دعا الضابط ملازم محمد عادل عبدالعظيم ربه: «اللهم أحسن خاتمتنا» على صفحته الشخصية على الـ«فيس بوك»، فاستجاب له وجعله من الشهداء الذين ارتوت أرض سيناء بدمائهم، فى معركة الدفاع عن الأرض والعرض التى جرت يوم الأربعاء الماضى بين قوات جيشنا البطل، وإرهابيين حقراء لا دين لهم رغم صيحاتهم الدينية حين يقدمون على قتل أبرياء بدم بارد، ولا قلب لهم رغم ما يذكرونه من آيات قرآنية، لا يفهمون منها شيئا، ولا يفقهون مقاصدها الإيمانية الصحيحة، كان محمد عادل ضمن 17 نفسا طاهرة زكية، اختارهم الله سبحانه وتعالى ليكونوا مع النبيين والصديقين، وكان ضمن صف واسع من الجنود والضباط الذين صمموا على ألا تدنس رمال سيناء بتتار العصر الذين لا يختلفون فى شىء عما كان يفعله هولاكو.
أخص بالذكر محمد عادل عبدالعظيم ابن الـ21 عاما فقط، ليس من باب تفضيل جندى على آخر، وضابط على آخر، فكلهم سواء، وجميع من شارك فى ملحمة يوم الأربعاء الماضى يستحقون الكثير والكثير، والكتابة عنهم أقل فعل نقدمه لهم، ولكن أخص محمد عادل، لأنه بلدياتى من قرية طنط الجزيرة «المجاورة لقريتى» كوم الأطرون مركز طوخ محافظة القليوبية، وهى من القرى الكبيرة سكانيا، وتتميز بسماحة وطيبة أهلها، ويكاد يقترب عدد سكانها المسلمين من المسيحيين، ومع ذلك ظلت عصية على أى تناحر طائفى الذى طال مصر منذ سنوات القرن الماضى، وفى هذا المناخ ولد وتربى وعاش البطل محمد عادل عبدالعظيم، عاش ابنا لنسيج وطنى مضاد للطائفية، ومقاوما لأى أفعال تعمل بإصرار من أجل تفتيت هذا النسيج الوطنى، ومن هنا اختار شرف الانتماء إلى المؤسسة التى تسهر من أجل الحفاظ على مصر وأرضها، وأمن أهلها والتى تعد قرية «طنط الجزيرة» صورة مصغرة منها.
اختار محمد عادل شرف الانتماء إلى الجندية فالتحق بالكلية الحربية، وهو يعرف أنه بهذا الانتماء ربما سيزف مبكرا عريسا إلى السماء، وسلاحه بين يديه، وجاءت مهمته الأولى فى سيناء، حيث كان يقضى خدمته فيها، ووفقا لما يذكره صديقه محمد طلبة أبوالخير: «كان حاسس إن عليه الدور، وكنا مع بعض فى آخر إجازة له قبل شهر رمضان، وقال لى: الله أعلم مين اللى عليه الدور».
نال محمد عادل الشهادة ليلحق بركب الشهداء الذين لولاهم ما كنا، وحقا هو الباقى ونحن الموتى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة