سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 27 يوليو.. منشورات الاحتلال البريطانى على قرى عمان

الإثنين، 27 يوليو 2015 08:48 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 27 يوليو.. منشورات الاحتلال البريطانى على قرى عمان سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان ميدان المنشية فى الإسكندرية يشهد مؤتمرا شعبيا يوم 26 يوليو 1957 احتفالا بالعيد الخامس لثورة 23 يوليو، وكانت قضايا النضال العربى حاضرة بقوة فى خطاب الرئيس جمال عبد الناصر، ومنها ما يحدث فى عمان، وقال: "النهاردة فيه حرب أخرى فى عمان، الأخبار بتقول: أن ثوار عمان ضربوا بالصواريخ وضربوا بالقنابل، تعرفوا ثوار عمان دول أصلهم ايه؟، فى سنة 1955 كان فيه إمارة عمان، وكان على رأى هذه الإمارة الإمام غالب اللى هو إمام عمان، وكانت دولة مستقلة، وفجأة دخلوا الإنجليز خدوا عمان سكيتى، وطبعا وكالات الأنباء بتاعتهم ما طلعتش الأنباء خالص، لأن طبعا بيداروا على هذا زى ما بيداروا على كل اللى بيحصل فى أواسط إفريقيا، واحتلوا عمان وطردوا سلطان عمان، أما قاموا أهل عمان يطالبوا بحقهم، ويطالبوا بأنهم يعودوا إلى وضعهم المستقل اللى كانوا فيه سنة 55 قبل الهجوم البريطانى، بقوا ثوار وبقت مقاومة الثوار".

حملت كلمات عبد الناصر سهولة فى الحكى، وجاءت بعد شهور قليلة من انتصار مصر على العدوان الثلاثى (إنجلترا وفرنسا وإسرائيل) عام 1956 مما ساعد على أن يكون ما يحدث فيها له بعد شعبى عميق، وبقدر ما أكدت كلمات عبد الناصر على موقف مصر المساند، لكنها فى نفس الوقت لم تكشف عما كان يدور فى الخفاء من مساعدات هائلة تقدمها لمساعدة الثوار العمانيون ضد الاحتلال البريطانى، ويتحدث فتحى الديب فى كتابه "عبد الناصر وتحرير المشرق العربى" عن هذا الدور، من موقع أنه كان مسئولا وقتها فى رئاسة الجمهورية والمخابرات العامة عن ملف حركات التحرر العربى، وحتى نعرف القضية من أصولها يجدر التنويه إلى أن سلطنة "مسقط وعمان" قسمها الاحتلال البريطانى إلى"عمان"ويحكمها الإمام غالب خلفا للإمام محمد بن عبد الله، ومسقط ويحكمها السلطان سعيد بن تيمور، وبدأ النزاع بين الاثنين بسبب بمنح سلطان مسقط شركة بريطانية امتيازات التنقيب عن البترول عام 1937، لكن محمد بن عبد الله إمام عمان منع الشركة من دخول أراضيه فغزا الانجليز إلى أراض عمان سنة بعد أخرى، وكان ختامه عام 1954 باحتلال مدينة"عبري"بعد إنشاء الشركة البريطانية جيش تنفق عليه من ميزانيتها لحماية عمليات التنقيب واستخراج البترول، وتكوين جيش وتدريبه على أيدى بعثة عسكرية بريطانية فى مسقط.

على أثر ما فعلته بريطانيا ومسقط، جاء إلى القاهرة طالب بن على شقيق الإمام غالب إمام عمان إلى القاهرة قاصدا فتحى الديب، وطلب منه مقابلة جمال عبد الناصر قائلا، أنه جاء بعد أن تدارس هو والإمام غالب ومعاونيه من مشايخ القبائل العمانية وما سمعوه عن جمال عبد الناصر وثورة يوليو بمساندة الشعوب العربية المناضلة من أجل حريتها، وإنه جاء ليطلب ألف وخمسمائة إبرة ضرب نار جديدة لاستخدامها فى البنادق المعطلة حاليا لديهم.
حدث اللقاء وفى قصة المساعدات التى قدمتها مصر سنجد تفاصيلا مدهشة، أهمها مثلا وضع خطة سرية لتسفير الشباب العمانى إلى القاهرة لتكوين جيش تحرير يصل قوامه إلى عشرة آلاف مقاتل، ويقوم"الإمام "بتهيئة وسيلة النقل لهم من داخل الأراضى العمانية، ويقول الديب: "بدأ بعض الشباب العمانى ممن وقع عليهم الاختيار لإعدادهم عسكريا فى التسلل خارج الأراضى العمانية، متعللين برغبتهم فى تلقى العلم بالمدارس والمعاهد العربية، وليتم ترحيلهم إلى القاهرة، حيث قام مكتب عمان بتولى رعايتهم معيشيا حتى يكتمل وصول العدد الكامل المتفق عليه".
بدأت المقاومة العمانية بمساندة إعلامية هائلة من إذاعة صوت العرب، واستطاعت استرجاع الأراضى المحتلة، لكن الاحتلال البريطانى لم يهدأ حيث قام بغارات جوية بدأت يوم 24 يوليو 1957 بإلقاء المنشورات باللغة العربية على القرى العمانية تهدد فيها العمانيين بأقصى العقوبات إذا لم يتخلوا عن تأييدهم للإمام غالب ومعاونيه، ومن ضمن هذه القرى كانت قرية "الغمر" التى انهمرت المنشورات عليها فى مثل هذا اليوم 27 يوليو 1957








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة