حــســــن زايــــــــد يكتب: أمـريـكا وعـرائـس المــاريــونـيـت

الخميس، 28 مايو 2015 12:03 م
حــســــن زايــــــــد يكتب: أمـريـكا وعـرائـس المــاريــونـيـت أوباما

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عرائس الماريونيت ـ لمن لا يعرف هى عرائس يجرى تصنيعها من الخشب. قطع خشبية متصلة ببعضها بمفصلات، لتسهيل حركة أجزائها. وتشتمل صناعتها على عدة فنون منها : فن النحت، وفن الرسم، وفن تصميم الأزياء والديكور، وفن التلحين، وفن المونتاج، لينتهى الأمر فى النهاية إلى كيفية الأداء الحركى لهذه العرائس.

وتنتهى أجزاؤها بخيوط تمتد من العرائس إلى أصابع محركها، والتى تعلوا رؤوسها خلف الستار. وهى ليست لها حركة ذاتية، وإنما ترتبط حركتها بحركة أصابع محركها ـ غير المرئى ـ الذى يقبع خلف الستار. وهى تدخل البهجة والسرور على من يتابع عروضها على مسارح العرائس، سواء من الكبار أو الصغار.

ومع ذك هناك عرائس ماريونيت لا تدخل البهجة والسرور على أنفس البشر، وإنما تدخل الكدر والحزن، حيث لا ترى على مسرحها سوى الخراب والدمار والدم. إنها عرائس الماريونيت الأمريكية التى تلعب على مسرح الأحداث فى منطقتنا العربية، إنها تشتمل كذلك على عدة فنون: فن النحت، وفن الرسم، وفن تصميم الأزياء والديكور، وفن التلحين، وفن المونتاج، لينتهى الأمر بهذه الفنون جميعًا إلى الأداء الحركى لهذه العرائس. دعك من نظرية المؤامرة، رغم وجودها، ورغم إنكار البعض لهذا الوجود، ولكن لنترك هذا الهوس ـ من الجانبين ـ جانبًا، وتعالى نفتش معًا، عن تلك الأصابع التى تتخفى خلف الستار، وتنتهى إليها كل أطراف الخيوط، أن كنت تؤمن مثلى أن عرائس الماريونيت لا تملك حركة ذاتية. تُرَى أصابع

من تلك التى تتخفى خلف الستار ؟. بالقطع أن كنت ممن يؤمنون بأن عرائس الماريونيت لها حركة ذاتية، ولا تحتاج إلى غيرها فى حركتها، فإنك ستنكر مسألة الأصابع الخفية، والستائر المسدلة، ومسرح العرائس، وكل وقائع تلك المسرحية الهزلية التى تجرى فينا، وبنا، ومن حولنا. ولكنك ستكون حينئذ مطالبًا بالإجابة على ذلك السؤال المحورى الذى مفاده: لماذا تترك أكبر قوة تدميرية عرفها التاريخ البشرى، تلك العرائس التى تمارس تلك الأدوار الشريرة، من تخريب، وتدمير، وتشريد، وقتل، فى تلك المسرحية الهزلية، التى هى أقرب ما تكون ـ إن لم تكن ـ إلى عملية انتحار ذاتى، وتدمير للذات، كما يفعل السرطان بالخلايا الحية ؟. لماذا تتركنا البشرية، بكل ما تملكه من إرث أخلاقى، نمارس هذا الانتحار، أن كانت حركتنا ذاتية؟ فإن لم تكن لديك إجابة لا عن هذا السؤال، ولا ذاك، فأجبنى: لماذا هذا التواجد بكل زخمه فى المنطقة العربية ؟. أهو تواجد من أجل الاستمتاع بمشاهدة وقائع تلك المسرحية الهزلية من مقاعد المتفرجين؟ أما إذا كنت ممن يؤمنون بأن العرائس ليس لها حركة ذاتية، وأن هناك أصابع خفية خلف الستار ممسكة بكل خيوط اللعبة، فلابد من التفتيش عنها. ولو فتشنا عنها لوجدناها فى صناعة تنظيم القاعدة، الذى وفر الغطاء الشرعى والقانونى للإتيان على دولة أفغانستان من القواعد، فجعل عاليها سافلها، وأعزة أهلها أذلة. ومن رحم القاعدة، ولدت داعش، بعد إعادة العراق إلى القرون الوسطى، وإعمال معول التقسيم الطائفى فيها إعمالًا، فتقسمت فعليًا إلى دويلات ثلاث: دولة كردية، ودولة شيعية، ودولة سنية، وكل دويلة لها مليشياتها الخاصة بها، بعد تحلل جيشها الموحد وذوبانه.

والحرب بين داعش وهذه المليشيات كر وفر، فى سيناريو متكرر يبعث على الملل والضجر، كما أنه يبعث على الاعتياد. والآن أصبحت داعش لا يفصل بينها وبين العاصمة العراقية مسيرة ساعة أو أقل. لقد أصبحت مشكلة المواطن العراقى فى كيفية الفرار من هذا الجحيم، فى ظل الوفاق الإيرانى الأمريكى، على ما يجرى فى العراق. وفى ذات الوقت الذى لا زالت ترزح فيه الموصل تحت نير الإرهاب الداعشى، سقطت الرمادى فى أيديهم. وتحركت قواتهم ـ فى أمان من قوات التحالف لتستولى على مدينة تدمر السورية ـ










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة