أراقب هذه الأيام باهتمام بالغ لا يخلو من مرارة تعتصر القلب على أُناس آثروا مصالحهم الشخصية وحاولوا استعادة بعض البريق، الذى قد انطفأ عنهم على حساب مصلحة البلاد، التى تحتاج إلى تشابك الأيدى وتلامس الأكتاف والوقوف على قلب رجلٍ واحد بغض النظر عن أية خلافات فى وجهات النظر للعبور بالوطن، الذى يتطلع إلى التعافى بعد أن كاد يلفظ أنفاسه الأخيرة !
هل ما يحدث على الساحة الدولية والعربية يحتاج إلى التذكير يوميًا بأننا نخوض حرب الوجود فى خضم الانهيارات المحيطة بنا من كل الاتجاهات، والتى تقترب إلى كونها أخطارا تقف على حدود الدولة وأنها أقرب مما يتصور أحد، فلولا عناية الله التى أحاطت بمصر وجيشها الذى ظل حافظًا مكانته بين الجيوش العربية، التى تفككت وانهارت على أيدى التحالفات الشيطانية من الدول العظمى وأنفارها المأجورين من الخونة والإرهابيين !
ماذا يريد إذًا فى هذا التوقيت الشديد الخطورة هؤلاء الإعلاميين الذين أصاب بعضهم الغرور، فتصور نفسه يومًا محرك إرادة الجماهير كيفما شاء، بهذه العبارات الرنانة والانتقاد الخالى من الموضوعية وانعدام تقدير أبعاد الموقف !
هؤلاء الذين تحولوا من التأييد المطلق إلى الانتقاد الأهوج، الذى لا يخلو أبدًا من بعض الزيف والكثير من المراءاة فى محاولة بائسة لاستعادة نسبة مشاهدة أعلى لربما تحتفظ للإعلامى أو الإعلامية باستمرار وجوده فى القناة وعدم التخلى عنه لمصلحة آخر قد تكون نسبة مشاهدة برنامجه أعلى!!
حسبة خاطئة وقع بها هؤلاء الحنجوريون لضمان مستقبل شخصى على المدى القصير، والإضرار وبث سموم الفتنة فى وطن لا يحتمل أبدًا مثل هذه الأنانية الشخصية !
والذى لا يدركه بل ربما يتجاهله عمدًا هذا الإعلامى، أو ذاك ممن باع ضميره الوطنى لصالح حسابات شخصية أخرى، أن هذه الفتنة ومحاولة إحداث الشق المجتمعى مجددًا هى غاية المراد والهدية المقدمة على طبق من فضة لكل أعداء البلاد فى الداخل والخارج والتى لن تعود إلا بالخراب والدمار على الجميع !
هل يستحق كل هذا الهجوم الرئيس، الذى احترم شعبه وتواضع لله فرفعه على الأعناق وأخلص النية، وبذل أكثر مما فى وسعه، وحقق فى أقل من عام ما لم يكن ليستطيع أن يحققه من سبقوه فى عشرة أعوام، وورث ميراثًا ثقيلًا من الفساد والتدنى الأخلاقى والفقر والبطالة بحانب الإرهاب والمخططات الدولية .
ومع كل ذلك لم تسقط مصر، بل تقدمت خطوات كثيرة على طريق النجاة والانطلاق، لا ينكرها إلا كل جاحد فى قلبه مرض وغرض!