شيخ الأزهر بالندوة التحضيرية لمؤتمر التجديد: لن أبخل بوقتى أو جهدى لمواصلة مسيرة التجديد فى الخطاب الدينى.. ومن ينادى بإلغاء الخطاب الدينى يرغب فى تحويل الأزهر إلى متحف.. زواج الأطفال ليس من الإسلام

الأربعاء، 22 أبريل 2015 04:59 م
شيخ الأزهر بالندوة التحضيرية لمؤتمر التجديد: لن أبخل بوقتى أو جهدى لمواصلة مسيرة التجديد فى الخطاب الدينى.. ومن ينادى بإلغاء الخطاب الدينى يرغب فى تحويل الأزهر إلى متحف.. زواج الأطفال ليس من الإسلام شيخ الأزهر بالندوة التحضيرية لمؤتمر التجديد
كتب محمود راغب - ندى سليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن هناك من يتناول قضية تجديد الخطاب الدينى بدون إعداد إعلامى علمى، ويزعم أن التجديد فى الخطاب هو أصل الأزمات وعائق أمام الوطن العربى لنهضته وتقدمه، مضيفًا أن هناك من ينادى بإلغاء الخطاب الدينى جملة وتفصيلاً ويراه هو الأزمة نفسها.

وأضاف الإمام الأكبر خلال الندوة التحضيرية لمؤتمر التجديد فى الفكر والعلوم الإسلامية، اليوم الأربعاء، أن من ينادوا بذلك لن يفصحوا عن مقتضى دعوتهم، وهى رغبتهم فى تحويل مؤسسة الأزهر إلى متحف من متاحف التاريخ بعد أن باتت تقر دول العالم الغربى والعربى أنه أكبر جامعة على ظهر الأرض.

وتابع: "فى المقابل نسمع أصواتًا لن تفهم من تجديد الخطاب إلا ما كان عليه سالف الأمة، ويحلمون بأن يضعوا أيديهم ويجمدوا رسالتهم عند حدود مذهب معين، وهؤلاء يهدرون سماحة هذا الدين الحنيف".
هناك برامج إعلامية تقتل أوقات المسلمين وتعبث بوحدتهم

قال شيخ الأزهر، إن هناك برامج إعلامية تقتل أوقات المسلمين وتعبث بوحدتهم وتشتت تركيزهم وصفهم بعرض قضايا ما هى إلا أشباح لا وجود لها على أرض الواقع وأبرزها قضية الملحدين، مؤكدًا أن الأزهر لم يطالب فى أى فترة من الفترات بتطبيق حد الردة على هؤلاء الملحدين.

وأضاف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، أن هذه القنوات تروج لقضايا لم أراها فى أى قطر من أقطار العالم العربى فلا أجد فى أى كتب من كتب المسلمين زواج الطفلة الصغيرة وتسائل قائلا: "منذ متى والمسلمون يزوجون الأطفال؟"، لافتا إلى أن هناك ظواهر وقضايا أخرى مهمة مثل قضية العنوسة وارتفاع البطالة بين الشباب والتحديات التى تواجههم عند الزواج من الخير تناولها أفضل من هذه الظواهر.

وتابع فضيلة الإمام الأكبر، أنه من المضحك أن القنوات التى تروج لذلك هى من تزعم أنها من تجدد فى الخطاب الدينى على الرغم من أن هذه القنوات تتخذ من كتب التراث مجالا للسخرية والاستهزاء دون حرج من ذلك.

المطلوب خطاب خالٍ من الصراع


وأوضح الطيب، أن التجديد فى الخطاب الدينى يسير فى خطوط متعددة الخط الأول ينطلق من القرآن والسنة، ثم ما يتناسب من مفاهيم العصر وليس المطلوب خطابًا شموليًا فمثل هذا الخطاب لن يعرفه الإسلام فى أزهى عصوره، وإنما المطلوب خطاب خالٍ من الصراع ونفى الآخر وخط موازٍ ننفتح به على الآخرين، واكتشاف نقطة لالتقاء الإسلاميين والليبراليين معًا.

وأضاف الأمام الأكبر شيخ الأزهر، أنه يجب إعداد قائمة إحصائية بالعديد من القضايا الشائكة التى شكلت مبادئ لدى الجماعات التكفيرية وأبرزها قضية الجهاد وتقسيم المعمورة، مؤكدًا أن الاجتهاد فى هذا التجديد سيكون اجتهادا جماعيا وليس فرديا لأن الاجتهاد الفردى فات أوانه نظرًا لتشابك العلوم فيما بينهما.

الهدف الحقيقى وراء التجديد فى الخطاب الدينى هو القضاء على الانقسام القائم


اقترح شيخ الأزهر الشريف، أن يعقد مؤتمر التجديد فى الفكر والعلوم الإسلامية كل عام لمراجعة كل ما يستجد على الناس فى حياتهم وتوضيح الأمر لهم، ووعد الحاضرين قائلا: "أعدكم ألا أبخل بوقتى أو بجهدى من دعم مادى ومعنوى لمواصلة مسيرة التجديد فى الخطاب الدينى"، أشار إلى أن الهدف الحقيقى وراء التجديد فى الخطاب الدينى هو القضاء على الانقسام القائم بين تيار متغرب يدير ظهره للتراث وبين تيار آخر متسمك به، لافتا إلى أنه ليس مقبولا أن يتحول من مواجهة خارجية إلى صراعات داخلية ويترك الساحة خالية لفرسان أجنبية تسحق الجميع.

وأكد أن الأزهر الشريف إذا كان تبنى المذهب الأشعرى فذلك لأنه وجد به العلاج الناجح لأمراض وعلل أصابت الفكر الدينى بسبب فرض المذهب الواحد، والذى قضى على مكمل قوة الأمة الإسلامية وجعلها فى ذيل بقية الأمم.

وأضاف أن اتخاذ المذهب الأشعرى لا يعنى التعصب لمذهب محدد لكننا وجدنا به انعكاسا صادقا وأمينا لما كان عليه رسول الله والصحابة، فضلا عن أن هذا المذهب ليس محدثا وجديدا كمذهب الاعتزال الذى يسهل الباحث فيه أن يعثر على نصوص تصطدم بنصوص السنة، فى مقابل ذلك نجد فى الأشعرى نصوصا تستقيم مع العقل والمنطق.

تحديد مكانة العقل فى الإسلام حتى تتضح وتتبين نظرة الإسلام


ومن جانبه أكد الدكتور محمود حمدى زقزوق، عضو هيئة كبار العلماء ووزير الأوقاف الأسبق، ضرورة تحديد مكانة العقل فى الإسلام حتى تتضح وتتبين نظرة الإسلام إلى العقل الإنسانى، خاصة أن هناك الكثير من الاتجاهات التى تقلل من شأن العقل.

ولفت زقزوق، إلى أنه بطبيعة الحال القرآن الكريم تناول فى الكثير من آياته شأن العقل، قائلاً: "الله علم آدم الأسماء وأعطاه مفاتيح العلم فعليه أن يبحث وينقب فى كل مكان فى الأرض حتى يحقق إرادة الله فى عمارة الأرض"، مستشهدًا بقوله تعالى "إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون".

وأضاف عضو هيئة كبار العلماء ووزير الأوقاف الأسبق، أن الدين والعقل فى الإسلام متحدان تمامًا ولا مجال لأى خصام أو نزاع، كما هو حادث، مستشهدًا بمقولات لابن رشد يقول فيها "إن الحكمة صاحبة الشريعة والأخت الرضيعة وأن إثارة أى نوع من العداوة بينهما ترجع إلى أصحاب الأهواء الفاسدة".

وجود جهال كثيرين يسيئون للإسلام من حيث لا يشعرون


وأشار زقزوق إلى وجود جهال كثيرين يسيئون للإسلام من حيث لا يشعرون، وأن قضية التجديد فيما يتعلق بالعلوم الإسلامية لا يعنى التبديد، لافتًا إلى أن حضارة الأمة الإسلامية شهدت ازدهارًا غير مسبوق فى القرون الأولى ولو استمر لكان العالم الإسلامى فى المقدمة، مضيفًا "العالم الإسلامى انتكس حضاريًا وعلميًا وفكريًا فى الوقت الحالى ولابد من تكاتف علماء الأمة للبحث عن التجديد والخروج من عثرتها".

الأزهر يخوض معركة صعبة فى ظل اختلال السياق العام


ومن جانبه، قال الدكتور أحمد كمال أبو المجد، عضو مجمع البحوث الإسلامية، "نشأت فى أسرة أزهرية، وكان أبى نائبا لرئيس المحكمة الشرعية، وكان فى بيتنا تربية دينية"، مضيفا "كان العالم اللى كرامته تتهان تتقلب الدنيا وهكذا نشأت".

وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية، أنه مازال هناك جهل، وتطاول الكثيرون على العلم وكتب الأزهر، قائلا "نحتاج إلى ما نسميه إلى إسلام بلا حرج وتدين بلا قلق"، لافتا إلى أن المتدينين أوقفهم الحرج الفكرى فلا يسأل فيهم أحد فى أمرين إلا واختار أيسرهما.

وأكد أبو المجد، أن الأزهر يخوض معركة صعبة فى ظل اختلال السياق العام خارج الأزهر، مما يتطلب حملة قوية تحتاج إلى يد قوية ولسان أطول، لافتا إلى أن الداعية الإسلامى الذى لا يرسم على وجهه ابتسامة واسعة، عليه أن يبحث عن عمل آخر، قائلا: "الدنيا تتغير بسرعة كبيرة جدا ولابد أن ندرك ذلك ونعد خطة للدفاع عن الإسلام".

الدولة عليها وظيفة تربوية تجاه المواطن لتنشئته على معايير وسلوكيات صحيحة


ومن جانبه قال معتز عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الدولة عليها وظيفة تربوية تجاه المواطن لتنشئته على معايير وسلوكيات صحيحة، لافتا أن دور الدولة وليست السلطة هو من يحدد خصائص المواطن المصرى بعد 10 سنوات وازدهاره يعنى ازدهارا محتوما للوطن.

وأضاف معتز عبد الفتاح، أن الخطاب السياسى هو الذى يقود الدولة وأربع خطابات هامة على رأسها الخطاب الدينى والثقافى، لذلك فإن تغيير الخطاب الدينى لن يتم بمفرده وإنما هو أحد التروس بين تروس أخرى فى بناء الدولة.


موضوعات متعلقة:


- كمال أبو المجد: الأزهر يخوض معركة صعبة تتطلب حملة بيد قوية ولسان أطول









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة