغيرات الهرمونية المصاحبة للحمل والرضاعة أو أمراض الغدد مثل الغدة الدرقية ويمكن أن يكون السبب ورم فى الأنسجة الملتهبة المحيطة بالعصب فى حالات الأمراض الروماتيزمية.

لكن أكثر الأسباب شيوعا هو استعمال الرسغ باستمرار مع إجهاد العضلات مثل العمل لفترات طويلة على الحاسوب أو الكتابة لفترات طويلة على التليفون المحمول أو الحاسوب اللوحى أو العمل بأجهزة أو أدوات تستلزم شد العضلات لفترات طويلة مثل الإمساك بسكين لتقطيع الطعام أو العمل فى بعض المهن التى تستلزم شد عضلات اليد لفترات طويلة للتحكم والإمساك بجهاز أو آلات وتوجيهها بدقة.

وأهم خطوة فى العلاج هو علاج السبب مثل علاج الكسر أو تشوه العظام أو زيادة الوزن أو أمراض الغدد، ويتم تحديد هذا بالتحاليل والفحص الطبى لمعرفة السبب.

المرحلة الثانية هو تقييم درجة الضغط على العصب وذلك بعمل ما يسمى رسم أعصاب وهو اختبار يحدد قدرة الأعصاب على توصيل الإشارة العصبية، على أساس درجة الاختناق مع حالة اليد ودرجة الأعراض يتم تحديد العلاج.

فى الحالات البسيطة يمكن الاكتفاء بعلاج السبب والانتظار إلى أن يحدث تحسن تدريجى للأعراض، أما فى الحالات الأشد فيمكن استعمال الجبائر لإعطاء فرصة للأوتار واليد أن تستريح وتقل نسبة الالتهابات فتتحسن الحالة.

أما الحالات الأشد فيمكن أن تحتاج إلى جراحة لتوسيع القناة العصبية وهى جراحة لها نسبة نجاح عالية وبسيطة وهناك العديد من الطرق الحديثة التى تضمن أن لا تعود التليفات والاختناق للعصب بعد الجراحة.

ولا ننصح باستعمال حقن الكورتيزون إلا فى أضيق الحدود لعدم ضمان الأعراض الجانبية التى يمكن أن تحدث فضلا عن أن تأثير الكورتيزون يكون مؤقتا، وبالتالى ففى هذه الحالات يكون التدخل الجراحى أفضل وأكثر أمانا وفاعلية.

ومن المقولات القديمة غير الصحيحة أن الجراحة فى هذه الحالات تكون علاجا مؤقتا لكن هذا غير صحيح، حيث إن الطرق الحديثة تضمن التحسن السريع ودون ارتجاع للأعراض بشرط أن يتم عمل الجراحة بالطريقة الصحيحة وأن يقوم المريض بعمل التمرينات المطلوبة بعد العملية لمنع حدوث أى تليفات أو تيبس.













مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة