ولدت "مارى كوري" سنة 1867 فى بولندا، لكنها عاشت فى فرنسا وحصلت على الجنسية الفرنسية، عانت "مارى" حياه صعبه منذ الصغر، حيث توقفت عن الدراسة فى بداية حياتها وعملت مربية فى أحد البيوت كى توفر المال لشقيقتها التى تكبرها حتى تتمكن من إكمال دراستها، وفى الوقت نفسه كانت "ماري" تقرأ كثيراً وتحل المسائل الرياضية التى يرسلها لها والدها باستمرار، وحتى بعد أن استقلت وعاشت لوحدها كانت تسكن فى غرفة صغيرة لا تحوى سوى مقومات العيش الأساسية، وتقضى وقتها فى الدراسة والبحث، غير مبالية باهتمامات الفتيات اللواتى فى مثل عمرها.
وتزوجت "ماري" من العالم "بيير كوري" فى مارس 1895 وهو الامر الذى اضاف لها الكثير، حيث ساعدها هذا زوجها ولم يبخل عليها بأسرار المعلومات الرفيعه والدقيقه التى كان يعرفها، وقد كان لتعاونهما بادرة لإنجازات عظيمة، حيث حصلا على جائزة نوبل مناصفة فى الفيزياء وكرما بإطلاق الوحدة "كورى" لقياس النشاط الإشعاعى وكذلك إطلاق اسم "كوريوم" على هذا العنصر الكيميائي.
ورغم انهماك "كورى" فى عالم الجدية والبحث ورغم شهرتها التى بلغت عنان السماء آنذاك إلا أنها لم تنس دورها كربة بيت، وزوجة، والأكثر من هذا كأم أنجبت وربت "أيرين جوليو" التى حازت بدورها على جائزة نوبل للكيمياء عام 1935.
عانت "ماري" من مرض فقر الدم الذى أودى بحياتها فى عام 1934 إثر تعرضها الزائد للعناصر المشعة فى زمن لم تكن الآثار الضارة للإشعاع قد عرفت بعد، وبالتالى لم يكن العلماء الذين يتعاملون مع تلك العناصر على دراية باحتياطات السلامة اللازمة، فلطالما حملت هذه السيدة الغير اعتيادية أنابيب اختبار تحوى نظائر مشعة فى جيبها، ولطالما وضعتها فى درج مكتبها دون أن تدرك أخطارها الجسيمة، كما تعرضت مذكراتها لكمية كبيرة من الإشعاع تحد من التعامل معها بأمان إلى يومنا هذا.
موضوعات متعلقة..
أفكار قتلت أصحابها.. "وليام بولوك" سحقته ماكينة "الطباعة الدوارة" بعدما اخترعها
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة