يصعب معرفة كم مرة خلال العام يقع أهلنا المواطنون فى بحرى والصعيد ضحايا توظيف أموال كاذب، وبالرغم من قصص النصابين الذين يجمعون أموال الغلابة ويهربون، واستحالة أن تربح الأموال %100 من قيمتها، حتى لو كانت تلد، فإن المواطنين يعطون تحويشة عمرهم للنصاب ليهرب بها.
آخر أنواع النصابين باسم توظيف الأموال هو «المستريح» وهو اسم شهرة، وصفة دعائية، أتعبت ضحاياه وهم بالمئات، جمع عدة مليارات من المواطنين فى الصعيد بزعم توظيفهم. استخدم دعاية معروفة، يمنح بعض المودعين مبالغ كفائدة، تغريهم وتغرى غيرهم، ثم «فص ملح وداب».
كان الريان وزملاؤه، أشهر قصة نصب باسم توظيف الأموال فى الثمانينات، حصل على مئات الملايين، ووظف وزراء وشيوخ وصحفيين للدعاية، ونوابا فى مجلس الشعب. انهارت إمبراطوريته، وتوهم البعض أنه تعرض لمؤامرة، وسعيد الحظ هو من حصل على ربع ما دفعه طوب وزلط وورق ومنظفات، من يومها يتكرر النصابون، فى حلوان من سنة، وفى الغربية والإسكندرية، وكل محافظة، وأخيرا «المستريح» الذى لهف خمسة مليارات وربما أكثر، من الصعيد.
قصة نصب معروفة، طرف يجيد الدعاية، يوهم الناس أنه يمكن أن يوفر لهم فائدة %11 شهريا، يعنى أكثر من %140 سنويا، وهى نسب يستحيل توفرها، يقوم وكلاؤه ومساعدوه بعمل دعاية والإيهام بأنه يدفع فائدة، لا أحد رأى شيئا، ويقولون هناك شخصيات عامة قضاة وأطباء وضباط أودعوا أموالهم عند «المستريح»، الذى قال بعض معارفه إنه يعمل منذ 8، وأنه كان تحت سمع وبصر الحكومة والأموال العامة، لكنهم تركوه، فاعتقد الناس أنه مسنود وباع بعضهم بهائمه، أرضه، أو عائد عمله فى الخارج حملوه إلى «المستريح» الذى جمع مليارات واختفى،
ترك النصاب ضحاياه يندبون حظهم، ويطالبون الدولة أن تتدخل أو تقبض على المستريح، لكن المشكلة القانونية أن صاحب المال أعطاه للمستريح بإرادته، وحصل على صك أو شيك، غالبا «سيبله ويشرب ميته».
حتى لو تم القبض على المستريح وسجنه فإن هذا لن يعيد الأموال ولاتحويشة العمر التى ضاعت، طمعا فى فائدة ضخمة، وهو ما يشبه قصة جحا والحلة التى تلد، وتموت وهى تلد، لأنه نصب علنى يدور على الهواء. بعض الطمع مع الكثير من الدعاية، والقانون «لايحمى المغفلين»، لكن هل يوجد قانون يمنع المغفلين من التغفيل؟!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة