ـ الأب بطرس دانيال: حرص الرئيس على مشاركة المسيحيين بمختلف المناسبات أكد أنه رئيس لكل المصريين
ـ نجيب جبرائيل: دور المجتمع المدنى لدعم المواطنة لا يرقى لمساعى السيسى.. وأطالب بسحب جائزة نوبل من أوباما
المواطنة والمساواة فى الحقوق والواجبات بين جميع الفئات دون نظر إلى دين أو جنس أو عرق، مفاهيم طالما حاول المجتمع المصرى الوصول إليها وتطبيق معانيها الحقيقية، على مدار عقود من الزمن، على أمل أن تقر الإدارة السياسية والسلطات التنفيذية بسيادة القانون، وتنظيم العلاقات بين كافة المواطنين دون تحيز أو تمييز، إلى أن جاء اليوم الذى أصبح المصريون فيه على بداية الطريق الصحيح، نحو تحقيق حلم المواطنة، فى عهد قائم على هدم سلبيات العنصرية، وبناء العدالة الاجتماعية على أنقاضه.
السيسى يرسخ عهدا جديدا من المساواة
كان واضحًا من كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى، التى سطر بها المشهد الأخير فى حكم جماعة الإخوان الإرهابية، فى 3 يوليو، أن مصر على مشارف عهد جديد، وقف السيسى الذى كان وزيرًا للدفاع آنذاك وبجواره الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فى مشهد يدل على أن مصر لا يمكن أن تتقدم إلا بعنصرى الأمة.
ويوماً تلو الآخر، دخلت مصر فى عهد رئيس حرص على أن يكون حاضرًا ممثلا عن الأزهر والكنيسة فى كافة المناسبات الرسمية وغير الرسمية، وفى أول عيد للأقباط، كان حاضراً فى زيارة إلى الكاتدرائية، وصفت حينها بـ"التاريخية"، خاطب خلالها جموع الشعب المصرى، موجهاً التهنئة لشعب مصر بمناسبة عيد الميلاد المجيد.
وفى أوقات المحن، لم يتردد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الثأر لدماء أبنائه، وأمر بشن ضربات جوية ضد معاقل تنظيم داعش داخل الأراضى الليبية، رداً على قتل عصابات التنظيم الإرهابى 21 مصرياً فى محاولة للتفرقة بين المسلمين والأقباط وبث الذعر فى نفوس الشعب المصرى. كان رد الرئيس الرئيس آنذاك دليلاً على أن الدم المصرى لم يعد رخيصاً، سواء كان مسلماً أم قبطياً، ليحبط كل مخططات إشعال الفتنة، ويؤكد تمسك مصر بالمساواة والمواطنة، ويؤكد بما لا يدع مجالاً لشك أنه رئيس لكل المصريين.
وبعد 6 أشهر من عهد المساواة، حاول "اليوم السابع" فتح النقاش مجدداً حول قضية المواطنة والمساواة، التى طالما كانت فى عهود سابقة خطًا أحمر، غير مطروحة للنقاش.
الكنيسة الأرثوذكسية: مصر السيسى بدأت طريقها نحو المواطنة
فى البداية، قال القس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الأرثوذكسية، إن الكنيسة أصبحت مؤمنة بأن مصر أصبحت على بداية الطريق لتحقيق المواطنة، فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، مشيرًا إلى أن المواطنة هى مبدأ وموروث عرفه المصريون منذ قديم الأزل لكن حاولوا تقنينه بشكل فعلى وإشراك الإدارة السياسية فى تحقيقه منذ بداية السبعينيات فى محاولات مستمرة لتحقيق المساواة بين أبناء الشعب المصرى فى الحقوق والواجبات دون النظر إلى أى اختلافات عرقية أو عقائدية، لكن للأسف كلها كانت محاولات وإرهاصات لم تلق نجاحا كاملًا فلم تطبق هذه العدالة الاجتماعية، والمساواة على أرض الواقع فى ظل العهود السابقة.
وأضاف حليم "الكنيسة باعتبارها قطبا وعضوا رئيسيا فى المجتمع المصرى، لذلك رأت فى المواطنة المساواة وليس التفضيل، فلم نطلب يوما حقا إضافيا أو فى غير محله الصحيح، لأننا نعلم ما هى المواطنة التى كانت غائبة فى ظل عهود وعصور سابقة، لذلك لم يعرفها الشارع المصرى ولم تجد بمفهومها الصحيح طريقاً إلى الثقافة الشعبية البسيطة على مدار سنوات، لكن فى عصر الرئيس السيسى بدأنا السير نحو تحقيقها ولمست الكنيسة المصرية سعى الدولة وحرصها على كفالة حقوق المواطن المصرى بعيدا عن الدين والعرق وغيرها من الاختلافات العنصرية، لكن فى الوقت نفسه، من الصعب أن نصل إلى هذا الحلم فى صورته الكاملة إلا بعد وصول الدولة إلى مرحلة الاستقرار والتخلص من كافة المخاطر التى تهدد أمن وأمان الدولة داخل وخارج الحدود، حتى نستفيق إلى تقنين حقوق المواطنة وسيادة القانون فى تطبيقها وتنفيذها داخل مجتمعاتنا".
وعن أهم الخطوات التى اتخذها الرئيس "السيسى" نحو العدالة الاجتماعية ومشاركة الكنيسة كعضو فعال وعامل فى الحراك الاجتماعى يقول حليم: "هناك علامات مبشرة جعلتنا نتفاءل بهذا العصر مثل سرعة الدولة لأول مرة فى تغيير نظامها سواء على مستوى الخطاب أو اللهجة التى يتحدث بها الرؤساء بعيدا عن تعبيرات الإخوة الأقباط، أو الإخوة المسيحيين والمسلمين وغير ذلك، واستبدال كل هذه التعبيرات بكلمة واحدة أعمق وأهم وهى المصريون، فضلا عن سرعة رد الفعل حينما تم قتل 21 مصريا قبطيا من قبل عصابات داعش الإرهابية.. حينها تأكد لنا وللعالم أجمع أن مصر فى عصر الثأر للمصريين وعدم التراخى فى حقهم مسيحيين كانوا أم مسلمين، ولم يكتف الرئيس بالتحرك العسكرى، وإنما أصر على تعزية الكنيسة وتعويض أهالى الضحايا على المستويين المادى والمعنوى، وبناء كنيسة بأسماء الشهداء".
واختتم المتحدث باسم الكنيسة بقوله: "زيارة الرئيس للكاتدرائية أكثر من مرة ومشاركته الأقباط فى أحزانهم قبل أفراحهم حذفت من القاموس المصرى كلمة مسيحى ومسلم".
رئيس لكل المصريين
من جانبه، قال الأب بطرس دانيال، رئيس المركز الكاثوليكى للسينما، إن الرئيس السيسى يؤكد حرصه فى أكثر من موقف على الدخول بمصر فى عهد جديد من المواطنة والمساواة، وتابع "بدأ الرئيس عهده بمشهد مبشر لكل طوائف وفئات الشعب، منذ إلقائه بيان الإطاحة بحكم الإخوان، الذى حضره البابا تواضروس، وشيخ الأزهر الجليل الدكتور أحمد الطيب، ليوحد حينها كلمة المصريين ويجمعهم على هدف واحد هو إعلاء مصلحة الوطن فوق أى اعتبار".
وأضاف دانيال "لم تتوقف مظاهر دعم السيسى لمبدأ المواطنة عند هذا الحد، وإنما تجلت بعد اعتلائه حكم مصر، وحرصه الدائم على إشراك الكنيسة فى كافة المناسبات، مثل دعوته لى شخصياً فى ماراثون قيادة الدراجات، لأكون أول رجل دين يقود دراجة، حتى نكون جميعاً قدوة للشباب فى تغيير مفاهيمهم من أجل الوصول إلى حلول عملية لمشاكل مثل تكدس المرور وغيرها. كما تكررت دعوته لى فى انطلاق مشروع قناة السويس، وغير ذلك من المواقف التى أعادت لنا الشعور بأن الكنيسة والأقباط أعضاء فاعلون فى المجتمع، وبعدين كل البعد عن فكرة الإقصاء والاستبعاد".
وتابع رئيس المركز الكاثوليكى للسينما "مشاركة الرئيس فى مراسم الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، كانت سابقة هى الأولى من نوعها، ودعوته جموع الشعب المصرى للاحتفال معًا، ضربت بكل فتاوى التطرف التى حرمت مشاركة المسلمين فى احتفالات الأقباط وأعيادهم عرض الحائط".
وأكد دانيال أن الرئيس السيسى دعاه وآخرين ممثلين عن الكنائس المصرية لحضور العديد من المناسبات، مثل كلمته بعد أحداث رفح واستشهاد أكثر من 30 مصريًا مدنيًا ومجندًا، والتى عقدت فى مسرح الجلاء، وترك حينها كلمة لشيخ الأزهر والبابا تواضروس، بحضور العديد من رؤساء الأحزاب، إضافة إلى حمدين صباحى، المرشح السابق لانتخابات الرئاسة، ليؤكد حينها أنه رئيس لكل المصريين، وأن مصر وطن للجميع.
واستطرد دانيال "المواقف الإيجابية نفسها تكررت فى زيارة الرئيس الروسى فلادمير بوتين للقاهرة، وغيرها من المناسبات حيث دعا ممثلين عن الكنيسة والأزهر لحضور مراسم الزيارة، إلى أن وصلنا جميعاً لفاجعة استشهاد 21 مصرياً فى ليبيا، والتى برهن الرئيس السيسى حينها على أنه قادر على الرد بقوة والثأر لجموع المصريين".
المجتمع المدنى.. خارج نطاق "المواطنة"
فى المقابل، حمل المحامى نجيب جبرائيل، مؤسسات المجتمع المدنى، عدم تطبيق المواطنة بالشكل الكامل، قائلاً فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "المواطنة بمفهومها الشامل لم تتحقق بسبب عدم القدرة على التوافق بين سعى الإرادة السياسية ممثلة فى الرئيس السيسى، وتخاذل الإرادة الشعبية ممثلة فى مؤسسات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية".
وأضاف جبرائيل "الجمعيات الأهلية لم تستوعب المعنى الحقيق لمبادئ المساواة فى الحقوق والواجبات، وعلى أرض الواقع لم تتحقق المواطنة الكاملة بعد للأقباط، فلم تضم حركة المحافظين الأخيرة أو مدراء الأمن ومساعدين وزير الداخلية أقباط، حتى رؤساء تحرير الصحف القومية لا يوجد بينهم مسيحياً واحداً، كذلك قانون دور العبادة الموحد لم يطرح بعد".
واستطرد "لكن دعونا ننظر إلى نصف الكوب المملوء ولا نقلل من مجهودات الرئيس المحترم عبد الفتاح السيسى لنشر ثقافة تقبل ومشاركة الآخر والتى لم نرها فى غيره من الرؤساء ولم نشعر بها على مدار العصور السابقة، فلا توجد خطوة واحدة يتخذها السيسى دون اشراكنا بها على نحو فعال وعامل، بداية من توليه أمور البلاد وحتى حادث ليبيا المؤلم".
وعن تفسيره للمذبحة التى قامت بها عصابات "داعش" الإرهابية، قال "دعونا لا نغفل أن داعش مجرد عروس ماريونت فى يد الشيطان الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية، والتى أرادت من هذه الأحداث كسر هيبة الدولة المصرية داخليا وخارجيا، وتوجيه ضربة لهز العلاقة الرابطة بين قطبى الدولة نظرا لأن الضحايا بالكامل من الأقباط، لكن كالعادة تفشل أمريكا هى وأعضاء مثلث الشيطان تركيا وقطر التى تدعى نصرة الأقباط فى مصر، رغم أنها لن تتردد فى أن تحول المسيحيين إلى جسر من الجثث لتعبر عليه من أجل تحقيق مصالحها، وجاء فشل أمريكا بفضل ذكاء وقوة رد فعل الرئيس عبد الفتاح السيسى".
وتابع جبرائيل"نحن نطالب بسحب جائزة نوبل للسلام من الإرهابى الأكبر أوباما وإعطائها للرئيس عبدالفتاح السيسى الذى طالما سعى نحو تحقيق السلام والمساواة"، متسائلاً: كيف نعطى مثل هذه الجائزة لفرد شغله الشاغل هو خلق تحالفات دمار وزرع خلايا إرهابية؟".
من جانبه، قال الدكتور محمد مصيلحى، الباحث والداعية الإسلامى، إن الإسلام يؤكد على مبدأ التعايش، والتى توازى فى معناها كلمة المواطنة وتقبل الآخر، والتعايش هو أهم ما ورد فى الإسلام، وهو مصطلح كبير تكفل كل معانيه المساواة بين شركاء الأرض والوطن، حيث أمرنا رسولنا الكريم بالتعامل مع الأقباط دون أدنى تفرقة بل أباح ديننا الزواج منهم فجميعنا بشر وعباد لله عز وجل، وهم فى نهاية المطاف من أهل الكتاب.
وأضاف مصيلحى "منذ دخول الإسلام إلى مصر وقف أقباطها مع عمرو بن العاص فى وجه أبناء ملتهم من الرومان، وهذا يدل على أن العدالة والمساواة لا تعرف دينا ولا عقيدة فهم اتحدوا من البداية من أجل إعلاء كلمة الوطن، وهذا ما يتكرر الآن ولكن من زاوية أخرى، حيث حان الوقت لنلتحم ونتحد فى مواجهة الإرهاب سواء كان ممثلاً فى داعش أو غيرها من العصابات الشيطانية التى لا تريد الا إشعال نار الفتنة بين شعب هو فى الأساس فى رباط إلى يوم الدين، وهذا ما نستشعره ونأمله فى ظل الأحداث الحالية".
ولم يختلف رأى المواطنين عن آراء رموز الكنيسة والأزهر، حيث أجمع غالبيتهم على أن مصر على مشارف مستقبل أفضل، من المساواة والعدالة الاجتماعية، حيث قالت إنجى إدوارد، الفتاة العشرينية "طوال الوقت نبحث عن المساواة بيننا وبين المسلمين، لكن لدينا الآن شعورا جماعيا بأن هذه البلد بلدنا فعلاً ولدينا حق فيها".
بينما قال سمير أحمد موظف "عمرنا ما حسينا بفرق بينا وبين إخواتنا المسيحيين، يمكن الدول هى اللى كانت عاملة الحساسية دى بينا قبل كده، لكن معتقدش بعد خطوات الرئيس السيسى المهمة لتحقيق المساواة بين المواطنين، إن يكون فى شعور بأى تمييز بعد كدة".
أما بيتر سليمان طالب جامعى، قال لـ"اليوم السابع" لا نشعر بأى تمييز، وبعد أحداث ليبيا الأخيرة، أشعلنا 21 شمعة لتنير مصر بأكملها تحت راية الرئيس السيسى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة