أسامة مصطفى عبدربه يكتب: مال مبارك بعودة سيناء؟!

فجأة ظهر علينا بعض الأشخاص منذ فترة ليست بالبعيدة ليخبروك بالحقيقة الخفية والأسرار "اللوزعية"، والتى كانت غائبة لسنين طويلة وهُمّا بس اللى كانوا عارفينها، ألا وهى "إن مُبارك ملوش أى علاقة بعودة سيناء!" وإنه معملش أى إضافة فى حرب أكتوبر وشأنه شأن أى ضابط! ودعنى أنقاشك أخى العزيز بالعقل والمنطق لِماذا لم نسمعك تردد هذه الكلمات أثناء حكم الرئيس السابق محمد حسنى مبارك؟ ولماذا نأح عليك ضميرك فى هذه الفترة تحديدًا!

حقيقة الأمر أنا لا أدافع عن الرئيس السابق لأن موقفى تجاهه كمواطن مصرى ثابت، فمسألة تقصيره وإهماله فى كثير من الأمور السياسية والاقتصادية فى نهاية حُكمه هى مسألة واضحة وجلية للجميع ولها أثر كبير فى الأزمات التى نُعانى منها فى الوقت الحالى، ولكن أنا بصدد الحديث – الآن – عن محمد حسنى مبارك قائد القوات الجوية فى عام 1973، ومشكلتى كلها مع الناس اللى ضميرها بيصحى بعد الهنا بسنة! ده لو افترضنا صحة كلامهم أصلًا وإن ضميرهم مصحصح على طول!! وبعدين ايه اللى خلاك تسكت السنين اللى فاتت دى كلها!

كانت فين مواقفك وآراءك دى زمان ؟ هذا سؤال يطرح نفسه على طاولة النقاش وهل لو كان مبارك فى الحُكم الآن فسوف تردد نفس الجمل ونفس العبارات ! فى الواقع أنا أشك فى هذا، وبعيدا عن رأيى فى الضربة الجوية لأنى راجل مش متخصص فى العلوم العسكرية عشان أقيمها أو أقيم دور الرئيس السابق فيها فقد قررت أن أترك الأمر بسُدته لأهل الخبرة والتخصص لتقييم الحرب بأكملها وإعطاء كل ذى حق حقه دون إدخال أية اعتبارات أخرى فى الحُكم على هذه المسألة.

المشكلة يا عزيزى القارئ ليست فى هذا الأمر لأن التاريخ سيفض هذا النزاع بلا أدنى شك ولكن فى ميوعة المبدأ الذى يتبناه بعض الأشخاص والكيل بمكيالين فبالأمس تغنى "وعشان كده احنا اخترناه" وتقول عليه ده قيادة تاريخية، واليوم تردد "مال الرئيس مُبارك بعودة سيناء"...
عفوًا صاحب المكيالين فلستُ مُضطرا لسماعك أو تصديقك!