عم حسن "نقاش النحاس": "الحرفة عيانة والعلاج لازم يبقى على نفقة الدولة"

"النقش على النحاس ليس مجرد حرفة يتوارثها الأجيال، ولكنها تحتاج لقليل من الصبر والعشق"، هكذا أطلعنا "عم حسن الجارحى"، 49 عامًا، على سر حرفته المفضلة التى يعمل بها منذ أن كان فى الثالثة عشرة من عمره.

فى البداية يحكى "عم حسن" حكايته، وعينه تتحدث بالمواجع قبل لسانه قائلا: "الحرف دى عيانة وبتاخد وقت علشان تخف، والعلاج على نفقة الدولة"، متوجهًا برسالة إلى كل من وزيرى الخارجية والسياحة، بضرورة إرسال بعثات وورش عمل للسفارات المصرية بالخارج لعرض منتجات الحرف المصرية القديمة، على غرار معارض القطع الأثرية الفرعونية، لجذب السياحة لشراء المنتج المصرى وإدخال العملة الصعبة، كما طالب بضرورة جمع المنتجات الصينى من الأسواق بعد قرار وزير الصناعة والتجارة، لافتًا إلى أن بعض المنتجات التى كانت فى المخازن ارتفع سعرها فى الوقت الحالى بعد قرار الوزير.

كأنه يسير بالإبرة الخاصة بالنقش على خطوط مرسومة له، ولكنها فى حقيقة الأمر هى محفورة بذهنه يحفظها عن ظهر قلب، يمسك بيده الشاكوش الصغير، والإبرة يطرق بخفة وسرعة على قطعة النحاس تحت يده، فيحولها من قطعة صماء إلى تحفة فنية نادرة، وبسؤاله عن كيفية قدرته على ضبط يده على رسم خطوط دقيقة دون أن يكون هناك علامات يسير عليها، خاصة وأنها معقدة ومتداخلة، قال "الصبر هو مفتاح هذه الحرفة"، لافتًا إلى أنه فى البداية كان يرسم بعض الخطوط حتى تمكن من حفظها بمرور الوقت والممارسة، "إحنا بنعلم الطلبة فى كليات الفنون الجميلة، وبياخدوا ماجستير ودكتوراه، وميعرفوش يعملوا اللى أنا بعمله".

يضع الشكمجية داخل ما يعرف فى حرفته بالمنجلة لربط جوانبها يبدأ أولاً بالطرق على الجزء العلوى بها، ثم يقوم بعد ذلك بالنقش على جوانبها، ويقول حسن إنه عقب انتهائه منها يسلمها لشخص آخر يقوم بتطعيمها بالصدف والأحجار، لافتًا إلى أنها تستغرق 15 يوم عمل.

وخلال الطرق يضع الجارحى إبرته فى مادة شمعية حتى لا تجرح القطعة وتحدث بها ثقوب، وتتكون هذه المادة التى يعدها هو من مادتى السبيداج والألفونية، لافتًا إلى أن النحاس عبارة عن رقائق ضعيفة ويحتاج التعامل معها بحكمة حتى لا تفقد القطعة شكلها الجمالى أو حسبما قال "يخرج الشغل أى كلام، ومش مظبوط".