بالصور.. العيش الشمسى من زمن الإله "رع" إلى فرن "أم سيد"

الثلاثاء، 03 مارس 2015 06:25 م
بالصور.. العيش الشمسى من زمن الإله "رع" إلى فرن "أم سيد" ابنة السيدة تقوم بعملية العجين
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل آلاف السنوات كانت النساء تجلس لصناعة عيش "الإله رع" بعد عمليات العجن والتقريص يرسمن خطا دائريا حول قرص العجين، وفى المنتصف رقم 11 ليرمز لإله الشمس كما يعتقدون، رحل الفراعنة وتفاصيل ملابسهم وحتى إلههم لم يعد له ذكر، ولكن بقى "العيش الشمسى" تشهد عليه عشرات المنازل المصرية، وأفران السيدات اللاتى رفضن التنازل عن عيش الجدود.

"أم سيد" واحدة من السيدات اللاتى لم يتخلين عن العيش الشمسى، يبدأ العمل فى منزلها قبل ليلة الخبيز، ابنتها تتولى عملية صناعة الخميرة ليلا، ثم العجن صباحا، وتتولى السيدة ذات الخبرة عملية تحويل العجين إلى أقراص تبدو وكأنها شموس مصغرة تضعها لتختمر من أمها الكبرى وتستقى من أشعة الشمس ما يكفى حتى يقترب موعد رحيل الشمس لتسلم السيدة الخمسينية الأقراص جاهزة لدخول الفرن المبنى بالطين منذ سنوات فى منزلهم القديم بالواحات البحرية.

"ده عيش جدودنا.. عمرنا ما نسيبه".. تحكى السيدة أسباب تمسكها بالعيش الشمسى وصناعته التى تستغرق وقتا ومجهودا أكبر من العيش التقليدى، وتتابع "إحنا اتربينا عليه، أنا مبعرفش آكل غيره، وربيت ولادى كمان وبيحبوه ما بحسش أن أى عيش تانى ليه طعم".

ساعة أمام الفرن كافية ليصبح المكان معبقا برائحة الخبز التى تملأ الأركان، الأمر يبدو وكأنه عيد، أطفال المنزل يلتفون حول الفرن الذى ينثر الدفء مع رائحة الخبز، تقول السيدة "بنعمل للأطفال قرص صغيرة وبنرسمها بأشكال بسيطة عشان يفرحوا بيها غير العيش بتاعنا اللى يوم عمايله فعلا بتبقى كأنها أيام عيد".

تتابع: "الخبيز بيبقى مرة كل أسبوع تقريبا، على حسب الاستهلاك وعلى حسب قدرتنا وعلى حسب الفلوس وتوفر الدقيق كمان".

وتحكى: "بنقول عليه كمان العيش الملتوت، وهو بعد الخبيز ما بيبقاش فاضى من النص زى العيش البلدى لأ بيبقى مليان كله، وكمان بنقطعة نصين قبل الخبيز عشان يتحمص من القلب".

فى نهاية الليل يخرج العيش الشمسى من الفرن فى احتفال خاص، ليلة دافئة فى المنزل تكتمل ببعض الجبن الفلاحى وجلسة حول طاولة فى منزل مرسوم من الخارج بألوان مبهجة بسيطة تعبر عن حال أهله وعيشهم الفقير التاريخى والذى لا ينافس طعمه عيش آخر.


	ابنة السيدة تقوم بعملية العجين- 2015-02 - اليوم السابع

ابنة السيدة تقوم بعملية العجين

	تناول أم سيد العجين- 2015-02 - اليوم السابع

تناول أم سيد العجين

عملية التقريص تتولاها السيدة ذات الخبرة- 2015-02 - اليوم السابع

عملية التقريص تتولاها السيدة ذات الخبرة












مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة