ابن الدولة يكتب: كيف يمكن للشعب أن يواجه الإرهاب؟ العمليات الإرهابية لا تضر الاقتصاد فقط لكنها تضر بمصالح ملايين العاملين بالسياحة ولهذا يتصدى لها المواطنون ومنهم السائق الشجاع

السبت، 13 يونيو 2015 09:01 ص
ابن الدولة يكتب: كيف يمكن للشعب أن يواجه الإرهاب؟ العمليات الإرهابية لا تضر الاقتصاد فقط لكنها تضر بمصالح ملايين العاملين بالسياحة ولهذا يتصدى لها المواطنون ومنهم السائق الشجاع ابن الدولة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن العدد اليومى ...


عندما خطط الإرهابيون لتنفيذ عملية إرهابية خسيسة فى معبد الكرنك، كانوا يهدفون لضرب السياحة وإفساد موسمها والموسم القادم، وكانوا يعيدون تجربة الإرهاب فى التسعينيات، عندما كان الإرهابيون يهاجمون السياح لضرب الاقتصاد، ظنا منهم أنهم يسقطون الدولة، وبلغت خيانتهم ذروتها فى الهجوم على سائحى الدير البحرى عام 1997. والحقيقة أن الاعتداء على السياحة ليس حربا ضد الدولة، لكنه حرب ضد الشعب، الذى يدرك أن قطاعا من الشعب المصرى يقدر بالملايين، سواء من يعملون مباشرة فى الشركات والمنشآت السياحية، أو يستفيدون بشكل غير مباشر من التوريدات والمهن والطعام والشراب والمفروشات والنقل، وبالتالى فإن أرزاق عشرة ملايين أسرة تقريبا ترتبط بالسياحة بشكل ما، فى المناطق الساحلية شرم الشيخ، شمال وجنوب سيناء، والبحر الأحمر، والمناطق الأثرية فى الشمال والجنوب، والمناطق الساحلية الشمالية.

ولهذا فقد كانت العمليات الإرهابية ضد السياحة بداية للكشف عن أن الإرهاب يحارب الشعب فى رزقه، ولهذا تصدى الناس والمواطنون مع الأمن، ونفس الأمر ظهر فى وعى السائق هيثم الذى أبلغ الأمن عن الإرهابيين، لأنه اشتبه فيهم وهو يقلهم، وساعد مع سرعة تعامل قوات الأمن فى إنقاذ الكرنك والسياحة المصرية من كارثة.

السائق الذى تم تكريمه ويستحق التكريم، يعكس إحساس مواطنين كثيرين، ونقول أغلبية الشعب بأهمية السياحة فى توفير دخل عام للدولة، وأيضا دخل للمواطنين فى المناطق الأثرية والسياحية. وقد جرب المواطنون كيف أضرهم الإرهاب مباشرة، كما أن تراجع السياحة خلال السنوات الماضية كان يؤثر مباشرة ويرفع البطالة والفقر ويغلق بيوتا مفتوحة.

وربما لو كان هناك آخرون مكان السائق الشجاع لفعلوا مثلما فعل، ليكشفوا كيف يدرك المصريون خيانة وخطر الإرهاب، ولهذا من المهم أن تبقى العلاقة بين المواطنين والشرطة والأمن عموما فى صورة محترمة، لأن إيمان المواطن بما يواجهه من خطر يدفعه للتعاون والإبلاغ. والمواطن يثمن تضحيات رجال الشرطة ممن يعرضون حياتهم للخطر من أجل حماية الأفراد والممتلكات، وربما كانت مفارقة أن يتصدى الضباط والمواطنون بشجاعة للإرهابيين على أبواب الكرنك، وفى اليوم التالى يصدر القضاء حكما بالسجن على المتهم بقتل الناشطة شيماء الصباغ. وقبلها تمت محاسبة مخطئين من رجال الأمن، لأن هذا يعنى أن الدولة لا تتستر على مخطئ، وفى نفس الوقت فإن الأغلبية من رجال الأمن يتعرضون لأخطار الإرهاب والجريمة، وهم يؤدون واجبهم ببسالة.

هذه المعادلة البسيطة، يفهمها الشعب والناس العادية، بينما تغيب عن كثيرين ممن ينظرون بعين واحدة للأمور، ولا يتخلون عن وجهات نظرهم المسبقة. ونجد من يرفضون رؤية الحقيقة الواضحة، أو يهتمون بمصالح الجميع وليس لمصلحتهم الخاصة.

ونعود إلى حادث الإرهاب فى الكرنك، والذى كشف عن تعاون الشعب صاحب المصلحة مع الأمن، ونؤكد أن تحسين العلاقات بين الشعب والشرطة مهم لاستكمال الدوائر، وبالمناسبة فإن المواطنين فى الدول الأوروبية وأمريكا عندما يشكون فى أى تصرف غير طبيعى يسارعون بإبلاغ الأمن، وليس فى هذا تربص، لأنهم يحمون أنفسهم وبلادهم من الإرهاب.

وأيضا من المهم تشديد الإجراءات الأمنية وفرض التكنولوجيا والكاميرات فى المناطق السياحية، ومعه إدراك الشعب لخطورة الإرهاب على مصالحه المباشرة.


اليوم السابع -6 -2015


موضوعات متعلقة:


- ابن الدولة يكتب: الصحة والعلاج بين الوزارة والأطباء.. يتوقع بعد اكتشافات رئيس الوزراء أن تجتمع الحكومة مع المحافظين والأطباء والمسؤولين ليضعوا خطة شاملة لإنقاذ الصحة

-- ابن الدولة يكتب: إفلاس الإرهاب.. ضاق المجال أمام الإرهابيين ولم تعد الأرض ممهدة لزرع قنابلهم الناسفة.. وأرادوا أن يعيدوا تكرار تجربة حادث الأقصر

- ابن الدولة يكتب: فى حضرة الرئيس.. عن الأيدى المرتعشة.. بعض المسئولين يبررون التأخير بالخوف من كسر اللوائح وهى حجة لعدم اتخاذ قرار وتعطيل الكثير من المشروعات

- ابن الدولة يكتب: هل بدأ العد التنازلى لمهمة المهندس إبراهيم محلب؟.. الواقع يقول إن المرحلة المقبلة فى حاجة إلى رجل سياسى أكثر من احتياجها إلى رجل ذى خبرات إدارية








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة