أفكار قتلت اصحابها.."مارى كورى" اكتشفت "البولونيوم والراديوم" فقضيا عليها

الأربعاء، 15 يوليو 2015 11:00 م
أفكار قتلت اصحابها.."مارى كورى" اكتشفت "البولونيوم والراديوم" فقضيا عليها العالمة مارى كورى
كتب شريف إبراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"أنا لا أرى أبدا ما تم إنجازه، بل أرى ما لم يتم إنجازه بعد" هكذا جاءت كلمات مارى كورى عالمة الفيزياء والكيمياء البولندية، وأشهر امرأة اقتحمت ميدان العلوم وسطرت اسمها فى سجلات التاريخ جنبا إلى جنب مع علماء القرن العشرين الذين أحدثوا ثورة فى مجال الطب، وهى أول امرأة تعمل فى مجال الإشعاع، وأول من حصل على جائزة نوبل مرتين وفى مجالين مختلفين، وكانت لاكتشافاتها فضل كبير فى معالجة الأورام السرطانية، حيث ابتكرت تقنيات لفصل النظائر المشعة، واكتشفت عنصرين كيميائيين هما البولونيوم والراديوم، وتحت إشرافها أجريت أول دراسات لمعالجة الأورام باستخدام النظائر المشعة، ومع ذلك فقد توفيت "كورى" نتيجة لاكتشافاتها وعدم معرفتها للآثار الضارة للإشعاع الذى اصابها بمرض فقر الدم ورحلت على اثره فى الرابع من يوليو 1934.

ولدت "مارى كوري" سنة 1867 فى بولندا، لكنها عاشت فى فرنسا وحصلت على الجنسية الفرنسية، عانت "مارى" حياه صعبه منذ الصغر، حيث توقفت عن الدراسة فى بداية حياتها وعملت مربية فى أحد البيوت كى توفر المال لشقيقتها التى تكبرها حتى تتمكن من إكمال دراستها، وفى الوقت نفسه كانت "ماري" تقرأ كثيراً وتحل المسائل الرياضية التى يرسلها لها والدها باستمرار، وحتى بعد أن استقلت وعاشت لوحدها كانت تسكن فى غرفة صغيرة لا تحوى سوى مقومات العيش الأساسية، وتقضى وقتها فى الدراسة والبحث، غير مبالية باهتمامات الفتيات اللواتى فى مثل عمرها.

وتزوجت "ماري" من العالم "بيير كوري" فى مارس 1895 وهو الامر الذى اضاف لها الكثير، حيث ساعدها هذا زوجها ولم يبخل عليها بأسرار المعلومات الرفيعه والدقيقه التى كان يعرفها، وقد كان لتعاونهما بادرة لإنجازات عظيمة، حيث حصلا على جائزة نوبل مناصفة فى الفيزياء وكرما بإطلاق الوحدة "كورى" لقياس النشاط الإشعاعى وكذلك إطلاق اسم "كوريوم" على هذا العنصر الكيميائي.

ورغم انهماك "كورى" فى عالم الجدية والبحث ورغم شهرتها التى بلغت عنان السماء آنذاك إلا أنها لم تنس دورها كربة بيت، وزوجة، والأكثر من هذا كأم أنجبت وربت "أيرين جوليو" التى حازت بدورها على جائزة نوبل للكيمياء عام 1935.

عانت "ماري" من مرض فقر الدم الذى أودى بحياتها فى عام 1934 إثر تعرضها الزائد للعناصر المشعة فى زمن لم تكن الآثار الضارة للإشعاع قد عرفت بعد، وبالتالى لم يكن العلماء الذين يتعاملون مع تلك العناصر على دراية باحتياطات السلامة اللازمة، فلطالما حملت هذه السيدة الغير اعتيادية أنابيب اختبار تحوى نظائر مشعة فى جيبها، ولطالما وضعتها فى درج مكتبها دون أن تدرك أخطارها الجسيمة، كما تعرضت مذكراتها لكمية كبيرة من الإشعاع تحد من التعامل معها بأمان إلى يومنا هذا.


موضوعات متعلقة..


أفكار قتلت أصحابها.. "وليام بولوك" سحقته ماكينة "الطباعة الدوارة" بعدما اخترعها








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة