مرة أخرى تعود من جديد الأسهم الموسمية فى الظهور خلال شهر رمضان، حيث تشهد الأسهم المعروفة بأسهم رمضان، وهى الأسهم التى تحقق نشاطا كبيرا خلال تعاملات هذا الشهر، بخلاف باقى المؤشرات، نظرا لطبيعتها، حيث تمثل شركات تعمل فى المواد الغذائية التى يزداد الإقبال عليها فى هذا الشهر، مثل شركات المواد الغذائية وعلى رأسها مثلا شركة جهينة للمواد الغذائية وشركة إيديتا التى دخلت السوق مؤخرا، بالإضافة إلى 17 شركة أخرى تعمل فى قطاع الأغذية والمشروبات.
ودعا عدد كبير من المحللين بسوق المال مستثمرى البورصة إلى استغلال نشاط «الأسهم الموسمية»، ومنها أسهم شهر رمضان والتى تشهد ارتفاعا كبيرا خلال هذا الشهر، نتيجة ارتفاع أسعار منتجاتها وزيادة الطلب عليها مثل الأسهم المرتبطة بالمواد الغذائية والمشروبات التى يزيد الإقبال عليها فى شهر رمضان، لافتين إلى قيام المستثمرين الأجانب باستغلال غياب المصريين عن بعض الأسهم فى رمضان، مثل أسهم البنوك والشركات التى تعمل فى السياحة، بسبب تقديمها الخمور مثلا، والاستحواذ على نسبة كبيرة منها والمضاربة على أسهمها.
سامح غريب، خبير سوق المال، أكد أن البورصة غالبا ما تستجيب للأخبار بشكل كبير أكثر من أى شىء آخر، ولأن شهر رمضان يزداد به الطلب بشكل كبير على منتجات بعينها، خصوصا ما يتعلق بالمواد الغذائية والمشروبات وهى المنتجات الأكثر رواجا فى هذا الشهر، فإنه تحدث طفرات على أسهم الشركات المنتجة لهذه الأنواع، ويرتفع سعرها بشكل كبير، ولذلك فإن هذه الأسهم تجذب المستثمرين إليها ويحدث ارتفاع مفاجئ لأسعارها يمكن أن يؤدى إلى خسائر لكثير من المستثمرين الذين يضاربون عليها، خصوصا إذا تراجع السوق عقب قيام هؤلاء بشراء كميات كبيرة على السعر المرتفع.
وأضاف غريب، أنه بشكل عام عندما يكون أداء السوق جيدا فإن أى خبر جيد يؤثر على المساهمين والقطاعات التى يعملون بها، مشيرا إلى أنه فى شهر رمضان مثلا يرتفع سهم المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامى بسبب الإقبال الكبير على المسلسلات والإعلانات، كما ترتفع أسهم قطاع الدواجن بسبب ارتفاع أسعار الدواجن واللحوم، ولذلك تكون من أكثر الأسهم التى تتم عليها عمليات المضاربة السريعة.
أما محمد عبدالعال، محلل فنى، فقال إنه ليس صحيحا أن المستثمرين المصريين الأفراد هم الذين يقومون بالمضاربات فقط، مؤكدا أن الأجانب يضاربون بشكل أكبر بكثير من المصريين، ولكنهم «يعرفون كيف يضاربون فى الخفاء دون جذب الانتباه»، أما المصريون فيندفعون بشكل عشوائى على أسهم بعينها مما يجذب الانتباه إليها، ولذلك يظهرون دائما على أنهم هم المضاربون، لافتا إلى أن الأسهم التى حدثت بها مضاربات فى الفترة الأخيرة كان الأجانب عنصرا بارزا فى المتعاملين عليها لتحقيق مكاسب على حساب المصريين من قليلى الخبرة فى الاستثمار بالبورصة.
وأضاف عبدالعال، أن أسهم رمضان أو الأسهم الموسمية ستحدث طفرة فى السوق خلال الأيام المقبلة، وستكون سببا فى نشاط كبير بالسوق خصوصا أسهم مثل شركات الزيوت والصناعات الغذائية وشركات المطاحن «التى اقترب موعد توزيع الكوبونات الخاصة بها»، بالإضافة إلى أسهم الدواجن.
وقال عبدالعال، إن هناك بعض الأسهم التى يبتعد عنها بعض المصريين خلال شهر رمضان، مثل أسهم شركات السياحة، ولذلك يستغلها الأجانب ويتعاملون عليها بعد تراجع أسعارها عن طريق شراء أكبر كمية منها، وإعادة بيعها مرة أخرى بعد ارتفاع أسعارها بسبب اعتقاد بعض المصريين أن التعامل عليها حرام خصوصا الشركات التى تملك فنادق تقدم خمور وأغذية محرمة.
فى حين قال صلاح حيدر، المحلل المالى، إن شهر رمضان غالبا ما يشهد نشاطا كبيرا لأسهم المضاربات ومنها الأسهم الموسمية، وهى دائما يتعامل عليها المستثمرون الأفراد، الذين يفضلون العمل على المدى القصير والأرباح الصغيرة والسريعة، على عكس المستثمرين الأجانب والمؤسسات الذين غالبا ما يتعاملون على الأسهم القيادية الكبيرة بعد أن يقوموا بدراستها جيدا قبل الاستثمار بها، حتى لو قام فى بعض الأحيان بالقيام بعمليات مضاربة عليها فى أوقات الأزمات، بهدف تحقيق ربح، إلا أن تأثير المستثمرين الأفراد يظهر أكثر بسبب استحواذهم على نسبة كبيرة من استثمارات البورصة تصل إلى %70 مقابل 30 للمؤسسات والصناديق.
وقال حيدر، إنه فى المقابل فإن شهر رمضان هذا العام صادف الربع الرابع للعام، وهو وقت غالبا يكون فرصة جيدة للشراء، خصوصا على أسهم قطاع الدواجن والأغذية والمشروبات وشركات السكر والحاصلات الزراعية.
ونفى حيدر أن يكون ابتعاد بعض المستثمرين المصريين عن العمل فى شهر رمضان فرصة يستغلها الأجانب للاستحواذ على أسهم هذه الشركات، مؤكدة أن الأجانب لهم أسهم يتعاملون عليها دائما وهى الأسهم الكبيرة ولا يغيرونها فى المواسم، لأنهم يميلون إلى الاستثمار طويل الأجل عكس المصريين الذين يفضلون الاستثمار السريع قصير الأجل.
فى حين قال إسلام عبدالعاطى المحلل الفنى، إنه مع دخول شهر رمضان كل عام يبدأ السوق المصرى بالدخول فى حركة عرضية نسبيا بسبب انخفاض ساعات التداول من ناحية، ومن ناحية أخرى بسبب انشغال البعض بطقوس شهر رمضان، إلا أنه فى تلك الحركة العرضية تبدأ بعض الأسهم الحركة الصعودية الموسمية، مثل مدينة الإنتاج الإعلامى والشركات المرتبطة بصناعة الأغذية والمشروبات التى ترتبط ارتباط وثيقا بارتفاع مطرد فى الاستهلاك خلال شهر رمضان.
شهر رمضان يعيد «الأسهم الموسمية» للنشاط من جديد فى البورصة ..«جهينة» و«إيديتا» تقود السوق ..والأجانب يستغلون غياب المصريين للمضاربة على السياحة والبنوك
الثلاثاء، 30 يونيو 2015 11:18 ص
البورصة
كتب - محمود عسكر
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة