سارة تؤسس فرقة مسرحية لـ"قصار القامة".. وتؤكد: "القصر مش إفيه"

ما بين تعليقات سخيفة ونظرات مريبة تشير لقصر قامتها ومحاولاتها الخاسرة للاندماج بين الناس الذين كانوا ينظرون إليها باستغراب، ظلت "سارة" تقاوم من أجل فرصتها الحقيقية للتعبير عن نفسها، متجاهلة نظراتهم لها خلال رحلتها للمدرسة ومن بعدها الجامعة.




28 عامًا عانت خلالها سارة محمد طه، من مضايقات المجتمع تجاهها لقصر قامتها أثرت عليها نفسيًا خاصة فى حياتها الجامعية التى استغرقت 10 سنوات، تقول: "كنت بهرب من مقابلة الناس لأتحاشى نظراتهم، حتى أدركت أن بقالى 25 سنة بلا هدف"، وتضيف: "قعدت أسبوعًا كاملاً أفكر فى مستقبلى وجدت إننى موهوبة لكنى لم أقاتل من أجل إثبات نفسى، فأيام الجامعة على سبيل المثال كنت بحضر كل عروض المسرح لكن لم أطلب فى أى مرة المشاركة فى التمثيل خوفًا من رفض زملائى والذين كنت أشعر منهم بنظرات عنصرية تجاه قصر قامتى".




قررت سارة خوض المجال بنفسها، لتقابل بالصدفة فى أحد العروض المسرحية المخرج الأمير زكريا والذى ساعدها على المشاركة فى العديد من العروض المسرحية التى أدت فيها أدوارًا مختلفة تقول: "كنت أبحث عن عروض تتعامل مع موهبتى ولا تستغل طولى كـ إفيه أو مادة للسخرية والضحك"، لتتعرف فيما بعد على محمد المصرى، الذى عرض عليها مشاركته فى تأسيس فرقة لقصار القامة لإحياء التراث الشعبى القديم.




بضحكاتها المتفائلة اعتادت سارة مواجهة المشاكل المتعددة التى تواجهها فى حياتها، فلم يعد يشغل تفكيرها سوى رسالتها فى إثبات للمجتمع أن أى إعاقة لابد وأن يقبع خلفها موهبة كامنة تحتاج إلى من يكتشفها، أما حلمها أن تحصل على مسرح مخصص لقصار القامة ليستطيعوا تقديم عروضهم خلاله بشكل دائم.